وكالة مهر للأنباء - حسين الديراني: قريبا تحتفل الجمهورية الاسلامية الايرانية بإنارة شمعتها الـ44 احتفالا بذكرى انتصار ثورتها المباركة التي فجرها الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره عام 1979.
ومنذ اللحظة الاولى لاعلان دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية المتماهي مع الاسلام المحمدي الاصيل شعرت قوى البغي العالمي ببراكين من النيران اصابت قلبها وهزت كيانها، فتجمعت كل قوى الشر العالمي للتأمر لدفن الثورة الاسلامية في مهدها، والوقوف في وجه وصول اشعاع نورها المبارك لبقية الشعوب والبلدان المجاورة، فكانت عملية صحراء طبس التي قامت بها القوات العسكرية الامريكية عام 1980 واطلقوا عليها "عملية مخلب العقاب" فتدخلت العناية الالهية، وهبت بهم عاصفة رملية هوجاء، وانزل الله عليهم حجارة من سجيل فجعلهم كعصفا مأكولا، وولوا هاربين مخلفين ورائهم الخيبة والهزيمة واشلاء قتلاهم الغازية.
** صدام يعترف بخطأ حربه مع إيران ؟
بعد فشل "عملية مخلب العقاب" في طبس باشهر قليلة اوكلت امريكا لاحد ابرز وكلائها المعتمدين في المنطقة الطاغية "صدام حسين" للقيام بشن هجوم عدواني على الاراضي الايرانية مدعوما من قبل قوى الطغيان العالمي والعربي الخليجي بهدف تحقيق ما عجزت عنه الولايات المتحدة الامريكية باسقاط الثورة الاسلامية، استمر العدوان لمدة ثماني سنوات بلغت الخسائر البشرية بمئات الالاف، والخسائر المادية والعسكرية بمئات البلايين، وكان "لصدام حسين" اعتراف بعد انتهاء الحرب يقول فيه "ان امريكا ودول الخليج دفعوني لقتل القوى الخيرة في ايران".
العدوان على الجمهورية الاسلامية وثورتها لم يتوقف يوما واحدا منذ انتصارها والى يومنا هذا نشهد به حربا ضروسا شرسة، فاعداء ايران عجزوا عن تحقيق اي هدف من اهدافهم لاسقاط النظام الاسلامي من خلال المواجهات العسكرية الميدانية القريبة والبعيدة
العدوان على الجمهورية الاسلامية الايرانية وثورتها لم يتوقف يوما واحدا منذ انتصارها والى يومنا هذا الذي نشهد به حربا ضروسا شرسة مختلفة تماما عن الحروب الكلاسيكية العسكرية، فاعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية عجزوا عن تحقيق اي هدف من اهدافهم لاسقاط النظام الاسلامي من خلال المواجهات العسكرية الميدانية القريبة والبعيدة، فالحرب العدوانية الصهيونية على لبنان عام 2006، والحرب الكونية التي شارك بها 88 دولة التي شنت على سوريا والعراق واليمن ما هي الا جزء لا يتجزء من العدوان على ايران, وهذه حقائق اعرف بها الاعداء وصناع القرار في امريكا.
"هيلاري كلينتون اثناء توليها منصب وزيرة الخارجية اعترفت في كتابها «خيارات صعبة»، ان «داعش» صناعة أمريكية - وكتبت أن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش»، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط".
لم يترك العدو "الامريكي-الصهيوني" وسيلة ضاغطة وقذرة وعدوانية الا ومارسها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى 44 سنة، الحصار والعقوبات الاقتصادية بلغت ذروتها، العدوان العسكري الهمجي الارهابي بلغ ذروته في اغتيال درة الجمهورية الاسلامية الايرانية قائد الانتصار على صنيعتهم "داعش" الشهيد القائد الجنرال قاسم سليماني ورفيق دربه، درة العراق الشهيد القائد ابو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما وعلى رفاق دربهما.
ومع كل هذا العدوان البربري الغاشم كانت ايران الاسلامية تزداد قوة وارادة وثباتا وتطورا، حتى اضحت قوة عالمية في كل المجالات الصناعية المدنية والعسكرية، وتقدمت على بعض الدول العظمى في التقدم والانتاج العلمي والبحثي والصناعي والصحي ولا يتسع المقال لتقديم الادلة على هذا التطور النوعي العالمي المنتشر على الاف الصفحات الالكترونية.
