وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال د. الهندي في لقاء عبر قناة "فلسطين اليوم": "ما يحدث في الضفة الغربية من كتائب لسرايا القدس، في جنين ونابلس وغيرها، لم يكن يتوقعه العدو، بعد ممارساته الإجرامية، وتسليطه السيف الأمني طوال سنوات طويلة، مشيراً إلى أن العدو صُدم من خروج أبناء الشعب الفلسطيني بهذا الزخم والقوة والإرادة، فمنذ عام 2000 ارتكب الاحتلال جرائم لمنع الوصول لهذه المرحلة".
وأضاف:" الاحتلال كل يوم يعتقل عشرات الفلسطينيين من أبناء الضفة المحتلة، ويجتاح أي مكان يريد اجتياحه هناك دون أي تدخل من قوات الأمن الفلسطيني، إن لم يكن هناك تسهيلات منها، التنسيق الأمني فعال على مدار الوقت.
وتابع د.الهندي: "العدو فوجئ بهؤلاء المجاهدين، حاملي أرواحهم على أكفهم، ومستعدين للتضحية"، لافتًا إلى أن العمليات الأخيرة في قلب الكيان أظهرت هشاشته، وأنه يمكن اختراقه ويمكن لشاب واحد لا يملك أي سلاح إذا امتلك الإرادة أن يهز هذا الكيان كما فعل رائد وضياء.
وأشار إلى أن العدو كان مرتبكًا، وأنه توهم باستمرار أن باستطاعته جز العشب من الضفة، ليتفاجأ أنه لا يستطيع جز مخيم واحد، لا جذ العشب كما كان يقول.
وأوضح د.الهندي أن مخيم جنين على سبيل المثال، العدو يحاول وبالتنسيق مع قوات أمن فلسطينية أن يجتاح المخيم ويفعل ما يريد، ولكن اتضح أنه لا يستطيع فعل شيئًا، مشيرًا إلى أن هذا العجز دفعه لاعتقال المجاهد الكبير بسام السعدي.
وأكد أنه شكل وطريقة اعتقال الشيخ السعدي عكست مدى الإرباك الذي يعيشه العدو، مبينًا أن السحل والاعتقال للشيخ السعدي أظهرت مدى العنجهية والحقد الذي يكنه العدو للمقاومة. وأضاف "أعتقد أن الاحتلال الذي يدعي أنه قوي، ويعمل جيشه وفق خطط معينة، حاول تحسين صورة ردعه من خلال اعتقال القيادي السعدي".
واستدرك د.الهندي: "العدو بعد هذه الصور أصبح مردوعًا في جنين ومخيمها، ومن قطاع غزة، والكتائب المختلفة لسرايا القدس في مدن الضفة (..) نحن نرى ما يحدث على السياج مع قطاع غزة، وكل هذه الإجراءات التي يتخذها العدو تحت تهديد سرايا القدس". وبشأن ادعاءات الاحتلال انه كسر هيبة الجهاد الإسلامي في جنين من خلال اعتقال الشيخ السعدي
وقال: "العدو لا يعلم الدروس، هو يحمل حقدًا تجاه المقاومة الفلسطينية، يمنعه من رؤية الصورة كاملة، هو لم يوجه ضربة للجهاد الإسلامي، وإنما قوة له".
وعاد د. الهندي بالتاريخ إلى ادعاءات الاحتلال أنه باغتيال أو اعتقال قادة المقاومة استطاع انهاءها، مبينًا أنها على العكس تمامًا أصبحت أكثر قوة وصلاة وإصرار على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة.
وأضاف "عشرات من قادة الجهاد الإسلامي، وفصائل المقاومة الفلسطينية في السجون أو استشهدوا، والعدو توهم للحظة من اللحظات أنه وجه ضربات قوية، فإذا بتلك اللحظة تنقلب لتصبح المقاومة تحقق ردعًا بعدما كانت لا تملك أي شيء".
وأكد د. الهندي أن العدو اعتقد باعتقاله للسعدي وجه ضربة للجهاد الإسلامي، مشددًا على أن الضربة كانت مرتدة له من خلال الجماهير التي خرجت بعشرات الآلاف لمنزل الشيخ السعدي.
ولفت إلى أن هذه الجماهير لم تكن من أبناء الجهاد الإسلامي لوحده، وإنما هم جمهور جنين والشعب الفلسطيني.
وقال الهندي: "بهمجية الاعتقال تحول الشيخ بسام السعدي من قائد في الجهاد الإسلامي إلى رمز وطني كبير"، ذاكرًا أن تضحياته التي قدمها عبر عشرات السنين من الأسر والاعتقال والمطاردة وأبنائه الشهداء، لم يكن يعلمها سوى القليل وأبناء الجهاد الإسلامي.
وأردف حديثه "اليوم كل الشعب الفلسطيني، وأنصار المقاومة في الأمة، أصبحوا يعلمون من هو الشيخ بسام السعدي، وزاد رصيده ورصيد جنين والجهاد الإسلامي، ولم يشكل العدو ردعًا للشعب الفلسطيني ولا للجهاد الإسلامي".
وبشأن الاتصالات الجارية مع الحركة لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، قال د. الهندي: "الاتصالات من أجل التهدئة مستمرة، ولم تتوقف مع مصر، وهناك حديث إيجابي".
وأشار إلى أن الجهاد الإسلامي تعامل بإيجابية مع الجهود المصرية، مضيفًا "ننتظر نتائج هذه الوساطات".
وأضاف الهندي "هناك مفاوضات ووساطة مصرية ولكن من السابق لأوانه الحديث أن هناك نتائج محددة، إجراءات وزير حرب العدو وتصريحاته هي للضغط والاستمرار في موضوع الوساطة".
وشدد على أنه من واجب الجهاد الإسلامي أن يعلن الاستنفار أمام العملية العنصرية التي ظهرت مع اعتقال شيخ كبير بالسن وبهذه القامة الوطنية والاعتداء عليه.
وذكر د. الهندي أن التعزيزات في غلاف غزة، ليست مؤشرات على فشل المفاوضات وإنما هي محاولة للرعب. وأشار إلى أن معنويات العدو في غلاف غزة تحديدًا منهارة، مضيفًا "عشرات الآلاف من المستوطنين يهربون ويخرجون من طرق التفافية لوجود منع تجول".
ولفت إلى أن هذا الخوف والتعزيزات يعكس الصورة الحقيقية للكيان الذي يرعب المنطقة، وكيف هو مردوع أما استنفار فصيل فلسطيني.
وتسائل د. الهندي: "كيف لو توحد الشعب الفلسطيني على خيار المقاومة، وكيف لو توحدنا مع كل الفصائل والشعب الفلسطيني في جبهة واحدة؟".
وبحسب ما يرى القيادي في الجهاد الإسلامي فإن العدو بإجراءاته في غلاف غزة يعطي رسالة أنه مردوع، والفصائل الفلسطينية هي التي تأخذ المبادرة وتستطيع تحديد الخيارات.
ووجه د. الهندي رسالة لأهالي الضفة، داعيًا إياهم لتوطين أنفسهم على مواجهة مستمرة وطويلة. وقال: "لا يوجد لنا حياة إلا بالمقاومة، بدون شك ليس فقط لأهلنا في الضفة أو غزة أو الـ48 ولكن لأي شعب تحت الاحتلال.
/انتهى/