وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه صرح بوتین: قلت في دافوس منذ عام ونصف أن العالم أحادي القطب قد انتهى، لكن هناك محاولات مضنية لمحاولة استعادته. مؤكدا: الثقة في العملات العالمية تقوضت كرمى الطموح والأوهام الجيوسياسية التي عفا عليها الزمن والعالم لم يعد كما كان من قبل، فالأوهام الجيوسياسية التي عفا عنها الزمن قوضت الثقة في العملات العالمية.
وأضاف: أمريكا بعد أن أعلنت النصر في الحرب الباردة، أعلنت أن مصالحها مقدسة، والآن تسير اللعبة في اتجاه واحد، أمريكا اعتبرت نفسها رسول الرب على الأرض عند إعلانها الانتصار في الحرب الباردة، وفي ظل هذه الظروف يكون العالم غير مستقر. دول "المليار الذهبي" لا زالت تعتبر كل الدول الأخرى "مستعمرات" من الدرجة الثانية. نحن شعب قوي وسنتعامل مع أي مشكلة، وهذا يتضح من تاريخ بلادنا الممتد على مدى ألف عام.
وتابع بوتين: هدف العقوبات كانت إسقاط الاقتصاد الروسي، ولم ينجحوا لأن قطاع الاقتصاد الروسي عمل بكفاءة، والشعب الروسي كرس وحدة الصف.. لقد اعتقدوا أن الدولار سيصبح 200 روبل.. واليوم اتضحت الحملة الدعائية. العقوبات يمكن فرضها على أي دولة بما في ذلك الدول الأوروبية وأي من الشركات الأوروبية. التوقعات المتشائمة الاقتصاد الروسي في مطلع الربيع لم تتحقق، بما في ذلك بلوغ الدولار 200 روبل، يمكننا تخفيض سعر الفائدة الأساسية إلى 7%.
واوضح: الاتحاد الأوروبي فقد سيادته بالكامل، نمو التضخم في بعض دول منطقة اليورو تجاوز الآن مستوى 20% ، الاتحاد الأوروبي يخضع للإملاءات الخارجية، العمليات الديمقراطية في أوروبا تشبه السيرك. العالم وصل إلى هذا الوضع نتيجة للأنشطة التي قامت بها الدول الصناعية السبع الكبرى على مستوى الاقتصاد والسياسة
وقال: في الفترة الأخيرة أستمع إلى "تضخم بوتين" وحينما أرى ذلك، أتساءل: لمن يكتبون هذا الهراء، جوهر المشكلة في السياسات الاقتصادية الغربية في الفترة الأخيرة و لا علاقة لعمليتنا الخاصة في دونباس بما وصل إليه الوضع في أوروبا. الولايات المتحدة الأمريكية كانت المورد الأساسي للكثير من السلع الغذائية، وكانت نموذجا لكثير من الدول. أصبحت الولايات المتحدة الآن مستوردا أكثر منها مصدرا. خسائر الاتحاد الأوروبي المباشرة من فرض العقوبات ضد روسيا بلغت إلى الآن 400 مليار دولار.
وصرح بوتين لا علاقة للعملية العسكرية الخاصة بارتفاع أسعار الغاز في أوروبا. اختفاء الأسمدة يعني انخفاض إنتاج السلع الغذائية، وهو ما ينذر بالجوع حول العالم، وهي مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية. في السنوات القادمة سيطلق العالم عملية تحويل الاحتياطيات من العملات التي فقدت قيمتها إلى قيم مادية حقيقية. الميزانية الروسية في 2022 ستسجل فائضا بقيمة 3 تريليونات روبل (51.7 مليار دولار). المعروض النقدي نما في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين بنسبة 38% وفي الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%.
