استهل الأمين العام لحزب الله كلمته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله عصر اليوم الجمعة بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير، السيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار)، بتجديد تبريكاته وتعازيه لعائلة الشهيد، والترحييب بالأخوة والاخوات المشاركين في الحفل.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "قبل أيام توفى الله تعالى أحد إخواننا سماحة الشيخ علي شحيمي وهو من إخواننا وأصدقائنا القدامى، وكان عالمًا مخلصًا وعاملًا ودودًا، دمث الأخلاق، يحمل روحًا استشهادية، وكان من الذين سجّلوا أسماءهم ضمن لوائح الاستشهاديين".

وتابع: "ونعزّي برحيل سماحة الشيخ علي شحرور وكان عاملًا جليلًا معروفًا وله تاريخ طويل في التبليغ الديني والمنبر الحسيني وفضله لا ينسى، كما نعزّي برحيل العالم المحقق المجاهد الشيخ حاتم اسماعيل".

ولفت سماحته إلى أنه "خلال العامين الماضيين قضى الكثير من إخواننا وأخواتنا بسبب المرض وكورونا. كل العائلات الكريمة تتوقع مني ذكر أسمائهم وأنا يشرّفني ذكر أسماء إخواني وأخواتي الذين يرحلون ويستشهدون أيضًا لكن اقتصرت هذه المرة على العلماء".

وتناول السيد نصر الله شخصية الشهيد القائد السيد ذو الفقار، معدّدًا مزاياه، وقال: "أصبح معروفًا من خلال كل التقارير الإضاءة على شخصية الشهيد القائد السيد بدر الدين والكثير من ملامح هذه الشخصية.. بعد شهادة القادة تُعلن أسماءهم الحقيقية وتنتشر صورهم وسيرهم ويبين حالهم للناس وأما الذين همّ على قيد الحياة، حالهم حال الوضع السابق".

وتابع: "الشهيد بدر الدين لديه شجاعة عالية وشهامة وهمّة كبيرة وإرادة وعزم وجدّية وغيرة وحماسة وذكاء وإبداع وبيان قوي وقدرة خطابية عالية، وكان شاعرًا ينظم القصائد للقدس وفلسطين والأئمة عليهم السلام".

وأردف السيد نصر الله: "حمل الشهيد بدر الدين كلّ الأوسمة مجاهدًا وجريحًا، إلى أن استشهد وقضى عمره في مواجهة الصهاينة والتكفيريين.. الشهيد بدر الدين هو أحد رموز جيل بكامله، جيل مؤمن ومجاهد في لبنان والمنطقة، كما الحال بالنسبة لإخوة كثيرين مثل الشهيد القائد عماد مغنية، وهو الذي كان حاضرًا باسمه ذو الفقار في كل الساحات.. أي ساحة فلسطين ولبنان وسوريا".

وفيما يخص النكبة الفلسطينية، قال السيد نصر الله إنّ "نكبة الـ15 من أيار/مايو لم تكن نكبة فلسطين فقط، بل كانت نكبة كل العرب، وهي حادثة لا تنتهي مصائبها ولا آلامها"، لافتاً إلى أنّ "الأهم الآن إزاء هذه النكبة هو موقف الشعب الفلسطيني خلال عقود، وما جري في الأسابيع الماضية وسيف القدس".

وأضاف الأمين العام لحزب الله أنّ الشعب الفلسطيني "حسم خياره منذ وقت طويل، وهو اليوم حاضر في الميادين والساحات"، متابعاً: "أنا أعتقد أنّ إيمان الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة الآن أقوى من أي زمن مضى".

وأشار السيد نصر الله إلى أنّ "رسالة الشعب الفلسطيني هي أنه لم يعد ينتظر أنظمة عربية ولا جامعة عربية ولا أمماً متحدة"، مؤكداً أنّ "ميزة جيل السيد مصطفى بدر الدين، أنه لم ينتظر دولاً عربية ومنظماتٍ إسلامية ومجتمعاً دولياً ومجلس أمنٍ دولياً، بل المقاومة في لبنان، التي بدأت منذ الساعات الأولى للاجتياح".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنّ "العلاقات بالعالم العربي من الثوابت التي لا نقاش فيها، لكن لا يتوهّمنّ أحد أنه قادر على حماية لبنان"، مشدداً على أنه "في مواجهة الاحتلال، وحماية لبنان من التهديدات، لا أعتقد أن أحداً يمكنه أن يفتح حساباً للنظام الرسمي العربي".

