شهدت سوريا في العام المنصرم تطورات عدة ادت إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الدول وتسارع بعض الخصوم للتطبيع معها.

وكالة مهر للأنباء، جواد فراهاني: انه تستعد الجمهورية العربية السورية هذه الايام للدخول الى العام الجديد بينما قضت على الخطر الوجودي للإرهاب السلفي التكفيري، ورغم انشطة خلايا النائمة لتنظيم داعش الارهابي، تمكنت هذه الدولة من وضع حالة الاستقرار في البلاد وانها على عتبة إعادة العلاقات مع دول العالم وخاصة الدول العربية (الإمارات ومصر والبحرين والأردن) وحتى تركيا؛ حيث ان بقاء حكومة بشار الأسد الشرعية في السلطة خلق دافعا لدى حكومات المنطقة ليكون لها حضور نشط في عملية إعادة بناء البنية التحتية وتوفير الاحتياجات الحيوية لسوريا.

ومن أبرز ما شهدته سوريا من الاحداث و التطورات خلال عام 2022، يمكن الاشارة إلى استمرار هجمات الكيان الصهيوني غير الشرعية على قوات محور المقاومة، ومواصلة الولايات المتحدة الامريكية لتهريب النفط السوري، وتدخل تركيا في شمال وشمال شرق سوريا بحجة دعم المعارضة ومحاربة الجماعات المسلحة الكردية مثل "YPG". وفيما يلي، سنحاول إلقاء نظرة عابرة على أهم الأحداث التي شهدتها سوريا خلال عام 2022:

20 يناير 2022

هروب 800 من عناصر داعش من سجن الصناعة

تمكن 800 من عناصر تنظيم داعش الارهابي من الهروب من سجن "الصناعة" في الحسكة بعد هجوم انتحاري من قبل عناصر هذا التنظيم الارهابي في خارج السجن بسيارة مفخخة وقتل خلال هذا الهجوم 200 من أفراد قوات سوريا الديموقراطية الذين كانوا يحرسون على السجن. وبالتزامن مع هذا الهجوم الارهابي، بدأت تركيا عملياتها في شمال "عين عيسى" لصالح قوات تنظيم داعش بالتعاون مع الإرهابيين التابعين لها. وأخيرًا ، وبعد أيام قليلة من تبادل إطلاق النار بين القوات الأمنية وعناصر داعش، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن استعادة سيطرتها على سجن الصناعة.

4 من فبراير 2022

مقتل زعيم داعش الارهابي

اعلنت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية في تقرير خاص أنه بعد شهور من مراقبة مكان وجود زعيم داعش الجديد، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، هاجمت قوات العمليات الخاصة الأمريكية منزله في شمال غرب سوريا، وقام زعيم داعش في هذا الحين بالانتحار وفجر نفسه. وقُتل في هذا الهجوم إلى جانب زعيم داعش، زوجته وطفلاه وكذلك قيادي اخر وزوجته وطفله. وبعد هذا الهجوم قدم تنظيم داعش الارهابي شخصاً يُدعى "أبو حسن الهاشمي القرشي" كزعيم جديد لهذا التنظيم.

18 مارس 2022

زيارة الأسد الى الامارات لأول مرة منذ الازمة السورية

توجه الرئيس السوري، بشار الأسد إلى دبي في أول زيارة له إلى الإمارات منذ بداية الأزمة السورية، والتقى خلال هذه الزيارة مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكذلك حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، و بذلك بدأ فصل جديد في العلاقات بين دمشق وأبو ظبي. وأعادت أبوظبي فتح سفارتها في دمشق بهدف المشاركة في عملية إعادة بناء سوريا وإيجاد التوازن تجاه إيران وتركيا في منطقة الشامات. كما قام عبدالله بن زيد لزيارة إلى دمشق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 لتكون الامارات من أوائل الدول العربية التي تقدم على تسهيل عودة سوريا إلى الوطن العربي.

7 أبريل 2022

استهداف قاعدة الاحتلال الأمريكي في حقل عمر النفطي

استهدفت قوات المقاومة، قاعدة الاحتلال الأمريكي العسكرية في حقل عمر النفطي ردا على مواصلة الاحتلال و سرقة النفط السوري من قبل القوات الأمريكية، حيث أطلقت عدة صواريخ كاتيوشا من منطقة صحراء الميادين والقورية باتجاه هذه القاعدة غير الشرعية، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل وإصابة اثنين من القوات الامريكية حسبما افادت هذه القوات نفسها.

