أكد الإعلامي حميد رزق، أن أمريكا هي صاحبة القرار ولا يزال السعودي مجرد تابع ينفذ الأوامر كما تأتيه من واشنطن، والدليل على ذلك إقرار الهدنة لم يأت بموجب قناعة ولا رغبة سعودية بقدر ما كان السبب الرئيس في سريانها هو القلق الأمريكي من تصاعد المواجهات باوكرانيا، وانعكاسات ذلك على أسواق الطاقة في العالم.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: اكد وزير الدفاع اليمني في وقت سابق بعد اعلان الهدنة إلى أن القوات المسلحة، مُلتزمة بالهدنة رغم الخروقات المتواصلة لقوى العدوان، مشيرا الى ان القوات ملتزمة بالهدنة لأنهم يثقون بقيادتهم وملتزمون بما يصدر عنها من توجيهات. الشعب اليمني على اطلاع بحجم خروقات قوى العدوان والجميع يتوقع ذلك منهم وليس أمراً غريباً أو مفاجئاً.

فلو كانت قوى العدوان صادقة لفتحت مطار صنعاء الدولي لسفر المرضى ولما اعترضت على السفن المحملة بالمشتقات النفطية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، وكلها جوانب إنسانية بحتة.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الإعلامي الأستاذ "حميد رزق"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** مع إقتراب الهدنة بين اليمن ودول العدوان والتي استمرت شهرين، هناك مخاوف من عودة السخونة إلى الجبهات. فهل تعتقد أن الهدنة قد تتجدد لفترة أخرى ؟ وبأي شروط يمكن أن يقبل اليمنيون بها ؟

من غير المستبعد ان تمدد الهدنة ومن المحتمل انهيارها وبدء مرحلة جديدة من التصعيد، وذلك نظرا لانعدام الجدية لدى تحالف العدوان على اليمن بوقف الحرب وتغليب لغة السلام، لا سيما وانهم قد فشلوا عسكريا واستراتيجيا امام الشعب اليمني، ويعتريهم شعور بالعار والإحباط..

وفلسفة الهدنة بالنسبة لهم لا تعني اكثر من شراء الوقت لترتيب صفوف ادواتهم بالداخل اليمني والاستعداد العسكري لجولات جديدة من الحرب والعدوان... غير ان تداعيات الازمة الأوكرانية وما احدثته من حاجة للنفط والطاقة في السوق الاوروبية والامريكية يجعل من المحتمل ان تقوم الولايات المتحدة بالضغط على السعودية للموافقة على شروط صنعاء لتمديد الهدنة.

واما شروط اليمن لاستمرار الهدنة فأبرزها التزام دول التحالف ببنود الهدنة السابقة واستكمال الرحلات الجوية الى مطار صنعاء، واستكمال ادخال سفن المشتقات النفطة الى ميناء الحديدة، ووقف الخروقات العسكرية السعودية وخاصة انتهاك الطيران المسير والطيران الحربي للسيادة اليمنية.

** المتفق عليه بين المراقبين أن الهدنة العسكرية في اليمن لم تؤد الغرض منها، كما أن المسؤولين اليمنيين عبروا عن عدم رضاهم.. فما هي أسباب فشل هذه المحاولة ؟، وهل تعتقد أن السعودية تماطل لكسب الوقت ؟، وما الذي تنتظره اذن ؟

صحيح، الهدنة السابقة لم تحقق أهدافها ولم يلتزم التحالف السعودي ببنودها واستحقاقاتها، وهم ارادوها ان تظل في غرفة الإنعاش لا تموت وتتوقف ولا تحيا بالطريقة المفترضة بحسب الاتفاقات التي رعتها الأمم المتحدة ...

هم لا يريدون للشعب في اليمن ان يتنفس، لا بل ان يشعر بانكسار الحصار والعزلة فيماطلون ويختلقون الكثير من العراقيل والتعقيدات امام بنود الهدنة الواضحة في نصوص الاتفاق.

