وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه شددت هذه الأحزاب والقوى على أن السودان سيبقى "داعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"، وأكدت رفضها إقامة علاقات مع إسرائيل التي اتهموها بتقويض الفترة الانتقالية في السودان وأنها كانت أحد الأسباب الرئيسية لانفصال الشمال عن الجنوب.
وبدوره أكد الأمين العام للقوى الشعبية السودانية لمناهضة التطبيع "قاوم"، عثمان الكباشي، أن "هذه القوى هي تجمع لمنظمات وجمعيات وكيانات شعبية وقوى سياسية واجتماعية من خلفيات مختلفة، يجمعها الرفض التام الراسخ لدعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني".
وأوضح بأن "قوى (قاوم) ظلت تعمل بكل الوسائل الشعبية السلمية لتعرية هذه الدعوات ومقاومتها، وخرجت بمظاهرات وأصدرت مذكرات وقامت بفعاليات مختلفة منذ لقاء البرهان برئيس الوزراء الصهيوني في أوغندا عام 2020 وما تلا ذلك من خطوات على طريق التطبيع".
ولفت إلى أن "زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني للسودان مؤسفة جدا، لأنها أولا جاءت والدماء الفلسطينية في جنين وغيرها من المدن المحتلة لم تجف بعد، وجاءت كذلك مع استمرار الحملات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في ظل حكومة يصنفها حتى من يُعتبرون أصدقاء للكيان الصهيوني بأنها الأكثر وحشية وتطرفا في تاريخ إسرائيل وأنها لا تؤمن بالسلام ولا باتفاقياتها مع الدول العربية".
وأضاف: "زيارة الخميس كانت محزنة ومخزية، خاصة أن من استقبل وزير خارجية العدو الصهيوني لم يعبأ بتاريخ السودان الناصع وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية في مراحل مختلفة وصولا إلى لاءات الخرطوم الثلاثة -لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل-".
ونبه إلى أن "الكيان الصهيوني يريد أن يستثمر في الخلافات الداخلية ليجعل الأطراف السودانية تستقوي به على بعضها البعض، وهذا جزء من استراتيجيته التاريخية في التعامل مع السودان بأن يلعب على التناقضات ويعمل على استقواء هذا بذاك وأن يضرب هذه القوى بتلك حتى يحقق عدم استدامة للاستقرار في السودان".
كما أصدرت نقابة الصحفيين السودانيين بيانا صحفياً، قالت فيه إن "سعي قادة الانقلاب الحثيث للتطبيع مع إسرائيل، منذ شباط/ فبراير ٢٠٢٠، وتهافت إسرائيل لإيجاد اعتراف وموطئ قدم لها في السودان، ما هو إلا محاولة لقطع الطريق أمام ثورة كانون أول/ ديسمبر، ويتطابق هذا مع توجه الديكتاتورية العسكرية التي تستند على التفرد باتخاذ القرار في القضايا المصيرية بعيدا عن المؤسسات وبعيدا عن الشفافية ونهج الديمقراطية والمشاركة".
وأكد بيان النقابة أن "ما يحدث يشكل تهديدا خطيرا للسودان، وهو محاولة لاستثمار أوضاعه وأزماته السياسية لإقحامه في خضم صراع دولي في إقليم مضطرب ومنطقة تتسم بالهشاشة الأمنية وشريط ممتلئ بالإرهاب ما ينذر بمخاطر عديدة على مستقبل البلاد".
ونبهت النقابة إلى أن "استخدام الاتفاق مع إسرائيل للضغط على أطراف العملية السياسية الجارية الآن للوصول إلى اتفاق سياسي، كيفما اتفق، ما هو إلا محاولة من قادة الانقلاب لكسب المزيد من الوقت للبقاء على رأس السلطة وتشكك في تصريحات قائد الانقلاب التي تعهد فيها بخروج المؤسسة العسكرية عن السياسة وعودة العسكر إلى الثكنات".
وختمت النقابة البيان بالقول، إنه "وفقا لهذه الحيثيات فإن الشعب السوداني غير مسؤول عما يصدر من سلطة انقلابية في التقرير بقضايا الوطن المصيرية، وإن قضية مثل التطبيع تستدعي قرارات صادرة عن سلطة مدنية حقيقية تراقبها سلطة تشريعية حاصلة على تفويض انتخابي في ظل مؤسسات تستجيب للمصالح الحيوية للسودان، وليس في ظل حكم انقلابي أو انتقالي، لذا فإن وعود البرهان للحكومة الإسرائيلية غير ملزمة للشعب السوداني".
/انتهى/