مذبحة خان يونس التي استمرت عدة أيام تعدّ واحدة من كبرى المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق اللاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة.
ووفق تسلسل الأحداث، جاءت المذبحة بعد قرار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس عام 1956، وفي اجتماع سري وافقت بريطانيا وفرنسا والكيان الإسرائيلي على شن هجوم مشترك ضد مصر وقطاع غزة التي كانت تتبع للحكم المصري حينها.
وبدأ الهجوم بضربة إسرائيلية على مواقع مصرية في شبه جزيرة سيناء في 29 تشرين الأول/ أكتوبر من ذلك العام.
وردًا على المقاومة التي أبداها سكان خان يونس بقطاع غزة، قصف الجيش الإسرائيلي المدينة بسلاح المدفعية ما أدى إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين.
وقد بدأت خيوط المذبحة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر بإلقاء الاحتلال الإسرائيلي منشورات من الطائرات تحذّر السكان من مقاومة القوات الإسرائيلية، قبل أن تدفع بآلياتها العسكرية بشوارع خان يونس وتطالب عبر مكبرات الصوت بخروج الذكور من عمر 16 وحتى 50 عامًا.
يُشار إلى أنّ السكان استيقظوا على مكبرات صوت مركبات الاحتلال العسكرية تنادي بخروج جميع الشبان والرجال، واقتادتهم قوات الاحتلال إلى الجدران والساحات العامة ثم أطلقت عليهم النيران دفعة واحدة من أسلحة رشاشة سقط على أثرها مئات الشهداء في اليوم الأول.
وتواصلت المذبحة حتى الثاني عشر من الشهر نفسه، إذ أكملت قوات الاحتلال مجازرها بحق المدنيين من سكان خان يونس ومخيمها وقراها وقوات الجيش المصري التي كانت تدافع عن المدينة حيث ارتقى المئات من الشهداء والجرحى.
وبحسب كتاب "خان يونس وشهداؤها" الصادر عام 1997 للباحث الفلسطيني إحسان خليل الآغا، نُفّذت المذبحة على مرحلتيْن وراح ضحيتها 1600 شهيد، المجزرة الأولى قتل جيش الاحتلال في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة أكثر من 250 فلسطينيًا، وبعد تسعة أيام في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 1956 نفّذت وحدة من جيش الاحتلال أيضًا مجزرة وحشية أخرى في المدينة نفسها راح ضحيتها نحو 275 شهيدًا من المدنيين العزل.
المصدر: العهد
/انتهى/