قال الكاتب والاعلامي اليمني، علي الدرواني، ان الواقع للأسف لا يبشر على الأقل في الأفق المنظور، الا بالاستعداد لجولة جديدة، من الحرب والعدوان، وعلى تحالف العدوان ان يدرك ان اليمنيين لم يذهبوا للنوم في الهدنة، وهناك استعداد لكل الاحتمالات، وهم من يقررون الذهاب للحرب، وعليهم تحمل العواقب.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: اتفقت الاطراف على هدنة لمدة شهرين في أبريل نيسان برعاية الأمم المتحدة وبعد جهود دولية مكثفة في أعقاب تصعيد العمليات العسكرية واتساع نطاق الضربات على السعودية والإمارات، تم تمديد الهدنة

فالهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة لم تشتمل على آليات مراقبة ولا ضمانات للتنفيذ، التمديد الثالث للهدنة، والذي جرى مطلع أغسطس الجاري، يُمثل فسحة أمل يجب استغلالها... في حين يُعول الأطراف الدوليون والإقليميون على أن تتحول الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، مطلع أبريل، لأرضية صلبة لانطلاق عملية تفاوضية واسعة وصولاً إلى حل سياسي شامل.

واكد السيد عبدالملك الحوثي انه يتوجب على شعبنا العزيز أن يكون في حالة استعداد ويقظة تامة للتصدي للأعداء عند أي محاولات غادرة في الهدنة المؤقتة ونوه إلى أن هدفنا المنشود هو إنهاء العدوان والحصار وعلينا الأخذ بكل أسباب النصر والقوة والحذر من كل المؤامرات. وشدد بالقول: أعداؤنا يسعون لإذلالنا وقهرنا واستعبادنا والسيطرة علينا والتحكم بنا، الأمريكيون والإسرائيليون لديهم عقدة من أن تكون أمتنا مستقلة ولا ترضى بالتبعية.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الكاتب والاعلامي اليمن الأستاذ "علي الدرواني"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** ما هي الاسس التي جرى تمديد الهدنة عليها؟ وهل تشعرون انها تخدم الشعب اليمني، رغم الاعتراضات الكثيرة عليها والاتهامات المتبادلة بخرقها؟

لا يخفى ان هدف الهدنة هو الحاجة الإنسانية، وحقن الدم اليمني، وتخفيف الحصار، وفتح مطار صنعاء، وإزالة بعض القيود عن الوارادت عبر ميناء الحديدة، لا سيما الوقود، وفتح الباب امام خيارات الحل السياسي، والتدرج الى الوصول للسلام الدائم والشامل، وهذه الأمور مجتمعة تتحقق في الهدنة وتمديدها.

نعم، كان هناك حاجة وفقا لمبدأ التدرج في السلام لتوسيع الفوائد الإنسانية لتشمل وجهات سفر جديدة عبر مطار صنعاء، وزيادة عدد سفن النفط، وعدم اعتراض شحنات الوقود.

ومارس الوفد الوطني ضغطا من اجل صرف مرتبات الموظفين، لكن الطرف الاخر يصر على إبقاء هذه القيود والمنافع الإنسانية في حدودها الدنيا، وهذا هدد الهدنة، فتدخل الوسطاء الدوليون وخصوصا سلطنة عمان، على ان يتم بحث هذه توسيع شروط الهدنة السابقة خلال التمديد الحالي، فاستجابت القيادة وتم التجديد، بانتظار صدق النوايا، ومقدرة الوسطاء لانتزاع حقوق الشعب اليمني، خلال هذين الشهرين.

** هل تعتقدون ان هذه الهدنة التي يجري التمديد لها للمرة الثالثة هي بديل وقف الحرب ورفع الح صار؟ وهل تأملون ان يؤدي تبريد الاجواء الى تقريب فرص السلام ام انها مرحلة فاصلة بين حربين؟

لا، لا يمكن ان تكون بديلا، فالهدف المنشود بالنسبة لليمنين كما قال السيد عبدالملك حفظه الله، هو تحرير كامل تراب اليمن من الغزاة والمحتلين، واستعادة السيادة كاملة، وانهاء العدوان والحصار، لكن لو صدقت النوايا، فيمكن لهذه الهدنة ان تتحول ولو تدريجيا، الى وقف اطلاق نار دائم...

وطاولة مفاوضات يمنية يمنية، دون تدخلات خارجية، لتحقيق السلام الذي يستحقه اليمنيون، ويتطلعون اليه لبناء دولة قوية وتنمية وتطوير، بعد إعادة الاعمار وجبر الضرر الناتج عن الحرب والعدوان.

