زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط ما هي الا محاولة لإنقاذ ما تبقى من اعتبار الولايات المتحدة في المنطقة عبر طمأنة حلفائها الخليجيين بإمكانية الاعتماد عليها، زيارة فتحالف فطمأنة ثم يلحقها خذلان ونكث للعهود، هذا هو ديدن الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع كل حلفائها.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: أعلن البيت الأبيض أن بايدن سيجري أول زيارة له إلى الشرق الأوسط بين 13 و16 يوليو/تموز المقبل تشمل السعودية والأراضي الفلسطينية والكيان الصهيوني. وتشير الرسائل المرجح أن يوجهها بايدن إلى المنطقة، هي الى ضرورة التوجة للاعتماد على أوروبا والولايات المتحدة، وان امريكا ستُجبِر الغرب على الانخراط بقوة في المنطقة.

ويرى الخبراء والمحللون السياسيون ان هذه الرسائل التي توجهها واشنطن ما هي الا مساعي امريكية لاستغلال الدول الاوروبية ودول المنطقة لزعزعة أمن المنطقة وفرض سيطرتها عليها وعلى ثرواتها، ولحماية الكيان الصهيوني.

وأكد الخبراء أنه كان الموقف الأوروبي الأمريكي في بداية الحرب الروسية الاوكرانية داعما لأوكرانيا ومساندا لها، إلا أنه وبعد بدء الحرب أكدت كل من واشنطن وحلف الناتو على عدم نيتهما التدخل في الصراع الدائر، وهي خطوة لاقت خذلان كبير في الجانب الأوكراني، حيث اعتبره زيلينسكي تخلي أوروبي أمريكي عن كييف.

وفي خصوص المفاوضات النويية فنحن نرى أن الشعب الإيراني مُحبَط ولا يثق في الثقة في المفاوضات النووية بسبب السياسة الأمريكية في نقد العهود والالتزامات. ويركد المحللون أنه يجب إعطاء الضمانات اللازمة لإيران خلال المفاوضات من أجل إعادة إرساء الاتفاقية.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الاعلامي والمحلل السياسي "مجتبى علي حيدري"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** كيف تقيم زيارة بايدن لدول الخليج ؟

بإلقاء نظرة تحليلية سريعة على زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط نجد أنها محاولة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من اعتبار الولايات المتحدة في المنطقة عبر طمأنة حلفائها الخليجيين بإمكانية الاعتماد عليها. زيارة فتحالف فطمأنة ثم يلحقها خذلان ونكث للعهود، هذا هو ديدن الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع كل أصدقائها وحلفائها في العالم.

وإن اجتماع أمريكا الأخير مع دول حلف الناتو في مدريد خير شاهد على هذا القول حيث إنه جاء محاولة لإعادة ماء وجه واشنطن من جهة، وكذلك لطمأنة الأوروبيين بخصوص مظلتها المتهرئة بسبب التحديات الأخيرة ولاسيما تحدي الحرب الروسية الأوكرانية من جهة أخرى، حيث إنها أحجمت عن تقديم دعم عسكري أو اقتصادي لحلفائها الأوروبيين بل تركتهم يواجهون مصيرهم كما فعلت مع حليفاتها في الخليج الفارسي من قبل.

** هل تعتقد ان الإدارة الأميركية ستتنازل عن شرط ما بالإتفاق النووي أم أنها ستبقى على ما هي عليه من نكث للوعود ؟

بالعودة إلى الشرق الأوسط نرى أن الولايات المتحدة في هذه الظروف بحاجة إلى تسوية الملف النووي مع إيران من أجل وضع نظام أمني جديد في المنطقة إذ إن عدم تسوية هذا الملف سوف يدفع بعض دول خليجية كالسعودية والإمارات للمطالبة بمظلة نووية مقابل برنامج إيران النووي ما سيؤدي إلى إطلاق سباق تسلح نووي في المنطقة يهدد بالدرجة الأولى الأمن القومي الإسرائيلي ويقوض مساعي الإدارة الأمريكية الحثيثة لدعم تفوق إسرائيل في الشرق الأوسط.

** برأيكم كيف تنظر بعض الدول الخليجية للملف النووي وانعكاساتها على المنطقة ؟

ترى بعض الدول الخليجية أن موضوع الملف النووي الإيراني عقبة كأداء تقف في طريق أي ترتيبات أمنية تنوي إدارة بايدن إطلاقها في المنطقة، فها هي السعودية تعلن بصراحة أنه في حال عدم تسوية الملف النووي الإيراني فإنها ستسارع لامتلاك القدرة النووية وستكون الموازنة الأمنية والعسكرية من سمات المرحلة القادمة وهذه الحقيقة لا تخفى على صناع القرار في إيران الذين يزيدون في إحراج حكام البيت الأبيض عبر القفزات النوعية في برنامجهم النووي.

** أين تكمن القطبة المخفية في تعثر المفاوضات في فيينا ؟

المشكلة الأساسية التي طفت على السطح في مفاوضات فيينا ثم الدوحة هي عدم الثقة بين البلدان المتفاوضة، ولابد لمجموعة أربعة زائد واحد والإدارة الأمريكية الذين يتحكمون بمقاليد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يثبتوا حسن نواياهم لإيران؛ وذلك بابطال مفعول قرار الوكالة الأخير خلال اجتماع مجلس حكامها القادم وعلى الولايات المتحدة تحديدا ضبط ايقاعها أثناء زيارة بايدن للرياض.

وعدم اعتماد سياسة شيطنة الجمهورية الإسلامية لأن الغرب بحاجة ماسة لإحياء الاتفاق النووي أكثر من إيران التي تسير بهدوء نحو تحقيق أهدافها ولاشك في أن البيت الأبيض سيضطر في المستقبل لتقديم تنازلات أكثر لطهران إذا ما رفض مطالبها المشروعة الحالية.

/انتهى/