تعتبر إسرائيل أن إقامة حزب الله مواقع عند الحدود في جنوب لبنان خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الصادر في نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قدم وفد إسرائيلي، ضم مندوبين عن الجيش ووزارة الخارجية وسفارتها في الأمم المتحدة، إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومندوبي الولايات المتحدة وفرنسا وثائق وصورا لمواقع جديدة أقامها حزب الله عند الحدود، حسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.

وتدعي إسرائيل أن حزب الله أقام 16 موقعا جديدا عند الحدود، منذ نيسان/أبريل الماضي، ووضع فيها حاويات في البداية وبعد ذلك أحضر إليها أبراج مراقبة. وأشارت الصحيفة إلى موقع أقامه حزب الله قبالة بلدة "دوفيف" في الجليل الأعلى، يتواجد فيه برج مراقبة وحاوية وعدد من السيارات. "وبجرد رصدهم نشاطا في الجانب الإسرائيلي، قريبا من الموقع، وصل عناصر حزب الله بسرعة من أجل التصوير وإظهار وجودهم".

وكررت إسرائيل القول إن مواقع حزب الله عند الحدود تعمل تحت غطاء منظمة "أخضر بلا حدود" لحماية البيئة، وأن الجيش الإسرائيلي يرصد فيها نشاطا متواصلا لعناصر حزب الله. "ويبدو أنها تستخدم للمراقبة وجمع معلومات استخباراتية حول ما يحدث في الجانب الإسرائيلي من الحدود. وثمة هدف ثانوي لها، وهو إحداث ردع معين تجاه الجيش الإسرائيلي والسكان الإسرائيليين وإبعاد عناصر قوة الأمم المتحدة، يونيفيل، من التواجد في الأماكن التي سيطر عليها حزب الله"، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن إقامة المواقع الجديد "يعكس ما يبدو أنه ثقة متزايدة بالذات من جانب حزب الله. وهذا يضاف إلى نقل آلاف المقاتلين من قوة النخبة ’رضوان’ إلى جنوب لبنان، بعد تقليص حزب الله اعضاءه في سورية منذ نهاية العام 2018". وأشارت الصحيفة إلى أنه في تلك الفترة، كشفت إسرائيل ودمرت أنفاقا حفرها حزب الله تحت الحدود، "على ما يبدو من أجل توغل قوات حزب الله من خلالها في حال نشوب حرب".

واعتبرت الصحيفة إقامة المواقع الجديدة عند الحدود جزء من خطوة مدروسة من جانب حزب الله، "تهدف إلى فرض وقائع على الأرض من خلال الالتفاف على القرار 1701... الذي حظر نشاطا مسلحا لحزب الله" في جنوب لبنان، وكلف قوة يونيفيل بإنفاذ القرار.

وبحسب المعلومات التي قدمتها إسرائيل إلى الأمم المتحدة ومندوبي الولايات المتحدة وفرنسا، فإن عناصر حزب الله يتحركون كثيرا بلباس مدني على طول الحدود، منذ سنوات كثيرة. "وتكتفي يونيفيل بتسيير دوريات وأحيانا تعرقل، لكنها تحاول عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع عناصر حزب الله، وتفسر ذلك بأن أنشطة حزب الله تجري في أراض خاصة ولا صلاحية ليونيفيل بالدخول إليها.

وقالت الصحيفة: "إنه على هذه الخلفية يهدد باستمرار مسؤولون إسرائيليون، بينهم وزير الحرب بيني غانتس ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، بتدمير شديد للبنان في حرب مقبلة، "في محاولة للتمهيد في الحلبة الدولية إلى أن حربا ثالثة في لبنان سيرافقها دمار بالغ للبنية التحتية واستهداف واسع، غير متعمد، للمدنيين".

إلا أن التقديرات في إسرائيل هي أن حزب الله ليس معنيا بحرب. "ولا يرصدون في إسرائيل وجود نية لدى أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، للمبادرة إلى مواجهة عسكرية جديدة.

وخلصت الصحيفة إلى أن "السيناريو الأساسي الذي يقلق صناع القرار في إسرائيل يتعلق بحسابات خاطئة، مثل حادثة محلية تقود إلى رد من الجانب الآخر وتحدث سلسلة عمليات وردود فعل، التي قد تؤدي إلى حرب لا يريدها الجانبان".

/انتهى/