جاء رد المقاومة للزائر الفرنسي في الضاحية بلحظتها من قبل الحزب للوفد الفرنسي الزائر بأن المقاومة جاهزة للدفاع بكل الوسائل التي تمتلكها، ولن تسمح للعدو بإستخراج الغاز والنفط، وستمنعه من تحقيق أهدافه النفطية في المنطقة. 

وكالة مهر للأنباء - جهاد أيوب: حط الموفد الفرنسي منذ أيام في الضاحية الجنوبية، واجتمع مع مسؤولين من حزب الله، وأبلغهم أن إسرائيل لم تصل عبر السفينة اليونانية "سفينة إسرائيلية بعلم يوناني" إلى خط 29 - كاريش - المتنازع عليه مع لبنان. كما أصر الوفد إلى القول أنه ليس مرسلاً من جهة العدو.

وقد جاء الرد بلحظتها من قبل الحزب للوفد الفرنسي الزائر وليس لإسرائيل بأن المقاومة جاهزة للدفاع بكل الوسائل التي تمتلكها، ولن تسمح للعدو بإستخراج الغاز والنفط، لا بل هي قادرة على منع العدو من تحقيق أهدافه النفطية هذه.

كان على الفرنسي أن يقرأ جيداً ما جاء على لسان الأمين العام السيد حسن نصرالله، والوقوف مطولاً، وقبل زيارة الضاحية أمام نهاية خطابه الذي ختمه بكلمة "يا الله"، وهنا قصد إطلاق إشارة الجهوزية، وبلاغ رقم واحد في الرد والضرب بعد أن استعدت الوحدات الكبرى في المقاومة لذلك.

بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وما سببته من مشاكل نفطية في بلاد الغرب، وبعد وصول الباخرة اليونانية الصهيونية إلى الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، أي بعد أن أدخل الكيان الصهيوني المؤقت سفينته للتنقيب على الغاز إلى حقل "كاريش" لا شك أن لبنان الوطن بأصحابه، وليس بالمرتزقه فيه أمام التحدي الكبير، والاستحقاق الأكبر، وقد يكون حدوث ذلك من الطاف الله على لبنان وعلى حدوده وعلى المقاومة فيه، ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية، وانكشاف من يهمه خيرات الوطن، ومن هو تاجر في الوطن.

صحيح أن الغالبية أخذت تصرخ وتزايد، وتعطي الدروس في الدفاع، ومنهم منذ أيام قليلة، وخلال حملته الإنتخابية كان يطالب بنزع سلاح المقاومة، والآن يصر على ضرب السفينة الصهيونية، ولجم إسرائيل من قبل المقاومة، وفريق طنش الحدث كقوات سمير جعجع وفريق الكتائب، وبينما وليد جنبلاط يعلق بحنكة، ويلمح بتهكم ضد المقاومة دون أن يدلي برأيه حول ما تقوم به إسرائيل من سرقات حتى لا يغضب أميركا.

ما حدث في ظاهره يصب في صالح المقاومة، وأدخل لبنان الغارق في أزماته في أزمة جديدة محورها ترسيم حدوده البحرية دون تنازلات، ومن يتنازل في هذه الظروف الخانقة سيعتبر خائناً

واللافت أن الغالبية تعتبر الصمت خيانة، وفعلاً هذا الذي حدث سيسجل لصالح وجود المقاومة، وأن من يصمت عن حق خيرات لبنان من غاز ونفط هو خائن.

ما حدث في ظاهره يصب في صالح المقاومة، وأدخل لبنان الغارق في أزماته في أزمة جديدة محورها ترسيم حدوده البحرية دون تنازلات، ومن يتنازل في هذه الظروف الخانقة سيعتبر خائناً، ولن يرحمه من هم اتباعه، ومن هم من حوله.

إن الترسيم الآن هو موضوع ظاهر وعلني يتطلب جرأة، وهذه الجرأة تكاد تكون غائبة عند أرباب السلطة اللبنانية الحاكمة في ظل البحث عن مصالح زعاماتية ذاتية ومكاسب شخصية، وهذا الترسيم البحري في ظاهره يختلف عن موضوع شبعا وما حدث في البر...

بإختصار النفط والغاز البحري أكبر من أي حدود برية، لا بل هو من سينقذ لبنان من أزماته الاقتصادية التي صنعتها أميركا بحصارها، وبتعمد بعض دول الخليج خاصة السعودية والإمارات، وبمشاركة زعامات لبنانية فاسدة خربت البلد.

النفط والغاز البحري أكبر من أي حدود برية، لا بل هو من سينقذ لبنان من أزماته الاقتصادية التي صنعتها أميركا بحصارها

اليوم دور المقاومة أكبر من مطالبتها بمزارع شبعا، وأكبر من تلطي الدولة اللبنانية بكل تناقضاتها خلف شعارات السيادة البالية والكاذبة، وأكبر من احتلال مناطق الشريط الحدودي الذي كان.

إن حركة هذه السفينة وضعت لبنان الوطن ولبنان الحكام والدولة والحكومة تحديداً في خانة واحدة، وأي خطأ في القرارات ستصيبهم بفعل التخلي عن حقوق الشعب، وسيتابع الأمر من قبل المسؤولين اللبنانيين بكثير من الضجيج، ولكنهم في النهاية سيصلون إلى العجز والفشل، وسيكون للمقاومة الدور الأساسي في الدفاع عن خيرات باطن الأرض اللبنانية.

إن غاز المتوسط هو أقرب إلى الغرب الغارق بأزمة اقتصادية مخيفة، وقد تزداد أزمته في إنحدارها مع وصول فصل الشتاء، نعم غاز المتوسط هو أقرب للغرب من غاز منطقة الخليج، لذلك الإسرائيلي والأميركي مستعجلان على استخراج الغاز والنفط من أبار فلسطين المحتلة ولبنان خاصة الأبار البحرية المتنازع عليها مع لبنان، وهما يدركان أن ما يقابلهما في المنطقة الاقتصادية خارج سيطرتهما العسكرية، ولكل دولة خيراتها الاقتصادية وظروفها، أقصد سورية ولبنان وفلسطين مهما حاولا السرقة.

/انتهى/