قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في إشارة إلى التطورات في منطقة جنوب القوقاز، كما هو الحال دائمًا، لا تتردد إيران في تقديم أي مساعدة لإنهاء الصراع.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي صباح اليوم، في إشارة إلى التطورات في منطقة جنوب القوقاز، إن موقف إيران الواضح من التطورات في منطقة جنوب القوقاز قد تم التعبير عنه رسميًا عدة مرات على مستويات مختلفة، ولم يكن هناك غموض.

وذكر أنه للأسف، منذ يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، شهدنا بداية نزاعات حدودية جديدة بين بلدي جمهورية أذربيجان وأرمينيا، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الطرفين، مضيفًا: بناءً على سياسة الجوار ومحاولة المساعدة بشكل بناء لحل الأزمات الإقليمية، بدأت إيران الجهود السياسية في أسرع وقت ممكن.

وأضاف كنعاني: في هذا الصدد، أجرى رئيس وزراء أرمينيا محادثة مع رئيس بلادنا، وأبدى الرئيس آراء ومواقف إيران ونقل توصياته السياسية إلى الجانب الأرميني. ثم أجرى وزير الخارجية الإيراني محادثة هاتفية مع نظيره الأذربيجاني.

احتمال عقد اجتماع حول المفاوضات في نيويورك

وأضاف كنعاني: "لا يوجد برنامج محدد لمناقشة مفاوضات رفع العقوبات في إطار هذه الرحلة، لكن اللقاءات الدولية تشكل فرصة جيدة للقاءات سياسية ومحادثات ثنائية بين مسؤولي الدول لتبادل وجهات النظر حول مفاوضات ثنائية وإقليمية ومتعددة الأطراف ودولية". ومن المحتمل أنه ستكون هناك محادثات حول الملف النووي ورفع العقوبات على هامش الاجتماع، ومن الطبيعي أن تستغل إيران كل فرصة للتعبير عن آرائها في القضايا ذات الاهتمام المشترك والدولي.

وذكر أن إيران لم تغادر طاولة المفاوضات قط وتعتبر المفاوضات وسيلة مناسبة ومنطقية ومعقولة لحل النزاعات، وأوضح: سننتهز كل فرصة للتعبير عن آرائنا البناءة والمعقولة والجمعية العامة للأمم المتحدة واحدة من الفرص التي تسطيع ايران من خلالها ان تعبر عن مواقفها.

التقارب بين تيارات المقاومة يساعد على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة

وبشأن استئناف العلاقات بين حماس وسوريا ودور إيران وحزب الله في هذا السياق، أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن الحكومة السورية كانت مضيفًا جيدًا ودافئًا لمجموعات وتيارات المقاومة الفلسطينية لسنوات عديدة، و نتيجة لتطورات السنوات الماضية، لا سيما سوريا التي وقعت في أزمة داخلية مبنية على مخطط خارجي للأسف، تأثرت العلاقات الطويلة الأمد بين حماس والحكومة السورية أيضًا.

وأضاف كنعاني: إن تطورات السنوات الأخيرة أظهرت أن الخطر الرئيسي الذي يهدد السلام والاستقرار والأمن لجميع الأطراف في المنطقة، بما في ذلك سوريا، ولكل أطراف المنطقة الذين يؤمنون بضرورة التقارب للحفاظ على السلام والاستقرار، هو الكيان الصهيوني.

وقال: لقد شهدنا تغييرا في نهج الدول والأطراف الإقليمية في إعادة بناء وإصلاح علاقاتها مع سوريا نتيجة الجهود المبذولة وإلقاء نظرة جديدة على المشهد الفلسطيني تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وایضا الجهود الإقليمية للأطراف والمهتمون بالسلام والاستقرار والأمن في المنطقة، بما في ذلك الجهود الإيجابية لإيران وحزب الله وروسيا، وحاليا نشهد دفء علاقات سوريا مع حماس.

