قال المحلل السياسي العراقي، اياد الامارة، لا تزال ذكرى استشهاد "قادة النصر" حاضرة في أذهان العراقيين وفي قلوبهم وفي عقولهم وفي جميع حواسهم، ونشعر بالكثير من الامتنان مما قدموه من تضحيات كبيره في سبيل العراق والمنطقة.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: تقترب عقارب الساعة من الذكرى السنوية الثالثة لفاجعة العصر الاليمة، وتخفق القلوب حزناً، وتضطرب العقول ذهولاً، وتجري المدامع سيولاً، إنها ذكرى الارتقاء الى السماء لسيد شهداء محور المقاومة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه وحبيب عمره مهندس الانتصارت الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما.

حاولت أمريكا اغتيال الحاج قاسم سليماني عدة مرات على أيدي عملائها وعندما فشلت قررت أن تعتمد على نفسها باغتياله بأمر من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ترامب في 3 يناير 2020م بغارة جوية غادرة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار في العراق، وبعد اغتياله ظنت أمريكا أنها قد قتلت روح المقاومة لتدفع بعملائها في المنطقة لإعلان التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني في خيانة صريحة للقضية الفلسطينية وقضايا الأمة المصيرية، لتنقسم المنطقة بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني إلى دول خائنة وعميلة وصهيونية بامتياز، لكن ما لم تكن تعلمه أمريكا هو أن كل أحرار محور المقاومة يحملون روحية الشهيد سليماني وكل الشهداء، وأن دمائهم الطاهرة تحيي أمة، ومن تضحياتهم نزداد قوة وإصرار على النصر إيماناً وثقة بوعود الله عز وجل.

وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع الكاتب والباحث العراقي "اياد الامارة"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

** بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات على استشهاد قادة النصر... كيف ترى مشهد احياء ذكرى "قادة النصر" في العراق؟

ثلاث سنوات مرت على استشهاد "قادة النصر" العظام؛ الشهيدين القائدين الكبيرن الحاج "قاسم سليماني" والحاج "أبو مهدي المهندس" رضوان الله تعالى عليهما، ولا تزال هذه الذكرى حاضرة في أذهان العراقيين وفي قلوبهم وفي عقولهم وفي جميع حواسهم حياة القائدين أنفسهم... ولازلنا نتذكر الشهداء، ونشعر بالكثير من الامتنان مما قدموه من تضحيات كبيره في سبيل العراق والمنطقة؛ الشهداء حاضرون معنا، أحياءً في قلوبنا، وفي حركاتنا وسكناتنا.

وارى ان الاحتفال في الذكرى السنوية الثالثة لشهادتهما كان اكبر من الذكرى الثانية، وانا اعتقد ان احياءات هذه الذكرى ستتعاظم في السنوات القادمة لان الامة الاسلامية والعراقيين يشعرون بمرارة الفقد، ويشعرون بأهمية دور الشهيدين العظيمين، وكيف تركا فراغاً لا يُمكن ملأه بسهولة، لذلك يشعرون ان احياء الذكرى واجب.

واستلهام معاني الشهادة وما تركاه الشهيدان من أثر واجب ايضا، واعتقد ان هذه الذكرى لن تنمحي من قلوب العراقيين، وستبقى صورة الشهيد سليماني وسيرته الشهيد سليماني، وصورة الشهيد المهندس وسيرته في قلوب كل العراقيين مع مرور الزمن.

** باغتيالها لـ"قادة النصر" هل نجحت امريكا بإيجاد التغييرات الجيوسياسية في المنطقة؟

استطاع الشهيدان "قاسم سليماني" و"أبو مهدي المهندس" ايقاف المشروع الصهيوامريكي في المنطقة، وانتصروا على العدو، وحققوا اكبر انتصار للمنطقة في تاريخها... ويُمكننا القول أن نجاح "قادة النصر" يقترن أو يشابه الى حد كبير نجاح الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 على يد مؤسس الثورة الاسلامية الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه...

