وكالة مهر للأنباء - ليلى عماشا: للأربعين من عمر حزب الله في لبنان احتفالية يُراد منها توثيق التاريخ المضيء والذاكرة الحيّة عبر استعادة المحطات البارزة في عمر المسيرة الثورية المستمرّة والتي تنمو في تراب العزّ المشبع بالدماء، فـ{مَا كَانَ لله يَنْمُو}.
تحت عنوان "الأربعون ربيعاً"، يتشارك أهل المقاومة مشاعرهم، وحكاياتهم، وشهاداتهم، وقد صار كلّ منهم شاهداً وشريكاً في زمن الإنتصارات التي تحقّقت، وتلك التي في طور التحقّق، ولأن المقاومة فعل مقترن بالوفاء... لا يمكن لأهلها إلّا أن يحدقوا بقلوبهم ناحية الجمهورية الإسلامية في إيران في كل مرة يمرّ في خاطرهم أو في كلامهم ذكر المآثر والظروف والمحطات التي مرّت بها المسيرة المنتصرة والتي بلغت الآن أربعينها.
في مهرجان النصر الإلهي في الضاحية بعد حرب تموز، خاطب السيد حسن نصرالله أهل المقاومة والصبر والنصر بـ"يا أشرف الناس"، فسيل الوفاء الهدّار يومها كان ساطعاً بالشرف.
ومن سمات الأوفياء أن يشكروا المخلوق الذي ساندهم ومدّهم بالحبّ في كلّ مرّة يحمدون فيها الخالق الذي يده مدّت إليهم السّلاح... لهذا لم ينسَ الأشراف دسّ قلوبهم وردات شكرٍ للجمهورية التي ناصرتهم يوم كان لا ناصر ضدّ الصهاينة، ويوم كانت البلاد عيناً و"اسرائيل" هي المخرز...
ولذلك لا تمرّ لحظة من إحياء مناسبة "الأربعين ربيعا" دون أن يعبر في الأوردة عطر الهيبة الخمينية الذي يفوح من جيل المؤسّسين لحزب الله ويتواصل جيلا بعد جيل، ودون أن يمرّ وجه الحاج قاسم سليماني في كل عين فيهمس له النبض بالدّمع كل كلمات الإمتنان وكل ألفاظ الحياء.
لم ينفصل ذكر الحاج قاسم عن صوت أهل الحبّ في لبنان ولو لبرهة... تراهم يستعيدون تفاصيل سيرته في كلّ يوم من أيّامهم... فما يجمعهم بالجمهورية الإسلامية يتجسّد بشكل كثيف جداً في علاقتهم بالحاج قاسم، الجندي والقائد والسّند والشهيد... فكيف حال قلوبهم وهي في إحياء الأربعين ربيعاً تحدّق في صوره وتستعيد صوته وكلماته ؟...
يقول متناقلوها في كلّ مرّة: "لم يتركنا.. بقي معنا.. كان هنا حيث الغارات والقصف الهمجيّ والخطر"... من هنا، إن كانت حرب تموز هي إحدى المحطات الأبرز في المسار المقاوم طيلة الأربعين سنة التي مضت، فالحاج قاسم كان فيها الدليل الأكثر سطوعاً عن دور إيران في مدّ النّصر بأسبابه، وفي سكب الحبّ الذي ولّد يقين الإنتصار
هي قلوب جرّحها الفقد، وقصم ظهرها الشوق، ومدّها الدمّ المستشهد بالعزّ وبالكرامة... في إحدى المقابلات التلفزيونية التي كان قد أجراها الحاج قاسم، وفي إطار حديثه عن صديقه الحاج عماد مغنية، تحدّث عن ليلة من حرب تمّوز، عن تفاصيل تبلغ في الحنان ما لا يقال إلّا بكاء... حكاية إصرار الحاج قاسم على البقاء في الضاحية مع السيّد والحاج عماد خلال حرب تموز ٢٠٠٦، والتي رواها السيّد فيما بعد، وحدها تكفي لتحيل القلب جمراً يتوقّد امتناناً كلّما استعادها...
يقول متناقلوها في كلّ مرّة: "لم يتركنا.. بقي معنا.. كان هنا حيث الغارات وحيث القصف الهمجيّ وحيث الخطر"... من هنا، إن كانت حرب تموز هي إحدى المحطات الأبرز في المسار المقاوم طيلة الأربعين سنة التي مضت، فالحاج قاسم كان فيها الدليل الأكثر سطوعاً عن دور إيران في مدّ النّصر بأسبابه، وفي سكب الحبّ الذي ولّد يقين الإنتصار.
الأربعون ربيعاً، والأربعون حبّاً، والأربعون شوقاً يغذّي الأرواح التي تقاتل، والأربعون دمعاً والأربعون نصراً.. كلّها عناوين كلّما قيلت حضر من بين حروفها وجهه الذي عرفناه سنداً لا يتخلّى، وصديقاً لا يخذل، وعاشقاً لا يتأخّر، وشهيداً ارتقى وسكن في دور قلوبنا، عزيزاً معزّاً نخاطبه في كلّ مناسبة، ويجيبنا بهيبته الأحنّ أن "يقيناً كلّه خير"./انتهى/