وصرح المتحدث الرسمي باسم السلك الدبلوماسي أن هذه التقاربات تصب في مصلحة دول المنطقة والشعب الفلسطيني المظلوم وتساعد على تعزيز موقف فلسطين ضد کیان الاحتلال، مضیفا: ان التقارب بين التيارات المقاومة يمكن أن يساعد لتعزيز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة ويحتاج شعب فلسطين المضطهد إلى دعم الدول والحكومات التي تهتم بالقضیة الفلسطينية.

وعن إبرام عقد الوقود بين إيران ولبنان، قال كنعاني: ان العلاقات بين إيران ولبنان ودية، وإيران حاولت دائما المساعدة في حل مشاكل لبنان، بما في ذلك المشاكل السياسية، وخاصة في العامين الماضيين واستطاعت ان تلعب دوراً بناء في مجال توفير الطاقة.

وأضاف: إيران تقيم علاقات مع الحكومة اللبنانية في إطار علاقات ودية وبناءة وتطوير التعاون الثنائي مع هذا البلد، وأجرت مباحثات مع وزارة الطاقة اللبنانية. دعم الحكومات الصديقة والمساعدة في حل مشاكلها من أهم برامج حكومة رئيسي.

وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلى أن إيران مستعدة للمساعدة في حل مشاكل لبنان وفق إمكانياتها في إطار المصالح المشتركة، و تلبية احتياجات الشعب اللبناني.

تصعيد عدم الاستقرار في جنوب القوقاز لا يخدم مصالح أي من الدول المعنية

وحول زيارة نانسي بيلوسي لأرمينيا ودعمها لأرمينيا أضاف كنعاني: ان تصعيد التوترات وعدم الاستقرار في جنوب القوقاز لن يخدم مصالح أي من الدول المعنية والدول المجاورة.

وأوضح أن أي طرف يريد التعليق في المنطقة عليه أن يحاول المساعدة في إحلال السلام والاستقرار ، مضيفًا: إن السلام والاستقرار والأمن في المنطقة ضروريان للتنمية الاقتصادية وازدهار العلاقات الاقتصادية والتجارية. نحن نعتبر أي نهج خارج هذا استفزاز ولا نقبل تأجيج عدم الاستقرار في المنطقة.

لم يكن لدينا حوار ثنائي مع السلطات الأمريكية

وردا على سؤال حول ما إذا كان وزير الخارجية الايراني او علي باقري سيعقد لقاء مع المسؤولين الأمريكيين في نيويورك، قال المتحدث باسم السلك الدبلوماسي: لن نجري أي محادثات ثنائية مع المسؤولين الأمريكيين في نيويورك، وأعلن الرئيس الايراني بوضوح و شفافية عن وجهة نظر إيران تجاه هذه القضية.

وأوضح كنعاني أن في مجال المفاوضات الخاصة برفع العقوبات، تتواصل الاتصالات من خلال منسق الاتحاد الأوروبي، وستحدث أي تطورات في هذا المجال ضمن هذا الإطار ، مضيفًا: ان زيارة باقري لم تكن لديها صلة بالحوار الثنائي مع مسئولين امريكيين بشان الملف النووي او اي موضوع اخر.

وأضاف: إن الرئيس الايراني سيعبر عن وجهات نظر إيران ومواقفها بشأن التطورات الإقليمية خلال زيارته لنيويورك. وسيجري الرئيس محادثات ثنائية على هامش اجتماعات الجمعية العامة ويشارك في المؤتمرات الصحفية المقررة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: "لم نترك المنابر العامة للمحافل الدولية قط، وأصر الرئيس الايراني على حضور هذه القمة لإبلاغ العالم بموقف إيران الرسمي من منصة الجمعية العامة. "

وقال كنعاني عن تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي بشأن "مهساء أميني": إننا نرفض بشدة أي تصريحات تدخلية للسلطات الأمريكية في الشؤون الداخلية الإيرانية. إذا كانت الحكومة الأمريكية معنية بالشعب الإيراني، فعليها أن ترفع الحصار غير القانوني ضد الشعب الإيراني وتوقف السياسات القمعية.

