تاريخ النشر: ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٢١:٣٦

تعتبر زيارة رئيس الوزراء الروسي "روم نجلافشينكو" الى طهران (هذه زيارته الاولى) والذي يعتبر المسؤول الاقتصادي الأول لبلاده زيارة هامة من الناحيتين الاقتصادية والسياسية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قد زار جلافشينكو ايران اليوم الثلاثاء على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع. وتأتي زيارة رئيس الوزراء البيلاروسي في اعقاب التفاهمات التي جرت على هامش قمة دول منظمة شانغهاي في سمرقند بين ايران وبيلاروسيا ، لكي يبحث مع النائب الاول للرئيس الايراني محمد مخبر، تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات ومنها الترانزيت والتصدير والاستيراد وتوفير الطاقة وغيرها ، من اجل وضع خارطة طريق شاملة للعلاقات الاقتصادية بين طهران ومينسك.

وتعتبر بيلاروسيا من الدول الصديقة لايران ، ورغم عدم وجود مواقف مناوئة لايران لدى بيلاروسيا لكن خلال السنوات الماضية تحفظت بيلاروسيا على تطوير علاقاتها مع ايران بسبب الحظر الغربي المفروض على ايران، ولذلك تراجع مستوى التعاون بين البلدين ومنه التبادل الاقتصادي بين الجانبين.

وهناك تفاهمات بين البلدين حول تصدير الآليات الثقيلة المستخدمة في انشاء الطرق والمناجم ، وسماد البوتاسيوم واستخدام الموانئ والطرق والمواصلات وسكك الحديد كطريق ترانزيت جديد لبيلاروسيا لتصدير منتجاتها وكذلك تصدير سماد البوتاسيوم الى الدول الاخرى عبر الاراضي الايرانية .

** اهداف زيارة رئيس الوزراء البيلاروسي الى طهران

ان الهدف الرئيسي لزيارة رئيس الوزراء البيلاروسي الى طهران هو مراجعة مفاد وثائق التعاون والاتفاقيات بين البلدين و تجهيزها للتوقيع على يد رئيسي البلدين اثناء الزيارة المرتقبة للرئيس البيلاروسي لوكاشينكو الى طهران.

التكنولوجيا الصناعية المتطورة لدى بيلاروسيا في مجال صنع الىليات والشاحنات الثقيلة المستخدمة في انشاء الطرق والمناجم وصناعة الجرارات الزراعية والادوات الزراعية المتطورة والنواظير والبرمجيات وقسم ىخر من الصناعات التي تواجه ايران صعوبات في الحصول عليها بسبب الحظر وكذلك العتاد العسكري والدفاعي هي من الميزات الخاصة للعلاقات الاقتصادية الاخيرة مع بيلاروسيا ، اما سماد البوتاسيوم فهو من الميزات التي يمتلكها بيلاروسيا بشكل خاص وتعتبر ايران بحاجة اليها وقد تم التفاهم على استيرادها والترانزيت ايضا.

** بيلاروسيا اكبر منتج للحليب والألبان في العالم

يعتبر بعض انواع الحبوب والبطاطا والخضروات والشمندر السكري والكتان والحليب ومنتجات الالبان ولحوم الابقار من اهم المحاصيل الزراعية والمنتجات في بيلاروسيا .

وتأتي بيلاروسيا في المرتبة الاولى عالميا من حيث انتاج الحليب وفي المرتبة الثالثة من حيث انتاج حليب البودرة الخالي من الدهون ، وفي المرتبة الرابعة لانتاج الزبدة والمرتبة الخامسة عالميا في انتاج ماء الجبن اللبني ، فهي تمتلك لوحدها 16 بالمئة من مجمل انتاج الحليب ومشتقاته عالميا.

وتنتج بيلاروسيا 30 بالمئة من الشاحنات فوق الثقيلة في العالم (ثاني اكبر مصدر للشاحنات فوق الثقيلة في العالم في عام 2017) كما تنتج 17 بالمئة من المحاصيد في العالم و6 بالمئة من الجرارات الزراعية في العالم ، وهي ثالث مصدر في العالم لالواح الكناف وتحتل المرتبة 18 عالميا في تصدير الاسلحة ولها ماتب عليا في انتاج انواع البرمجيات المصرفية والمالية والتطبيقات والبرمجيات الالكترونية وغيرها .

وبالاضافة الى هذا كله هناك التعاون بين المحافظات الايرانية والبيلاروسية . وهناك عقد ترامة بين مدينتي طهران ومينسك وبين محافظة مازندران الايرانية ومنطقة غومل البيلاروسية، وبين مدينة تبريز ومنطقة ماغليف في بيلاروسيا ، وتشهد العلاقات بين محافظات البلدين تعزيزا متزايدا.

** مثلث طهران - مينسك - موسكو

العلاقات الايرانية البيلاروسية مبنية على التعاون الثنائي خلال العقود الثلاثة الماضية التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي ، ومن جهة اخرى هناك علاقات وثيقة جدا بين مينسك وموسكو وان ايران اتبعت سياسة التقارب مع موسكو ولذلك فان مثلث مينسك – طهران – موسكو يعتبر في الوقت الراهن بالغ الاهمية والتأثير ، كما يقول الخبير في العلاقات الدولية "روح الله مدبر" .

ويضيف هذا الخبير ان بيلاروسيا تعتبر اكثر تطورا من معظم دول اوروبا الشرقية التي تدور في الفلك الاميركي، من حيث البنى التحتية المتطورة والحديثة والمتقدمة ومؤشر التنمية الانسانية.

ونظرا الى الدور الرئيسي الذي تضطلع به بيلاروسيا في المعاهدات والمنظمات التي تنتمي اليها روسيا فان التقارب بين ايران وبيلاروسيا يزيد قدرة ايران التفاوضية داخل منظمات كالاتحاد الاوراسي ومنظمة شانغهاي كما ان بيلاروسيا هي الاعضاء المراقبين في منظمة التجارة العالمية ويمكن لها ان تؤدي دورا مؤثرا في انتماء ايران الى هذه المنظمة.

ونظرا الى التوتر الموجود في العلاقات بين بيلاروسيا واميركا ووجود حظر اميركي على بعض القطاعات في بيلاروسيا فان مينسك تواقة لتعزيز علاقاتها مع ايران اكثر من ذي قبل وهذه قضية استراتيجية.

/انتهى/