11 أبريل 2022

تقرير صحيفة نيويورك تايمز حول جريمة الجيش الامريكي ضد المدنيين في سوريا

كشفت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير لها، عن مقتل 139 مدنياً سورياً خلال الغارات الأمريكية على أطراف حلب والرقة في عام 2016-2017. وأفاد هذا التقرير الذي حمل عنوان "وثائق البنتاغون السرية" بان الجيش الأمريكي قدأخفى العدد الحقيقي للقتلى المدنيين خلال غاراته الجوية.

21 أبريل 2022

العلاقات التركية السورية بين المرونة والتوتر

أعلن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" أن هناك تعاونًا بين دمشق وأنقرة على المستوى الاستخباراتي، لكن لا يزال هناك نقاش بين البلدين حول "الجماعات الإرهابية في شمال سوريا" و"عودة اللاجئين" و... . وجاء هذا التعليق قبل أيام من ان صحيفة "حريت" كانت قد كشفت في مقال عن إمكانية الحد من التوترات وتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا؛ ولكن في المقابل، نفى مسؤولون سياسيون وإعلاميون سوريون مزاعم الجانب التركي، وأعلنوا أنه لا صلة لهم بالدولة الداعمة للإرهاب (أي تركيا). وفي نهاية شهر مايو، اشتدت حدة الصراع بين قوات تحرير عفرين والجيش التركي والميليشيات التابعة له، حيث أسفر هذا الصراع عن سقوط قتلى وجرحى بين الجنود من الجانبين.

7 مايو 2022

لقاء الرئيس السوري مع قائد الثورة الاسلامية في ايران

استقبل قائد الثورة الاسلامية في ايران، سماحة آية الله الخامنئي(مد ظله العالي)، الرئيس السوري بشار الأسد والوفد المرافق له في طهران. واعتبر سماحة القائد في هذا اللقاء، ان مقاومة الشعب و النظام السوري وصمودهما في حرب دولية، تعد أساسًا لزيادة قوة سوريا واعتزازها، مؤكدا على ضرورة تحسين العلاقات بين البلدين أكثر مما كانت عليه في الماضي. وأشار آية الله الخامنئي الى مكانة يوم القدس بين شعوب المنطقة، وقال: "بينما بعض قادة الدول المجاورة لنا ومنكم يلتقون مع رؤساء الكيان الصهيوني ويشربون القهوة مع بعضهم البعض، لكن ابناء هذه الدول ينزلون الى الشوارع في يوم القدس ويملأونها بشعارات مناهضة للصهيونية ". وعلى الجانب الآخر، اكد الرئيس السوري على دور الثورة الإسلامية والشعب الإيراني في توسيع روح المقاومة في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة سوريا، قائلا: "العلاقات الاستراتيجية بين ايران وسوريا التي يجب ان تستمر بقوة هي التي منعت الكيان الصهيوني من السيطرة على المنطقة".

1 نوفمبر 2022

الخلافات العربية حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية

انعقد الاجتماع الدوري لجامعة الدول العربية في الجزائر، بينما طلب بعض الدول مثل الإمارات وسلطنة عمان ومصر والأردن عودة حكومة سوريا الشرعية إلى الجامعة العربية، انضمت في المقابل السعودية وقطر إلى الولايات المتحدة في التعبير عن معارضتهما الجادة لذلك. وفي هذا الصدد، كانت قد أعربت دولة الجزائر، بصفتها مضيفة لهذا الاجتماع، عن رغبتها في حضور سوريا اجتماع جامعة الدول العربية، تماشيا مع الهدف الرئيسي لهذا الاجتماع وهو تماسك الدول العربية في مواجهة التحديات الإقليمية.

15 سبتمبر 2022

تطبيع العلاقات بين حماس و الحكومة السورية

كان من اهم احداث التي شهدتها سوريا في عام 2022، هي الإعلان عن تطبيع العلاقات بين سوريا وحركة المقاومة الاسلامية في فلسطين "حماس" في يوم 15 سبتمبر من هذا العام، بعد قطيعتها منذ اندلاع الازمة السورية في عام 2011. وبعد ذلك قام اثنان من كبار مسؤولي حركة حماس في شهر اكتوبر بزيارة دمشق والتقيا من خلالها مع الرئيس السوري، بشار الاسد؛ حيث كانت هذه الزيارة التى اجريت بعد عدة أشهر من وساطة طهران وحزب الله اللبناني، الخطوة الأولى نحو إعادة العلاقات بين حماس ودمشق. وأكدت حركة حماس في بيان غير مسبوق لها على متانة العلاقات بينها وسوريا، ووصفتها بما يتماشى مع خدمة القضية الفلسطينية، مرحبة بعودة دمشق إلى مجموعة الدول العربية الإسلامية.

/انتهى/