وأردف السيد نصر الله أنّ "الفريق الذي وقّع على اتفاقية الـ17 من أيار/مايو هو نفسه الذي ينادي اليوم بالسيادة والعلاقات بالعالم العربي"، مضيفاً أنه "يجب السعي لبناء دولة عادلة وقادرة، لكن الأساس هو السلطة التي تحكم هذه الدولة وارتباطاتها".

وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ "المقاومة ساهمت في كشف كثير من شبكات التجسس الإسرائيلية وتفكيكها، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية"، مشيراً إلى أنّ الأخيرة "مصمّمة على المضي في تفكيك شبكات التجسس"، مطالباً "كل القيادات بدعم هذا الاتجاه".

وتابع السيد نصر الله أنه "في ظلّ قدرات المقاومة، فإن الإسرائيلي بات محتاجاً إلى كثير من العملاء، وبدأ التجنيد بطريقة غير متقنة وغير احترافية"، مؤكداً أنّ "الشهيد القائد بدر الدين كان رأس الحربة في معركة تفكيك السيارات المفخخة في بداية مواجهة الإرهاب التكفيري".

نحن أكثر المعنيين بالمحافظة على البلد

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنّ "خيارات فريقنا السياسي كانت دائماً هي الصائبة، وهي التي انتصرت منذ عام 1982 إلى اليوم"، موضحاً أنّ "القضية في لبنان هي مسألة خيارات، منذ الاجتياح إلى اليوم، مروراً بالحرب الكونية التي شُنّت على سوريا".

وأضاف السيد نصر الله أنّ "الانقسام في لبنان لا يزال موجوداً، وهو اليوم حادّ، وبالتالي نحن مقبلون على تحديات"، موجّهاً الكلام إلى من "يناقش بشأن الانتماءات الوطنية"، بالقول "نحن أكثر المعنيين بالمحافظة على البلد وهويته".

وتابع الأمين العام لحزب الله: "نحن هنا، وُلدنا وهنا نُدفن، ولا يتوقّعنّ أحد أننا سنضعف أو نتخلى عن بلدنا الذي دفعنا من أجله كل هذا الدم الغالي"، لافتاً إلى "أننا في لبنان اليوم أمام تحدياتٍ كبيرة وخطيرة جداً".

وأوضح السيد نصر الله أنّ "التحدي الداهم هو الأزمتان الاقتصادية والمعيشية، وأزمات الخبز والدواء والكهرباء، وليس سلاح المقاومة"، مضيفاً أنّ "أكثر من يعرف الفريق الذي ندعوه إلى الشراكة اليوم هم الأميركيون، ومنهم ديفيد شينكر".

وأردف الأمين العام لحزب الله أنّ "شينكر، الذي هو أعرف بهم (خصوم المقاومة في لبنان)، وصفهم بالنرجسيين والشخصانيين، أي أنه لا تهمهم مصلحة البلد والناس"، مشيراً إلى أنّه "بحسب الخبراء، فإنّ الوضع الاقتصادي لعدة دول مطبّعة مع إسرائيل على حافة الانهيار، وإحداها بدأت بيع أصولها".

وأكد السيد نصر الله "أننا في لبنان لا نملك ترف الوقت، وهذا يتطلب حركة طوارئ في البرلمان وعملية تشكيل الحكومة"، لافتاً إلى أنّ "الانفتاح على الشرق والغرب يجعلنا نمنع الانفجار، وعودة العلاقات بسوريا تفتح لنا باب معالجة أزمة النازحين".

وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ "استخراج النفط هو باب الأمل الأساسي للخروج من أزمتنا، لا التسوّل وقروض البنك الدولي".

/انتهى/