وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه ولدت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في الأوّل من ذي القعدة 173ﻫ بالمدينة المنوّرة .نشأت(عليها السلام) تحت رعاية أخيها الإمام الرضا(ع) لأنّ هارون الرشيد أودع أباها عام ولادتها السجن، ثمّ اغتاله بالسمّ عام 183ﻫ، فعاشت مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا(ع).
واكتنفت(عليها السلام) ـ ومعها آل أبي طالب ـ حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا(ع) منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان.
فقد كانوا في خوفٍ بعدما أخبرهم أخوهم الإمام الرضا(ع) أنّه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس، فشدّت الرحال إليه(ع).
ورحلت(عليها السلام) تقتفي أثر أخيها الرضا(ع)، لكن بسبب مشقّة السفر مرضت في الطريق.
فلزمت فراشها مريضة، ثمّ سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم ـ وكانت آنذاك قد نزلت بمدينة ساوة ـ فقيل لها: إنّها تبعد عشر فراسخ، أي 70 كم، فأمرت بإيصالها إلى قم المقدّسة.
وحُملت(عليها السلام) إلى مدينة قم وهي مريضة، فلمّا وصلت استقبلها أشراف قم، وتقدّمهم موسى بن خزرج بن سعد الأشعري، فأخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله، وكانت في داره حتّى تُوفّيت بعد سبعة عشر يوماً.
فأمر بتغسيلها وتكفينها، وصلّى عليها، ودفنها في أرضٍ كانت له، وهي الآن روضتها، وبنى عليها سقيفة من البواري إلى أن بَنَت السيّدة زينب بنت الإمام محمّد الجواد(ع) عليها قبّة.
وتُوفّيت(عليها السلام) في العاشر من ربيع الثاني 201ﻫ بمدينة قم المقدّسة، ودُفنت فيها، وقبرها معروف يُزار.
ظهرت لها(عليها السلام) كرامات كثيرة، نقل بعضها مؤلّف كتاب (كرامات معصوميه)، ومن تلك الكرامات التي نقلها هي عن أحد المهاجرين العراقيين، قال: حَدَث يوماً أن وُصف لي طبيب حاذق، فاصطحبت والدتي له، فعاينها ووصف لها علاجاً، ثمّ إنّي عُدت بوالدتي إلى البيت، وبدأت بحثي عن الدواء الذي وصفه لها، فما وجدته إلّا بعد عناء ومشقّة عظيمة.
ولمّا كنت في طريقي إلى المنزل، وقع بصري على القبّة المقدّسة للسيّدة المعصومة(عليها السلام)، فألهم قلبي زيارتها والتوسّل بها إلى الله تعالى، فدخلت الحرم المطهّر، وألقيت بالأدوية جانباً، وخاطبت السيّدة بلوعةٍ وحُرقة:
يا سيّدتي، لقد كنّا في العراق نلجأ إلى أبيكِ باب الحوائج في كلّ شدّة وعُسر، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا، فلا نعود إلّا وقد تيسّر لنا عسيرُها، وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلّا لكِ، وها أنا سائلك أن تشفعي في شفاء أُمّي ممّا ألمّ بها.
قال: ولقد مَنّ الله تعالى على والدتي بالشفاء في نفس ذلك اليوم ببركة السيّدة المعصومة، فاستغنينا عن الدواء.
وفي فضل زيارتهاـ قال الإمام الصادق(ع): «إِنَّ للهِ حَرَماً وَهُوَ مَكَّةُ، وَإِنَّ لِلرَّسُولِ حَرَماً وَهُوَ المَدِينَةُ، وَإِنَّ لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ حَرَماً وَهُوَ الْكُوفَةُ، وَإِنَّ لَنَا حَرَماً وَهُوَ بَلْدَةُ قُمَّ، وَسَتُدْفَنُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَوْلَادِي تُسَمَّى فَاطِمَةَ، فَمَنْ زَارَهَا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة».
وردت في زيارتها هذه الفقرات التي تدلّ على عظمتها وفضلها عند الله تعالى:
«اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اَللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ فَاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ أَمِيرِ اَلمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ اَلحَسَنِ وَاَلحُسَيْنِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ وَلِيِّ اَللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا أُخْتَ وَلِيِّ اَللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا عَمَّةَ وَلِيِّ اَللهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ اَللهِ وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكِ عَرَّفَ اَللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فِي اَلجَنَّةِ، وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتِكُمْ… يَا فَاطِمَةُ اِشْفَعِي لِي فِي اَلجَنَّةِ، فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ اَللَّهِ شَأْناً مِنَ اَلشَّأْنِ».
/انتهى/