وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه جاء ذلك في مقال له على موقع مجلة "الشؤون الدولية" The International Affairs، المختصة بشؤون السياسة الخارجية، وحمل عنوان "دروس التاريخ وهيئة المستقبل: تأملات في السياسة الخارجية الروسية"، حيث أشار دروبينين إلى أن جوهر الشروع في العملية الأكثر مصيرية: تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، يتعلق بـ "الانتقال من النزعة الأنانية الأمريكية الليبرالية العالمية إلى عالم متعدد الأقطاب حقا، قائم على السيادة الحقيقية للشعوب والحضارات"، وفقا لتعبير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
حيث يرى الدبلوماسي أن الانتقال المذكور قد بدأ بعد وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفيتي والمجتمع الاشتراكي إيذانا بنهاية النظام ثنائي القطبية، الذي كان قائما على توازن القوى بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا في تلك اللحظة "أحادية القطب، والتي وصفها أحد علماء السياسة، من محدودي الرؤية، بأنها نهاية التاريخ".
وتابع دروبينين: "وكما حدث أكثر من مرة، فقد اتخذ الطريق إلى توازن القوى الجديدة طابعا مطولا وغير خطي، وسوف يتعين على روسيا وغيرها من الدول الرائدة المرور به، على الرغم من إمكانية أن يستغرق ذلك سنوات طويلة. إلا أن الحقائق والظواهر الموضوعية، التي لا تعتمد على الرغبات والأهواء الشخصية، تشير إلى أن استقرار العالم الحديث سيتم ضمانه من خلال تنسيق مصالح عدد من مراكز القوة الاقتصادية والنفوذ السياسي، لتشكل أقطاب النظام الجديد، أما بشأن عددها وطبيعتها، فهو ما سيكون الزمن وحده كفيل بإخبارنا به".
وأكد الكاتب والدبلوماسي على أنه، وبصرف النظر عن مدة ونتائج العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، "يمكننا القول إن حقبة الثلاثين عاما من التعاون البناء بشكل عام، وإن تخللته بعض المشكلات، مع الغرب قد انتهت إلى غير رجعة"، مشيرا إلى أن الوضع الراهن يوفر"فرصة فريدة للتحرر النهائي مما تبقى من الأوهام، وانسحاب روسيا من إطار نموذج (الاستيلاء الودي)، الذي كان يعاد إنتاجه من وقت لآخر من قبل الزملاء الغربيين بعد عام 1992. وأصبح من الواضح أنه لا عودة إلى وضع ما قبل 24 فبراير في العلاقات مع دول أمريكا الشمالية وأوروبا".
وتابع: "إن عداء الغرب لنا، بالمناسبة، ليس بالأمر الجديد. فحتى أثناء حرب القرم (1854-1856)، قال الشاعر البريطاني، اللورد ا. تنيسيون علانية إنه يكره الروس وروسيا، كما كتب القيصر الألماني، فيلهلم (1888-1918) في مذكراته: (لا يمكنني صنع شيء حيال ذلك. وأعلم أن ذلك ليس من تقاليد المسيحية، لكني أكره السلاف). ويعني ذلك أن رهاب روسيا (الروسوفوبيا) ليست مسارا هامشيا، وإنما هو فيروس يترسخ في أذهان النخب الفكرية والسياسية".
/انتهى/