اما الثأر الحقيقي لاغتيال درة الجمهورية الاسلامية الايرانية ليس اقل من اخراج القوات الامريكية من المنطقة بشكل كامل.
** العدوان الاخير "ثورة الفجور"
عندما عجزت قوى الشر العالمية التي تتزعمها الولايات المتحدة الامريكية عن مواجهة ايران الاسلامية واسقاطها بالمواجهات العسكرية المباشرة وغير المباشرة عبر اذرعها، وعبر الحصار الاقتصادي الخانق، لجأت الى اخبث المواجهات وامكرها وهي اثارة حرب اهلية داخلية مستغلة التنوع العرقي والقبلي والمذهبي في الجمهورية الاسلامية الايرانية الشاسعة المترامية الاطراف، والتي تحطيها بعض دول لا يؤمن من شرها على رأسها الكيان السعودي الوهابي الغاصب للحرمين الشريفين وارض الحجاز العربية، ودول لا يؤمن حتى من صداقاتها كتركيا واذربيجان والباكستان وافغانستان، قامت باستغلال حادثة الوفاة الطبيعية للمواطنة الايرانية "مهسا اميني" لتكون شرارة لاستهداف النظام الاسلامي عبر مجموعات من مواطنين ايرانيين موتورين تم اعدادهم وتجهيزهم مسبقا من مختلف المحافظات الايرانية العرقية ليشاركوا في مظاهرات تخريبية استخدموا بها كل وسائل العنف والتخريب ضد ممتلكات الدولة ومؤسساتها الامنية والاقتصادية والثقافية والدينية.
امريكا التي تمارس قواتها الامنية ابشع انواع العنف والعنصرية ضد المواطنيين السود تريد ان تعلم ايران كيف تتعامل مع مواطنيها ومع المشاغبيين، والكيان الصهيوني الذي لا يمر يوما الا ويسفك به الدم الفلسطيني البريء يريد ان يعلم ايران معنى الحرية!! والنظام السعودي الذي يمارس ابشع انواع الاضطهاد والاعدام يريد ان يعلم ايران كيفية احترام حقوق الانسان!!
ولم يسلم رجال الامن المعزولين من السلاح من بطش المتظاهرين الغوغائيين المجرمين وقتلهم بدم بارد, ولا حتى المواطنين الابرياء الذين رفضوا مشاركتهم باعمال العنف والتخريب في معظم المدن الايرانية.
احداث عنف وتخريب لم تشهد الجمهورية الاسلامية الايرانية مثيل لها منذ انتصار ثورتها المباركة، فحجم المؤامرة اكبر مما يتصورها انصار الثورة الاسلامية، "حتى بلغت القلوب الحناجر"، حرب استخدمت فيها اساطيل الاعلام العالمية كل وسائل التضليل والمكر والكذب والدجل والخداع والتزوير، واصبحت كل دول الشر العالمية التي تدوس باقدامها على حقوق الانسان، وتنتهك الحرمات والاعراض مدافعة عن حقوق المرأة في ايران لخلع حجابها والتصفيق لتعريتها.
فامريكا التي تمارس قواتها الامنية ابشع انواع العنف والقتل والعنصرية ضد المواطنيين السود تريد ان تعلم ايران كيف تتعامل مع مواطنيها ومع المشاغبيين، والكيان الصهيوني الذي لا يمر يوما الا ويسفك به الدم الفلسطيني البريء يريد ان يعلم ايران معنى الحرية!! والنظام السعودي الذي يمارس ابشع انواع الاضطهاد والظلم والقتل والاعدام ضد ابناء الحجاز الشيعة المعارضين يريد ان يعلم ايران كيفية احترام حقوق الانسان!! وكذلك الدول الغربية والاوروبية التي تمارس اقسى درجات العنف ضد التجمعات والمظاهرات حتى المرخصة.
فالمظاهرات الغوغائية التخريبية التي اجتاحت المدن الايرانية من دون ترخيص لم تكن بسبب انقطاع التيار الكهربائي، او نقص في امدادات الغاز، او انقطاع الدواء والماء والتعليم والصحة ووسائل النقل، فكل ذلك متوفر لكافة ابناء الشعب الايراني، وليست بسبب قمع الحريات وكتم الانفاس، فليس هناك اي بلد في منطقة الشرق الاوسط حتى الدول الغربية يتمتع بها المواطنين بالحرية والتعبير اكثر من الجمهورية الاسلامية الايرانية.