تبقى هذه مجرد آمال، والواقع للأسف لا يبشر على الأقل في الأفق المنظور، الا بالاستعداد لجولة جديدة، من الحرب والعدوان، وعلى تحالف العدوان ان يدرك ان اليمنيين لم يذهبوا للنوم في الهدنة، وهناك استعداد لكل الاحتمالات، وهم من يقررون الذهاب للحرب، وعليهم تحمل العواقب.

** يبدو ان الحديث في اليمن لا يزال في الوضع الانساني... فما هي العوائق التي تمنع الاطراف من الانتقال لبحث الخلافات السياسية واعادة ترميم النظام والمؤسسات الجامعة؟

هناك عائق رئيسي، وهو أوهام الطرف المعادي ان الورقة الإنسانية يمكن ان تؤتي ثمارها، وتحقق ما لم تحققه الحرب العسكرية، وان الحصار والقيود الاقتصادية، وبقاء اليمن مدمرا، يمكن ان يخلق حالة استسلام متدرجة، بالتالي لا يزال الع دوان يستخدم الورقة الإنسانية، وليسوا في وارد الذهاب للسلام الدائم، والحل السياسي النهائي.

** الرئيس الاميركي علق على تمديد الهدنة بالقول انها غير كافية داعيا لفتح المطار والموانئ بشكل حر وعلى كافة الاتجاهات!! فما تفسيرك لهذا الموقف؟ وهل يعني تحولا في الموقف الاميركي ام انه مجرد اعلان دعائي تكتيكي؟

بايدن يريد ان يقدم إنجازا بتحقيق احد وعوده الانتخابية بوقف الحرب في اليمن، في الوقت الذي تستمر الإدارة الامريكية بتبني نفس المواقف السعودية، وهذه التصريحات مجرد ذر للرماد في العيون، وتملص امريكي من تبعات الجرائم الإنسانية، والشراكة في جرائم الحرب والحصار، وتحميل الرياض وأبو ظبي تبعات كل ذلك، بحيث يظهر الأمريكي حمامة سلام، وداعية إنسانية، هذا لن ينطلي على الشعب اليمني...

فالعدوان كما وصفه اليمنيون منذ لحظاته الأولى: "هو عدوان امريكي سعودي، وما إعلانه من واشنطن الا احد الأدلة، ومستويات التنسيق العسكري والاستخباراتي والتسليح الأمريكي الا ادلة واضحة على التورط الأمريكي في كل الجرائم المرتكبة في اليمن بحق النساء والأطفال، وصنعاء اكبر ماساة إنسانية في العالم حسب توصيف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

** ما تقييمكم للموقف السعودي الذي يريد ان يظهر انه خارج الازمة اليمنية ؟ هل نجحت حكومة المملكة في تحويل الازمة الى يمنية يمنية؟

كلما ارادت الرياض ان تمارس دور الوسيط، لا تستطيع... أولا؛ لانها هي التي تمارس القتل والتجويع، وثانيا؛ لان مرتزقتها لم يستطعوا ان يتحلوا مسؤولية المواجهة مع القوى الوطنية دون مشاركة سعودية مباشرة، ولا تزال الرياض اليوم تحاول ان تترك مرتزقتها في الميدان، وتنسحب لتمارس دور الوسيط، لكنهم يفشلون، في مواجهة الجيش واللجان الشعبية، بل يفشلون حتى في إدارة جبهتم، فتراهم يقتتلون فيما بينهم كلما سنحت لهم الفرصة للاقتتال، وما يجري هذه الأيام في شبوة، وقبلها في عدن، وابين، وحضرموت، خير مثال.

اما بالنسبة لتحويل الازمة الى يمنية يمنية، دون تدخل سعودي، فهذا بحد ذاته سيكون نصرا كبيرا لصنعاء، لانها تطرح دائما ان تبقى الخلافات اليمنية دون تدخل خارجي، نعم الرياض لن تستطيع ترك اليمن وشانه، ولا ترك مرتزقتها لادارة شؤونهم، دون املاءات واوامر وتوجيهات سعودية، بحيث يمكن ان تمارس دورا خفيا، وتسحب نفسها من المواجهة المباشرة، لكن هذا يعني هزيمة سعودية ساحقة، وأيضا ستكون مهمة سحق جحافل المرتزقة اسهل بكثير، وهذا يجعل خروج الرياض من المشهد العسكري بمثابة هزيمة.

/انتهى/