وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان مجلس الشعب السوري يدعو الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها وممارسة كل أشكال الضغوط على حكومات الدول التي تقوم وتساهم بفرض الحصار والإجراءات الظالمة على الشعب السوري.
ناشد مجلس الشعب السوري المجتمع الدولي بضرورة الرفع الفوري والعاجل للحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.
وطالب المجلس في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، اليوم الخميس، بتقديم يد العون والمساعدة للحد من آثار الزلزال المدمر، داعياً "الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها والالتزام بمواثيق ومبادئ الأمم المتحدة وممارسة كل أشكال الضغوط على حكومات الدول التي تقوم وتساهم بفرض الحصار والإجراءات الظالمة على الشعب السوري".
وطالب كذلك "بدعم الجهود التي تقوم بها الحكومة السورية للحد من آثار هذه الكارثة، والتحرّك الفوري والعاجل لمد يد العون والمساعدة وكسر الحصار الجائر لتجاوز هذه الكارثة الإنسانية بالسرعة القصوى".
ولا تزال أعمال الإنقاذ جارية للبحث عن ناجين تحت أكوام ضخمة من الأنقاض، في المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا وسوريا، فيما بلغ عدد الضحايا جرّاء الزلزال في سوريا 3300 شخص.
وتجاوزت أعداد وفيات الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا هذا الأسبوع 17 ألفاً، فيما تتلاشى الآمال في العثور على ناجين بعد 72 ساعة من وقوع الكارثة ويتفاقم الإحباط بسبب بطء توصيل المساعدات.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ "بعض الناجين من الزلزال الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا، يواجه الآن صراعاً للبقاء على قيد الحياة"، مشيرة إلى ضرورة متابعة الأشخاص الذين نجوا من الزلزال، والتأكّد من أنّهم يواصلون البقاء على قيد الحياة.
يشار إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسون أعلن، في وقت سابق اليوم، حصول الأمم المتحدة على ضمانات بأنّ جزءاً من المساعدات الطارئة "سيمرّ الخميس" عبر المعبر الحدودي الوحيد المفتوح بين تركيا وشمال غرب سوريا، داعياً إلى "عدم تسييس" المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدّة من جراء زلازل الإثنين.
وأعلن السفير السوري في روسيا، بشار الجعفري، أنّ الأزمة الإنسانية في سوريا "كشفت عورات الغرب تجاه سوريا والعالم"، وأظهرت "وجود درجة عالية من التسييس في تقديم المساعدات الإنسانية".
كذلك، طالب ناشطون اليوم الاتحاد الأوروبي إلى الرفع العاجل والفوري للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
وتفرض الولايات المتحدة ومعها دول غربية أخرى عقوبات اقتصادية على سوريا، وأبرزها قانون قيصر الصادر في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ففي أواخر عام 2019، وقع ترامب "قانون قيصر" الذي يشمل عقوبات طالت جميع مجالات الاقتصاد السوري تقريباً.
ويستهدف "قانون قيصر" بالإضافة إلى الحكومة السورية، جميع الشركات والأفراد الذين يقدمون التمويل أو المساعدة لسوريا.
** المقداد: كارثة الزلزال كبيرة.. والعقوبات الأميركية تمنع عن سوريا كل شيء
أكّد وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، أنّ "كارثة الزلزال كبيرة"، مشيراً إلى أنّ "ما زاد في عمقها هو ظروف سوريا الصعبة لكونها تحارب الإرهاب ومن يدعمه".
وأوضح المقداد، أنّ "العقوبات على سوريا زادت في صعوبة الكارثة"، مشدداً على أنّ "الدولة تتابع، على المستويين الخارجي والداخلي، تعبئة الدعم لمساعدة ضحايا الزلزال".
ولفت إلى أنّ الرئيس بشار الأسد "طلب وضع إمكانات الدولة في عمليات الإنقاذ والإغاثة". وأفاد بأنّ "كل المستشفيات في سوريا وُضعت لعلاج ضحايا الزلزال"، مشيراً إلى طلب سوريا، عبر السفراء، الدعم الخارجي لمواجهة الكارثة.
وقال المقداد إنّ "كثيراً من الدول أرسل المساعدات إلى سوريا"، موجّهاً "الشكر إلى القادة الذين اتصلوا معزين، ومعبّرين عن رغبتهم في المساعدة". وبيّن أنّ "الظروف صعبة جداً"، مؤكّداً حاجة سوريا إلى المساعدات التي بدأت تصل فعلاً.
وأشار المقداد، في الوقت نفسه، إلى أنّه "مهما بلغ حجم هذه المساعدات، فإنّ سوريا في حاجة إلى المزيد". وطلب المقداد، إلى الدول الأوروبية إرسال المساعدات إلى بلاده، مؤكداً أن "إرسالها الآن من أوروبا ليس في حاجة إلى طلب وبيروقراطية (إدارية)، فالمساعدات الإنسانية لا تخضع للعقوبات، وفق القوانين الدولية. لذا، لا داعي للتذرع بذلك".
وأضاف أنّ "هناك دولاً عربية سارعت إلى تقديم الدعم، وأخرى وعدت بتقديم المساعدات"، مضيفاً أنّ سوريا "عانت ازدواجية المعايير في السياسة الدولية، علماً بأنّ هناك كثيراً من الدول يتواصل مع دمشق عبر القنوات الخلفية".
وبيّن أنّ هناك "دولاً غربية قدّمت ملايين الدولارات إلى الإرهاب وفشلت، والآن تحلم بالعودة إلى علاقات طبيعية بسوريا"، مشدداً، في السياق، على أنّ "سوريا صامدة في وجه الإرهاب، وهي تعاني نتيجة الزلزال، إذ يحتاج الآلاف إلى الإغاثة".
وقال إنّ "هناك وضعاً إنسانياً صعباً، وإذا لم تكن الدول الغربية قادرة على تقديم واجباتها الإنسانية، فإنّ شعوب العالم ستبتعد عنها".
وبشأن الظروف الصعبة، التي تعانيها سوريا بسبب الحرب والحصار، أكّد المقداد أنّ "المسلحين دمّروا كل الإمكانات السورية من سيارات ورافعات ومعدات"، في وقتٍ يوجد "هناك أناس تحت الأنقاض، ونحن نحتاج إلى آلات من أجل رفعها".
من جهةٍ أخرى، أكد المقداد أنّ "العقوبات الأميركية تمنع عن سوريا كل شيء، بما في ذلك شراء الدواء".
وتوجّه وزير الخارجية والمغتربين السوري إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالقول: "ألم تقم الدولة السورية بفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين".
وفي هذا السياق، صرّح المقداد بأنّ "المساعدات التي كانت تدخل المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين، كانت تباع للناس"، لافتاً إلى أنّ "مخطط الدول الغربية هو أن تدخل المساعدات إلى المسلحين الإرهابيين فقط".
ولفت إلى أنّ "الدولة السورية مستعدّة للسماح بدخول المساعدات لكل المناطق، شرط ألّا تصل إلى الجماعات المسلحة الإرهابية".
/انتهى/