فالمظاهرات كان عنوانها الظاهري المطالبة بحرية التبرج ونزع الحجاب، ظننا من داعمي هذه الفوضى الخلاقة ان الفرصة مؤاتية لتفكيك الثقافة الاسلامية المحافظة واستبدالها بثقافة الشذوذ والانحلال والفجور والفسوق الغربي المدمر، المنافية للقيم الانسانية والاخلاقية والدينية، وظننا منهم ان الشعب الايراني المنفتح اصبح جاهزا لتغيير ثقافته وهويته الاسلامية بثقافة الانحلال والتفكك الغربية، وظننا منهم ان الشبكة العنكبوتية العالمية سيطرت على عقول الشعب الايراني وقلوبهم.
الحكومة الايرانية واجهزتها الامنية تدير هذه الحرب الاعلامية النفسية الثقافية الشرسة التي هي فعلا "حرب كونية" بعقل كبير وتدبير حكيم يفوق الخيال، لا يستوعبه الصديق ولا العدو، ادارتها بحكمة عالية، وحنكة سلمانية وسُليمانية، وببصيرة خامينائية خمينية
كانت الحكومة الايرانية واجهزتها الامنية تدير هذه الحرب الاعلامية النفسية الثقافية الشرسة التي هي فعلا "حرب كونية" بعقل كبير وتدبير حكيم يفوق الخيال، لا يستوعبه الصديق ولا العدو، ادارتها بحكمة عالية، وحنكة سلمانية وسُليمانية، وببصيرة خامينائية خمينية، فتركت فرصة لظهور كل رؤوس المؤامرة والفتنة والقتلة الارهابيين وهم يمارسون بشاعة جرائمهم وارهابهم غير المسبوق في الداخل الايراني على الكاميرات المنتشرة في كل زاوية وشارع في مدن ايران.
وبدأت بالحصاد من كبيرهم الى صغيرهم، وانزال الحكم العادل بهم والاقتصاص من القتلة بتنفيذ حكم الله بهم، اما المغرر بهم فتم تحويلهم الى قسم الارشاد والتوعية والنصيحة، فاصبح الشاب الذي اعتدى على رجل الدين واسقط عمامته ونشر مقاطع الفيديو للسخرية والاستهزاء واعتبار ذلك "نصرا" صديقا حميما واخا عزيزا لرجل الدين "المُعتدى عليه" بعد توعيته وارشاده وتثقيفه، مما شكل صورة راقية وانسانية في التعامل مع الضالين والمغرر بهم.
كما ان الشعب الايراني المحافظ على القيم والاخلاق، والمدافع عن ثقافته وهويته الاسلامية ساهم مساهمة كبيرة وفعالة في الانتصار على هذه الفتنة العمياء من خلال خروجه بمظاهرات مليونية منددا باعمال الشغب والارهاب التي مارسها المتظاهرين الغوغائيين المغرر بهم، والاعلان عن تمسكه بالقيم الاخلاقية ودفاعه عن نظامه الاسلامي، وحماية منجزات وطنه التي حققها طيلة 44 عام من عمر الثورة الاسلامية، ورد كيد الاعداء الى نحورهم، وتجلت بهم هذه الاية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم: "ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَٰنًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ"، صدق الله العظيم.
فالشجرة الطيبة الى اصلها ثابت في الارض لا يمكن زعزعتها بمياه عكرة آسنة تخرج من افواه زعماء دول غربية وخليجية، هذه الشجرة غرسها الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني وارتوت بدماء الشهداء الابرار، وشبت ونمت وترعرعت على ايدي الولي الفقيه الامام السيد علي الخامنئي دام ظله حتى اصبح فرعها في السماء، وثمرها يتدلى على كل المستضعفين والمقاومين للظلم والهيمنة في الارض، وستبقى الجمهورية الاسلامية الايرانية شامخة عزيزة منتصرة قادرة مقتدرة بقيادتها الربانية الحكيمة، وشعبها المؤمن الغيور، وقواتها المسلحة الجبارة./انتهى/