وفد روسي كبير سيزور إيران قريبا

وكشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عن أن بلاده ستستضيف وفدا اقتصاديا وتجاريا من روسيا يضم ممثلي أكثر من 60 شركة من القطاعين الخاص والحكومي.

وأفاد المسؤول الإيراني بأنه من المقرر عقد عشرات جلسات الحوار بين الجانبين وبأن تشكيلة الوفد متنوعة وتضم شركات في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والزراعية والطبية والاتصالات وغيرها.

وقال كنعاني، إن هذه الزيارات تأتي نتيجة مساعي البلدين لتعزيز العلاقات والتعاون بينهما على مدى أكثر من عام، ونتيجة الزيارات العديدة المتبادلة بين طهران وموسكو على مختلف المستويات، لا سيما على مستوى رؤساء البلدين.

وأضاف، أن "تعزيز العلاقات التجارية يساعد بارتقاء علاقاتنا مع دول الجوار والمنطقة، وهناك حوار وتعاون بين محافظين من البلدين لتطوير العلاقات بين محافظات إيران وروسيا".

وتابع المسؤول قائلا: "نشهد مسارا ايجابيا في العلاقات بين البلدين، وهذا يأتي في إطار تركيزنا على سياسة حسن الجوار، والتركيز على العلاقات مع دول المنطقة".

أحدث الإجراءات الدبلوماسية الإيرانية لإعادة قادة زمرة المنافقين

وبشأن الإجراءات الدبلوماسية الأخيرة لإعادة قادة زمرة المنافقين، قال كنعاني: إن قبول الجماعات الإرهابية، وخاصة الجماعات الإرهابية التي تحمل شهادات ميلاد معروفة، يخالف للمسؤوليات القانونية والدولية للدول ويتعارض مع السياسات الودية في عملية العلاقات بين الدول.

وأكد: أن إيران تعتبر تصرفات بعض الدول في قبول واستضافة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، بما في ذلك زمرة المنافقين، مخالفًا للمسؤوليات القانونية والدولية لهذه الدول ومخالفًا لحسن النية في العلاقات الثنائية.

وقال: إن إيران لا تتردد في استخدام الأطر القانونية والمجالات المعروفة لإزالة التهديد من الإرهابيين ولا تتنازل عن حقوقها القانونية.

تصرفنا وفقًا للعرف الدبلوماسي بوفاة ملكة إنجلترا

وحول موقف إيران من وفاة ملكة انجلترا، أوضح كنعاني: لقد تصرفت إيران وفقًا للعلاقات الثنائية والمعاملة بالمثل في مناسبات مماثلة فيما يتعلق بوفاة الملكة. يقوم العمل المتبادل في هذا الصدد على عادات مشتركة وآداب دبلوماسية معروفة.

وقال: بطبيعة الحال العلاقات بين الدول لا تتكون في فراغ، بل تقوم على أطر نسبية ومتبادلة.

وأضاف المتحدث باسم الوكالة الدبلوماسية: "لقد تصرفنا وفقًا للعرف الدبلوماسي في هذا المجال، ونأمل أن نشهد في الفترة المقبلة تحسنًا وتعزيزًا للعلاقات بين البلدين وسنكون قادرين للمضي قدما في اطار المصالح المشتركة ".

وبشأن اقتراح فرنسا والأردن عقد اجتماع إقليمي عاجل على غرار اجتماع بغداد بحضور إيران والسعودية، قال كنعاني: إن إيران تعتقد أن ما يمكن أن يساعد في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة وحل الخلافات استخدام الأطر الإقليمية.

وأضاف: إن المناخ السياسي للمنطقة، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، يميل أكثر من أي وقت مضى لإطلاق مبادرات إقليمية ودية لدول المنطقة للجلوس وتبادل الآراء واستخدام القدرات الإقليمية لحل النزاعات.

/انتهى/