وأفادت وكالة مهر للأنباء، نقلا عن الميادين انه أشارت بعض المصادر الصحفیة إلى أنّ نائب رئيس حكومة الإقليم قوباد طالباني اعتكف عن المشاركة دون اعلام رسمي، وأن بارزاني طلب من الاتحاد الوطني تقديم بديل عن طالباني.
ووفق المعلومات المتاحة حتى هذه اللحظة، خفض وزراء الاتحاد الوطني الكردستاني في حكومة الإقليم بشكل غير رسمي ومعلن إلى الان تمثيلهم في الحكومة احتجاجاً على التطورات وأن تمثيلهم سيبقى في اطار خدمة المواطنين.
** المقاطعة لا تزال مستمرة
من جهة ثانية، قال القيادي بالاتحاد غياث السورجي في تصريح صحفي، إنّ "احدى الخلافات بين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني هو استحواذ الأخير على الدرجات الخاصة في حكومة الإقليم والإصرار على عدم ملء الشواغر للدرجات الخاصة لأهداف وغايات مقصودة ".
وأضاف أنّ "رئيس وزراء الإقليم اتخذ قراراً بالموافقة على ملء الشواغر للدرجات الخاصة وإجراء تغييرات بمناصب نواب الوزراء بما يتناسب مع مطالب الاتحاد الوطني الكردستاني"، معتبراً أنّ "تلك الموافقة بمثابة عربون صلح مع الاتحاد الوطني وخطوة صحيحة باتجاه حل المسائل العالقة بين البارتي واليكتي".
كما أشار السورجي إلى أن "مقاطعة اجتماعات مجلس وزراء إقليم كردستان العراق من قبل نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني ووزراء الاتحاد الوطني ماتزال مستمرة".
هذا وكشف تقرير لوكالة "رويترز" عن وجود مشاكل خطيرة بين الأحزاب الكردستانية و"العوائل الحاكمة" في إقليم كردستان العراق، مما ينذر بخطر "انهيار زواج المصلحة" القائم بينها.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى "خلاف يدور منذ فترة طويلة بين عشيرتي بارزاني وطالباني المهيمنتين، بشأن السلطة والموارد في منطقة غنية بالنفط والغاز".
وبينت أن "حكومات تقاسم السلطة حرصت إلى حد كبير على إخفاء انعدام الثقة بين الجانبين منذ أن خاضا حربا أهلية في التسعينيات من القرن الماضي".
كما قال دبلوماسيون ومحللون لـ "رويترز" إنّ "حدة التوتر طفت على السطح مع ظهور رغبة في الثأر منذ وقوع عملية اغتيال بمدينة أربيل في حدث نادر، مضيفين أن تداعيات تلك العملية تضع التحالف غير المستقر في واحد من أقسى اختباراته منذ الحرب".
** وفد حكومة إقليم كردستان يصل بغداد
وبالتزامن، وصل وفد حكومة إقليم كوردستان، إلى العاصمة بغداد، لإكمال المفاوضات بين بغداد وأربيل. وذكر بيان صادر عن حكومة إقليم كوردستان، أمس السبت، أنّه "بهدف استمرار المفاوضات بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، وصل الوفد الممثل لإقليم كوردستان اليوم إلى بغداد".
وكان رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني قد أجرى زيارة في 27 تشرين الثاني 2022، إلى العاصمة بغداد لإتمام المفاوضات القائمة بين أربيل وبغداد حول الملفات العالقة بين الطرفين.
وقبلها بأيام، توجّه رئيس اقليم كردستان إلى بغداد، لنفس الغرض، لكنه قطع الزيارة بسبب حادث الانفجار الذي وقع في مدينة دهوك. وعقب عودته من العاصمة العراقية، أصدرت رئاسة إقليم كوردستان بياناً أكّدت فيه تعاون أربيل وبغداد، و "التنسيق بين الأطراف كافة لدعم الحكومة الاتحادية الجديدة والتنفيذ الناجح لمنهاجها الوزاري، والعمل معاً لحلحلة المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد بدءاً بالمادة (140) الدستورية والموازنة والمستحقات المالية ووصولاً إلى تطبيع الوضع في سنجار ومشاكل البلد بصورة عامة، من خلال الحوار وعلى أساس الدستور وحفظ استقرار وسيادة البلد".
** الخلافات مصدر قلق لواشنطن
تقرير "رويترز" أوضح أيضاً أنّ هذه الخلافات تشكل مصدراً لقلق للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة التي كانت دعمت الحزبين، في التصدي عسكرياً لتنظيم داعش، فيما تشعر واشنطن بالقلق من توسع نفوذ إيران التي تتمتع بعلاقات طويلة مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، والتي كانت قد كثفت هجماتها الصاروخية على المعارضين في اقليم كوردستان خلال الأسابيع الماضية.
ونقل التقرير عن مسؤول أميركي قوله إنّ واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء التوترات الأخيرة بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني.
كما قال المسؤول الأميركي أن "ما نحاول أن نشرحه لشركائنا هنا، هو أننا لا نريد الوحدة من أجل الوحدة، وإنما نحن بحاجة إلى أن تكونوا قادرين على التعاون مع بعضكم البعض حول بعض القضايا السرية التي تهمنا، وهي أيضاً في مصلحتكم"./انتهی/