** الخروقات السعودية للهدنة لم تتوقف وآخرها تمثل بإرسال طائرات تجسس ومراقبة فوق العاصمة صنعاء وهو ما لا تستطيع الرياض نسبته الى عملائها اليمنيين... فماذا يعني اسقاط طائرة سعودية فوق العاصمة ؟، وهل عادت الرياض لاستعراض القوة ؟

اسقاط طائرة سعودية في أجواء اليمن واختراق الهدنة ليس الامر الأول، فقد تم اسقاط قرابة اربع طائرات تجسسية خلال مدة الهدنة، السعودية تسعى لتثبيت معادلة تشبه معادلة العدوان الإسرائيلي على سوريا او كما يجري على الدوام من تحليق في أجواء لبنان...

تحاول السعودية ان تظل سماء اليمن مستباحة وتضرب متى تشاء وتنتهك السيادة متى تشاء، وباعتقادي هذا الامر سيهدد الهدنة ولن يقابل بالصمت من قبل اليمن، وسيكون هناك ردود متكافئة وحازمة من قبل الجيش واللجان الشعبية خاصة اذا لم تمدد الهدنة وعادت المواجهات.

** هناك حديث متواتر في السعودية عن تغيير في السياسات الأميركية تجاه النظام السعودي... ويراهنون على انعكاس ذلك على العدوان على اليمن... كيف تقرأ هذه المعطيات ؟، وكيف تؤثر العلاقات السعودية الأميركية على تطورات الأوضاع في اليمن ؟

لا ننظر الى مسألة وجود تغيير في السياسات الامريكية تجاه السعودية على انها مواقف جدية وحقيقية، في الواقع أمريكا هي صاحبة القرار ولا يزال السعودي مجرد تابع ينفذ الأوامر كما تأتيه من واشنطن.

والدليل على ذلك إقرار الهدنة لم يأت بموجب قناعة ولا رغبة سعودية بقدر ما كان السبب الرئيس في سريانها هو القلق الأمريكي من تصاعد المواجهات باوكرانيا، وانعكاسات ذلك على أسواق الطاقة في العالم...

وبالتالي لا نعتقد ان النظام السعودي يمتلك قراره المستقل وليس لديه القدرة ولا الجرأة على مخالفة التوجيهات القادمة من البيت الأبيض.

** كيف تقيم سياسات الأمم المتحدة في ما يتعلق بمتابعة شروط الهدنة وايصال المواد التموينية والطاقة وفتح المطار هل قامت بدورها فعلاً ؟، وهل تتحمل مسؤولية في عدم تحقيق الهدف من الهدنة الراهنة ؟

أداء الأمم المتحدة منحاز لتحالف العدوان على اليمن، ويقتصر دور الأمم المتحدة على تسويق المشاريع الامريكية والسعودية وتقديمها في صورة مبادرات للحوار، او دعوات للسلام في الوقت الذي يعرف العالم كله ان اليمن في موقع الدفاع عن نفسه وسيادته واستقلاله.

ومن الأدلة على عجز وتواطئ الأمم المتحدة تأخير الرحلات الجوية الى مطار صنعاء وعدم وفاء التحالف بفتح المطار امام ما تم الاتفاق عليه من رحلات بالإضافة الى السفن العراقية المستمرة في البحر واستمرار حجز السفن في ظل صمت وسلبية للأمم المتحدة.

** الى اي حد نجحت السعودية في التخفيف من اعباء العدوان عبر تشكيل الهيئات السياسية الجديدة في عدن من رئاسة وحكومة ؟، وهل تستطيع هذه الواجهة التغطية على الدور السعودي الفعلي ؟

تحاول السعودية الاستفادة من تجربة سبع سنوات من الفشل والتخبط في عدوانها على اليمن، وتأتي التشكيلة السياسية الجديدة في هذا السياق، هناك محاولة لتوحيد المرتزقة اليمنيين حتى يتسنى لهم تحقيق نتائج عسكرية وميدانية لصالح التحالف السعودي الأمريكي، لكن السعودية تواجه المزيد من الفشل نتيجة انكشاف اهداف حربها وعدوانها وجراء جرائمها الوحشية بحق اليمنيين سواء من خلال القصف والقتل المباشر او من خلال الحصار ...

وبالتالي فالنظام السعودي لن يحصد غير المزيد من الفشل والاخفاق وبعودة المواجهات وانهيار الهدنة ستتحول السعودية الى قبلة للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، وقد نرى من الضربات اليمنية النوعية والدقيقة بما لم يكن في حسابات ال سعود او خيالهم./انتهى/