امريكا لن تستطيع المُضي بمشروع "التغيير الجيوسياسي" او اي نوع من التغييرات الاخرى ما دامت ذكرى الشهداء حاضرةً

الامة تعرضت الى هزة عنيفة، وكانت تنتظر هجوما غير مسبوق في تاريخها، لكن جهود "قادة النصر" في رد العدوان الصهيوامريكي الاخطر، انتصار عليه والتغلب عليه، وبالتالي فان الشهيدين قد اخذا ثأرهما من القاتل قبل اغتيالهما بوقفهما للمشروع الصهيوامريكي...

ولا يستطيع المشروع الصهيوامريكي القيام من جديد لان هناك ارثاً عظيما من المقاومين الذين تدربوا في مدرسة الشهيدين "قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس" ونهلوا من هذه المدرسة الطاهرة، وهم قادرين باذن الله على رد العدوان؛ وبالتالي فان امريكا لن تستطيع المُضي بمشروع "التغيير الجيوسياسي" او اي نوع من التغييرات الاخرى ما دامت ذكرى الشهداء حاضرةً، وما دام مشروعهم حاضراً، وما دام ارثم حاضراً انشاء الله...

** ما هي الثقافة التي زرعها قادة النصر فينا وما هو ارثهم لنا؟

ان الثقافة الاهم التي زرعها "قادة النصر" هي ثقافة الانتصار... لقد تعلمنا من هذين الشهيدين العظيمين ان الانتصار ثقافة يجب ان تنغرس في النفوس، وتتشربها القوب والعقول اول مرة قبل ان تكون واقعا نلمسه بأيدينا... هذا الذي تعلمناه من الشهيدين؛ تعلمنا اننا على الحق، واننا على الثبات، وعلى مبادئنا وعلى قيمنا الاصيلة، واننا سننتصر ما دمنا على الحق، وما دمنا مع الله تبارك وتعالى فان الله ناصرنا.

تعلّمنا من هذين الشهيدين العظيمين ان الانتصار ثقافة يجب ان تنغرس في النفوس، وتتشربها القوب والعقول

وقد رأينا هذا الدرس العملي الذي اثبتاه كل من الشهيدين "قاسم سليماني وابو مهدي المهندي" عمليا لنا... فهذا هو الاثر الكبير الذي تركاه، او الدرس الذي علّماه للامة من بعدهما... تعلمنا منهما ان الانتصار ثقافة، وان الانتصار لا يتحقق الا من خلال ثقافة الانتصار التي تُشعرنا بالزهو وبالعزة والكرامة.

لقد مُنيت الامة الاسلامية بهزائم كثيرة طوال الفترة السابقة نتيجة تخاذل المسلمين عن اسلامهم، وعاد الانتصار مجددا على ايدي القادة العظام الذين صنعوا الانتصار، ولا زالا منتصرين لدمائهما انشاءالله.

** ما هي آخر تطورات ملف ملاحقة المتورطين والمتواطئين في هذه الجريمة البشعة؟

من أقل الوفاء لدماء الشهداء هو معاقبة الجناة كل من اشترك في هذه الجريمة النكراء، ويجب ان يخضعوا الى العقاب... ومع الاسف الشديد لا تزال الجهات العراقية غير جادة كما ينبغي في ملاحقة الجناة وانزال اشد واقصى العقوبات بهم...

ومن واجبنا كعراقيين وكغير عراقيين ان نفي لدماء الشهداء بمعاقبة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء، لكن هذا الملف مازال مُتعثرا في العراق، ونتمنى من الجهات العراقية الرسمية، ومن الجميع، ومن الشعب العراقي ان يُعزز المطالبة بضرورة مُعاقبة الجُناة (الرئيس الامريكي ترامب وبقية المجرمين الضالعين في هذه الجريمة البشعة)، وكل من شارك بإراقة دماء الشهداء...

/انتهى/