اعتبر الخبير المصري الهامي المليجي ان اروقة وكواليس مؤتمر المناخ شهدت بعض المشاهد التي تقع ضمن التطبيع، وهذا أمر مدان بالتأكيد، ولكن يجب الا يحرفنا عن الهدف الاساسي للمؤتمر والمتمثل في مواجهة الخطر الداهم الذي يتهدد البشرية جراء ظاهرة الاحتباس الحراري.

وكالة مهر للأنباء، وداد زاده بغلاني: انه انطلقت في 6 نوفمبر في مدينة شرم الشيخ المصرية أعمال قمة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 27)، بمشاركة وفود من حوالي 200 دولة ومنظمة مَعنية بشؤون البيئة والمناخ، بعد عام قاس شهد كوارث مرتبطة بتقلبات الطقس جعلت الحاجة ماسة إلى إجراءات ملموسة. ويستمر مؤتمر المناخ حتى 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

والتقى أكثر من 100 من قادة الدول والحكومات يومي الاثنين والثلاثاء في قمة من شأنها إعطاء دفع لهذه المفاوضات التي تستمر أسبوعين. ويغيب عن القمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في حين حضر الرئيس الأميركي جو بايدن يوم أمس في المؤتمر. ومن المقرر مناقشة مسألة تمويل الخسائر للدول الفقيرة حتى تتمكن من التعامل مع عواقب تغير المناخ؛ ويُقدر هذا التمويل محل النقاش بنحو 100 مليار دولار سنويا من الدول المتقدمة إلى الدول منخفضة الدخل الأكثر تضررا من التغير المناخي.

كما ستتم خلال القمة مراجعة كيفية تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى مَنع تجاوز درجة حرارة الأرض عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وسيتطرق مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) إلى مسألة تمويل "الخسائر والأضرار" الناجمة عن تغير المناخ، وفق جدول الأعمال الذي تمّ تبنيه الأحد بالإجماع عند افتتاح المؤتمر.

وأتى ذلك على خلفية نكث الدول الغنية بوعودها برفع مساعداتها إلى 100 مليار دولار سنويا اعتبارا من 2020 للدول الفقيرة من أجل خفض الانبعاثات والاستعداد لتداعيات التغير المناخي. وترفض الدول الغنية منذ أكثر من 10 سنوات إجراء مناقشات رسمية بشأن ما يشار إليه على أنه الخسائر والأضرار أو الأموال التي تمنحها لمساعدة البلدان الفقيرة لمعالجة آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وكانت الدول الغنية قد عرقلت اقتراحا بتمويل الخسائر والأضرار خلال مؤتمر كوب 26 في غلاسكو الأسكتلندية العام الماضي وأيدت بدلا من ذلك دعم إجراء حوار جديد لمدة 3 سنوات لمناقشات التمويل. وقد تؤدي هذه القضية إلى توتر هذا العام أكثر مما حدث في المؤتمرات السابقة لأن حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة وخطر حدوث ركود اقتصادي زاد من إحجام الحكومات عن التعهد بتقديم أموال للدول الفقيرة.

وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر حواراً صحفيفاُ مع الخبير المصري الاستاذ الهامي المليجي ونص الحوار فيما يلي:

** ما هي أهداف مؤتمر المناخ الذي يقام حاليا في شرم الشيخ بمصر؟

مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ ( كوب 27 ) الذي ينعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية في الفترة من السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني حتى الثامن عشر من نفس الشهر يأتي ضمن مؤتمر الامم المتحدة السنوي الذي يعمل على تقدم المباحثات بين قادة العالم بشأن كيفية مواجهة التغير المناخي والحد من آثاره عبر ابتكار الحلول لذلك، ودور شرم الشيخ يمكن اعتبارها دورة افريقيا حيث أن القارة الافريقية والتي تقع ضمنها جمهورية مصر العربية هي أقل القارات من حيث انبعاثات الاحتباس الحراري ولكنها أكثر القارات تأثرا بالتغيرات المناخية حيث تتعرض جراء هذه التغيرات الى الجفاف والتصحر وغيرها من الاثار الناجمة عن التغيرات المناخية التي تجري نتيجة انبعاثات الاحتباس الحراري التي تصدر من الدول الصناعية الكبري وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبا الغربية فضلا عن الصين والاتحاد الروسي .

** كيف كان استقبال الدول التي من المفترض أن تشارك في الموتمر حتي الان؟

كان استقبالا ايجابيا حيث شارك نحو 200 دولة بوفود رفيعة المستوى من بينهم نحو 110 رؤساء دول وحكومات، والامين العام للامم المتحدة فضلا عن ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ.

** الكل يعلم أن المؤتمر يبحث مجموعة من القضايا المناخية منها الحد بشكل عاجل من انبعاثات الاحتباس الحراري وبناء المرونة والتكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ و الوفاء بالتزامات تمويل العمل المناخي من الدول المتقدمة إلى الدول النامية هل هذا حقيقة المؤتمر او ان قضايا سياسية أخرى ممكن ان تطرح التي لا علاقة لها بالمناخ؟

المؤتمر كما تشير اوراقه يبحث مجموعة من القضايا المناخية في مقدمتها العمل على الحد من انبعاثات الاحتباس الحراري، واتخذت هذه الدورة المنعقدة في شرم الشيخ عنوان دورة التنفيذ، بمعنى الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ لإنقاذ الكوكب أي الشروع في تنفيذ عديد من النوايا والوعود التي لم يتم الوفاء بها منذ سنوات، والانتقال إلى الأفعال الملموسة والمحددة، لأن بقاء البشرية يتطلب أحترام الالتزامات التي تعهدت بها الدول الصناعية الكبرى والتي ترتبط بالحفاظ على البيئة.

** يرى بعض المراقبون ممكن ان يطرح في هذا المؤتمر عدد قضايا منها التطبيع مع بعض الدول العربية انتم بصفتكم كمحلل كيف تقييمون هذه القضايا هل هذه حقيقة او مجرد اتهامات؟

شهدت اروقة وكواليس المؤتمر بعض المشاهد التي تقع ضمن التطبيع، حيث تمت لقاءات بين رئيس الكيان الصهيوني وعدد من القادة والمسؤولين العرب، وهذا أمر مدان بالتأكيد، ولكن يجب الا يحرفنا عن الهدف الاساسي للمؤتمر والمتمثل في مواجهة الخطر الداهم الذي يتهدد البشرية جراء ظاهرة الاحتباس الحراري .

واعتقد أن الكثير من الانظمة العربية اصبح لديها من الفجور والتبجح ما يجعلها تمارس التطبيع بكافة اشكاله مع الكيان الصهيوني دون الحاجة للتخفي داخل مثل هكذا تجمعات دولية .

/انتهى/