وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: فيما يتعلق بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقائه بسماحة الإمام قائد الثورة، ورئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي، هي تشكل ترجمة وتجسيداً للعلاقة الإستراتيجية الخاصة القائمة بين البلدين.
وبهذا المعنى هي إمتداد لهذا الإطار العام الذي يحكم هذا التحالف القائم، لكن هناك مجموعة من السياقات اللإقليمية والدولية وحتى السورية والإيرانية تجعل من هذه الزيارة حدثاً ذا أبعاد أبعد مدى من الزيارة السابقة، والتي كان لها أيضاً رسائلها وظروفها.
نستطيع القول أن هذه الزيارة في أحد جوانبها تأسيسية لمسارات لم تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين على مستوى زيادة توثيق التعاون والتحالف في مختلف الصعد الإقتصادية والتجارية والعسكرية وما الى ذلك، خاصة في ضوء التحول الذي حصل داخل إيران.
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين الدكتور "محسن صالح"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** كيف تقرأ زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الجمهورية الإسلامية وعن أي مستقبل للعلاقات بين أقطاب المحور نتحدث ؟
قدمت الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩ نموذجاً ثورياً قلّ نظيره، فالثورة الإسلامية إنتصرت على أعتى قوة عالمية هي الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال طرد أقوى أدواتها في المنطقة، شاه إيران. وبنفس الإصرار والقناعة طردت السفارة الصهيونية، وأقامت سفارة فلسطين.
الرئيس الراحل حافظ الأسد وجد في هذه الثورة والإمام الخميني قدس سره ما يحيي آماله ويشد من عزيمته في مواجهة الضغوط الأميركية والعربية والصهيونية للإستسلام، خاصة بعد خروج مصر من الصراع مع هذا المحور الشرير والمسيطر في ذلك الوقت، وتوقيع إتفاقية كامب ديفيد المشؤومة.
وجدت سوريا نفسها معزولة ومستهدفة بأرضها ووحدتها، ساند الرئيس السوري الراحل الثورة الإسلامية في أحلك ظروف العدوان الصدامي الذي كان مدعوماً من كل أشرار العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وبقي حافظ الأسد وفياً لعلاقته بالجمهورية طيلة تواجوده في السلطة.
ومن هنا ندرك أهمية ما قاله السيد رئيسي، رئيس جمهورية إيران الإسلامية، للرئيس بشار الأسد: "أنت مثل والدك المرحوم"، نعم هي القيم ذاتها، والثقافة والسياسة والأهداف ذاتها، هذا كله متماهياً مع قيم وسياسات وثقافة الجمهورية الإسلامية.
وتأتي هذه الزيارة في ختام مرحلة وبداية جديدة لمرحلة تمكين سوريا مجدداً لإعادة وحدتها وإعمارها وتحريرها لأرضها المغتصبة، أكان الجولان أو في الشمال المحتل تركيا أو في التنف والحسكة حيث المحتل الأمريكي.
سوريا لن تضعف وهي حليفة الجمهورية الإسلامية"، فهذه الزيارة الميمونة هي حلقة من تدفق تيار محور المقاومة "القدس"، ليجرف مستنقعات التطبيع الأسن. هذه اللقاءات التي حصلت في طهران، عاصمة الأمة الإسلامية ومحورها المقاوم لكل الغزاة والمغتصبين، ستزيل ما تبقى من تفاصيل التاريخ المفروض على منطقتنا، وفي كلمات سماحة الإمام القائد وفي عينيه وإبتسامته كما في محيا الرئيس الأسد تلمح شعاع النور القادم بكل ضيائه ونوره القادم ليغطي المنطقة.
** العديد من الأحداث والتحديات السياسية والأمنية والعسكرية واجهت سوريا كيف كانت العلاقة بين البلدين على مر هذه التجارب ؟
إنتصرت الجمهورية وأصبحت العلاقة السورية أكثر متانة وأصلب عوداً. وسوريا الأسد الأب التي وقفت مع الثورة ساندت المقاومة في لبنان بعد الغزو الصهيوني عام 1982، وإنتصرت المقاومة في لبنان عام ٢٠٠٠ من هذا الشهر في الـ 25 منه، وإنتصرت إيران وسوريا وإشتد التحالف.
تعرضت سوريا لأبشع هجوم إرهابي عالمي أيضا تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وأدوات إقليمية وأوروبية وصهيونية، ووقفت الجمهورية الإسلامية والمقاومة الإسلامية في لبنان مع سوريا الصديقة في مواجهة كل الإستكبار والإرهاب، وإنتصرت سوريا والحلفاء.
وفي فلسطين وبعد أوسلو ووادي عربة... ومسيرة الخذلان التطبيعي العربي، وقفت إيران وسوريا والمقاومة في لبنان مع الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في فلسطين من أجل الشعب والأقصى والقدس.
المقاومة قويت وتمكنت بفضل هذا التحالف السوري الإيراني وأهدافه في طرد أميركا من غرب آسيا
هذه المقاومة قويت وتمكنت بفضل هذا التحالف السوري الإيراني وأهدافه في طرد أميركا من غرب آسيا، كما صرح قائد الأمة الإسلامية، سماحة الإمام علي الخامنئي حفظه المولى تعالى.
وفي الآونة الأخيرة عرضت دنيا هارون الرشيد على الرئيس الأسد. ممن؟ من هؤلاء الذين عاثوا فساداً وهدروا الدماء البريئة وذبحوا وجزروا وإستباحوا الحرمات، ولم يبقوا حجراً على حجر ودفعوا بلايين الدولارات من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد؛ هؤلاء يأتون، وبأمر صادر عن الصهاينة، ليقولوا للرئيس الأسد نفسه أن ينضم إلى خذلانهم ويترك ويهجر الدولة العزيزة التي لم تطأطىء رأسها يوماً الا لله الواحد الأحد. ولكن الرئيس الأسد إختار طريق العزة والكرامة، طريق حافظ الأسد، طريق الإمام الخميني، هذه ثقافة. وليس مصالح فقط.
وبناءً على ما سبق فهذه الزيارة أسست للتالي:
_ إعادة بناء سوريا، حيث أمكن.
_ تعميق العلاقة في التجارة والصناعة البينية.
_ تأسيس متجدد لعلاقة بين جيشي البلدين في الأمور التكتيكية والإستراتيجية.
_ الإستعداد لمرحلة تحرير الجولان والقدس الشريف.
_ تمتين التحالف بعلاقات إقتصادية، وحتى عسكرية مع الصين وروسيا، خاصة بعد معركة أوكرانيا.
ختاماً، إن هذه الزيارة تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقة المتينة بين البلدين: تثبيت الإنتصارات، والتخطيط والعمل على إنتصارات جديدة وفي كل الميادين، خاصة تأمين أمن هذه الإنجازات، هذا لصناعة دول جديدة متقدمة لا تهزها خرائط الأعداء الجاهزة منذ زمن ولا تفت من عضدها تطبيع الأدوات التاريخية الذليلة. فنحن الآن نشهد عصراً حضارياً جديداً للمنطقة./انتهى/