وأضاف: فرض الأمريكيون حصارا على الأسمدة، تبعهم في ذلك الأوروبيون. ثم أدرك الأمريكيون أن الحصار ضار، فرفعوه، أما الأوروبيون فبسبب البيروقراطية لم يرفعوه بعد. يتحدثون عن منع السفن من موانئ البحر الأسود، وهناك 5-6 مليون طن حبوب، و7 مليون طن من الذرة لا تغير من أي شيء بالنظر إلى إنتاج 800 مليون طن. العالم الراهن يمر بتغيرات جذرية.
بوتين: قرار العملية العسكرية الروسية كان صعبا لكنه كان حتميا
وتابع: قرار العملية العسكرية الروسية الخاصة كان صعبا، لكنه كان حتميا. الغرب كان يسيطر عسكريا على أوكرانيا، ويضخ الأسلحة هناك، ولا زال يفعل ذلك. سنؤمن نقل الحبوب من الموانئ ولكن على الجانب الاوكراني تأمين الموانئ مما زرعوه من ألغام بحرية. كان الغرب دائما سخيا في رفع درجة العدائية ضد روسيا، وخلق جو مسموم من "الروسوفوبيا". العقوبات الغربية كانت مصممة على أن الاقتصاد الروسي هش وتابع وغير مستقل. التغير في الاقتصاد الروسي، وقدرته على مواجهة العقوبات هو ما صنعناه معا خلال السنوات الماضية.
وقال بوتين: العقوبات تفتح أمامنا فرصا كبيرة، ودافعا للمضي قدما فيما يخص الاستقلال التكنولوجي . روسيا لن تسلك سلوك الانعزال عن العالم. كل من يريد العمل مع روسيا يعاني من تهديدات بعضها مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية. روسيا ستتعامل مع من يريد التعامل معها من القادة القادرين على التمييز ما بين مصالح أوطانهم والإملاءات الخارجية.
وأوضح: نفتح ممرات جديدة منها السكك الحديد وموانئ في البحر الأسود وبحر قزوين. من المرجح أن يصبح القمح الأوكراني المصدر أداة للدفع لقاء الأسلحة المقدمة لأوكرانيا. من المتوقع تغير السلطة في أوروبا. نتوقع تفاقم مشكلات العدالة الاجتماعية وانقسام المجتمع بسبب أخطاء الاقتصاد. الوضع الراهن في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية، وفي المستقبل إلى تغيير النخب الحاكمة.
وصرح: الولايات المتحدة تحولت من مصدر كبير للمواد الغذائية إلى مستورد. الولايات المتحدة تقوم بطباعة النقود لشراء السلع الغذائية حول العالم، رسالتي إلى رؤساء المؤسسات والشركات الكبرى أن النجاح والاحترام والثقة الحقيقة إنما يحدث حينما يرتبط ذلك كله بمستقبل الوطن.
وقال بوتين لرجال الأعمال الروس: اربطوا استثماراتكم بالقطاعات الوطنية، واكتبوا أسماءكم في تاريخ الوطن كما فعل ذلك أجدادنا ممن بدأوا أعمالهم في روسيا: مامونتوف، تريتياكوف، شوكين. هدفنا التوصل إلى مستوى تضخم 4%.
حفز بوتين الروس على الإنجاب قائلا: مستقبل روسيا هو عائلات لديها طفلان أو ثلاث فأكثر
وقال: لا بد من جعل بحيرة البايكال نموذجا للسياحة البيئية. لا بد من التوصل إلى مفاتيح التكنولوجيا والوصول إلى "الاستقلال التكنولوجي". الكثير من البرامج العلمية السوفيتية بما في ذلك في مجال الفضاء اعتمدوا على الريادة في مجال التكنولوجيا. استبدال السلع الأجنبية يعني أن نسبق التكنولوجيا لا أن نلحق بها. لابد من التوصل للتكنولوجيا في القطاعات الحرجة. مثلما فعلنا في لقاح كورونا، وتمكنا من الوصول إلى اللقاح الأول في العالم.
/انتهى/