وكالة مهر للأنباء - د.محسن صالح*: سنة 1978 ما كان أحد في العالم يتصور او يفكر في ان ثورة شعبية اسلامية عارمة يقودها رجل دين إسلامي يمكن أن يكتب لها السؤدد في ظل انقسام العالم إلى محورين رئيسيين: محور الناتو الغربي بقيادة اعتى قوة عالمية هي الولايات المتحدة الأمريكية، ومحور وارسو بقيادة الإتحاد السوفيتي.
نجحت الثورة وعاد الإمام الخميني من منفاه منتصرا، تهفو اليه قلوب عشرات الملايين، من أبناء الشعب الايراني الشجاع والحضاري ومن شعوب المنطقة والعالم. كم أرادت هذه الشعوب معرفة السر الكامن خلف هذه الشخصية العظيمة.! كم أرادت ان تقبل يديه وجبهته الشريفة، وكم أرادت ان تراه كي تحاول أن تلتقط بعض ما في نوره لتسير على ضوئه. وكم أرادت ان تعرف عناصر قوة هذه الشخصية الكايزماتية، الشجاعة العارفة والحكيمة، وكيف مكنها الله تعالى من ان لا ترى ان هناك مستحيل؟,
سره المقدس يكمن في قداسة جذوره العلوية والمحمدية والحسينية. من يجهل قداسة وعظمة هذا التاريخ الإلهي، لن يهتدي إلى أسرار قوة هذا الإمام العظيم
سره المقدس يكمن في قداسة جذوره العلوية والمحمدية والحسينية. من يجهل قداسة وعظمة هذا التاريخ الإلهي، لن يهتدي إلى أسرار قوة هذا الإمام العظيم. انتصر الإمام رضوان الله تعالى عليه وانتصر الشعب الايراني البطل على اعتى نظام دكتاتوري، شاه إيران.
حاول أعداء الثورة، الولايات المتحدة والغرب وغيرهم الانتقام لآداتهم الساقط وفشلوا في كل محاولاتهم العدوانية... من حرب ثماني سنوات إلى الحصار والعقوبات، إلى احتلال أفغانستان والعراق لتطويق الجمهورية الفتية والقوية، هزموا.
حاولوا بعث فتنة سنية- شيعية وفشلوا. على النقيض من ذلك، مع كل مخطط عدواني ضد الثورة والدولة في إيران كانت هذه الثورة تزداد عمقا وانتشارا، وهذه الدولة تزداد منعة وشموخا ورسوخا.
عظمة الإمام وصورته وثورته وقيادته ليس من السهولة سبر اغوارها. فقط بعض ملامح ومبادىء الانجازات الابدية: على صعيد الثورة، قدم الإمام برهانا ساطعا انه بإمكان اي شعب الانتصار على اعداىه اذا صمم وأراد وتيسر له قيادة حكيمة وشجاعة وعالمة ولا تذعن لتهديدات الأعداء. هذا حق للشعوب المستضعفة يجب أن تتمسك به وبقوة. الإيمان بالحق مرحلة أولى للانتصار.
الشعب الايراني العظيم عرف قيادته، احبها، والاها وسار على هدي معرفتها وفقهها وسياساتها، فانتصر، الدولة الفتية الشجاعة في الجمهورية اهتدت بالامام وقيادته فلم تكن تابعة لأي محور ، تقدمت بدعم وتكفل الشعوب المستضعفة فاضحت تقود محور الحق في مواجهة محور أميركا الباطل.
كلمات الإمام وتوجيهاته غرست في عقول ونفوس الشعب الايراني، كما اللبناني والفلسطيني والسوري والعراقي واليمني وغيرهم، ان أمة تريد الانتصار تقدر، بالعون الإلهي والتوكل الواعي. لقد غير الإمام السيكولوجية الإسلامية التي دابت على طاعة الحاكم الجائر، والاذعان للقوى المستكبرة وحولها إلى ثورة بوجه الطغاة. لقد أنهى الإمام تاريخا عقليا ونفسيا وسياسيا وسوسيولوجيا وبنى تاريخا جديدا لأمة جديدة يكون الحق قوة يجب التمسك والمطالبة به، وتكون العدالة الإلهية سلوكا للشعوب والحكام، وتكون الوحدة شعارا وممارسة عنوانا للأمة لتنتصر.
كل الطوبى والراحة لنفس الإمام الخميني المطمئنة، فقد صدقت ما عاهدت الله عليه فانتصرت في الدنيا وهي في الآخرة في عليين مع محمد وآله الأطهار./انتهى/
(*) رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين