وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، قال خلال لقاء نظمه "الموقع الرسمي لحركة حماس الناطق باللغة الإنجليزية" مساء أمس الأحد للإجابة على أسئلة الصحافة الأجنبية حول آخر المستجدات الفلسطينية الراهنة، "إن توجهات حكومة نتنياهو الحالية تدفع لمواجهة مباشرة مع الشعب الفلسطيني، ولن يستطيع الاحتلال والسلطة الحد منها، وأكبر دليل عملية اليوم على حاجز حوارة".
ولفت إلى أن التصعيد في الضفة والقدس له علاقة مباشرة بالأوضاع التي يخلقها الاحتلال، مؤكدًا أن أي تحركات سواء في شهر رمضان أو غيره لن تقابلها حماس بالورود، وستقاوم هذا المحتل المجرم.
وتابع: لن نستطيع إلّا أن نواجه إجراءات الاحتلال بمقاومة مسلحة للدفاع عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وفي غزة غرفة عمليات مشتركة للمقاومة وتتعامل مع كل إجراءات الاحتلال. قمة العقبة وأكد أبو مرزوق أن نتائج قمة العقبة فيها ضرر كبير على الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن إجراءات حكومة الاحتلال الحالية تدفع بمواجهة مباشرة مع شعبنا الذي يتجه نحو مقاومة شاملة معه.
وقال: "إن مباحثات العقبة جرت لوقف التصعيد؛ لكنه ما زال قائمًا بمواصلة الاحتلال اقتحاماته وجرائمه بالضفة"، لافتًا إلى أن الوضع القائم يمثل إرهاصات انتفاضة بالضفة والقدس لمواجهة الاحتلال ومستوطنيه، ومقاومة هذا التصعيد ستكون أكبر.
واعتبر أن السلطة الفلسطينية ارتكبت خطًأ سياسيًا بالمشاركة في القمة، خاصةً بعد مجزرة نابلس وسحب مشروع قرار إدانة الاستيطان من مجلس الأمن، مبينًا أن مخرجات القمة فيها اعتراف بأحقية الاحتلال، وتأجيل توقيع السلطة والاحتلال عليها لمدة ستة أشهر، يعني تأجيل في التوقيت وليس في القرار، فالاحتلال لم يوافق على التهدئة ولا على وقف جرائمه بالضفة.
وأشار أبو مرزوق إلى أن الهدف من القمة هو تقوية السلطة وفرض هيمنتها الأمنية على مقاومة شعبنا الفلسطيني، داعيًا السلطة للانحياز إلى شعبنا، وألا تخضع لاتفاقيات مع الاحتلال.
وبيّن أبو مرزوق أن القمة جرت في مسارين، الأول: تأجيل إجراءات الاحتلال إلى ما بعد رمضان فيما يتعلق بتوسيع الاستيطان ومناقشة بناء المستوطنات، والثاني: إعطاء السلطة قوة دفع مالية وأمنية لفرض سيطرتها في مناطق الضفة ودفع السلطة لتوفير الهدوء بالضفة ومواجهة شعبنا. وشدد على رفض حركة حماس لهذا المشروع؛ لأنه مشروع فتنة داخل الشعب الفلسطيني، ولن تستطيع السلطة مواجهة المقاومة، داعيًا السلطة إلى الخروج من مربع التنسيق مع الاحتلال، والعمل على التنسيق مع قوى المقاومة لمواجهة الاحتلال والوقوف إلى جوار شعبها.
وأوضح أبو مرزوق أن الاعتداءات الصهيونية بالضفة والقدس وتوسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح كانت المحرك الأساسي لمعركة سيف القدس عام 2021، مبينًا أن الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال حاليًا أعمق تأثيرًا مما كان في ذلك الوقت.
ولدى إجابته عن سؤال حول خيارات عودة الهدوء، أكد أبو مرزوق أن الهدوء سيعود بانسحاب الاحتلال من الضفة والقدس وما دام هناك احتلال "توجد مقاومة"، موضحًا أن شعبنا الفلسطيني أكثر الشعوب تطلعًا للحرية والانعتاق من الاحتلال، وإذا كان المجتمع الدولي يريد الهدوء فعليه دفع الاحتلال للانسحاب من أرضنا المحتلة.
وشدد على أن حركة حماس حساباتها متعلقة بشعبها، وردود أفعالها طبيعية لرد العدوان عن شعبنا ومقدساتنا، قائلًا: "على الاحتلال وقف الاعتداءات على شعبنا ووقف الاستيطان، وعليه أن يتوقع الكثير في حال استمرت هذه الإجراءات".
وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن الحركة منذ أكثر من 16 عامًا وهي تسعى للتوصل إلى مصالحة، لكن السلطة كانت خياراتها مقيدة بالقرارات الصهيونية والأمريكية التي كانت تضغط عليها لعدم إنجاح المصالحة.
وأشار أبو مرزوق إلى أن اتفاقيات المصالحة السابقة كانت السلطة الفلسطينية تتنصل منها، مبينًا أن اتفاق المصالحة الأخير الموقع عليه بالجزائر رفضت حركة فتح تطبيقه، واشترطت وجود حكومة تعترف بالشرعية الدولية.
ونوه إلى أن أي مصالحة مقيدة بالشروط الأمريكية لا شروط شعبنا لن يُكتب لها النجاح، مشيرًا إلى أن الاحتلال أهم عوامل الانقسام ويقف ضد وحدة الشعب الفلسطيني؛ بل يريد أن تغير حماس من سياستها وهذا لن يحدث، لافتًا إلى أن روسيا سعت من أجل تفعيل المصالحة بين حماس وفتح.
وطالب أبو مرزوق المجتمع الدولي بالضغط على السلطة الفلسطينية للدفع بإجراء الانتخابات واستفتاء الشعب الفلسطيني لاختيار قيادته، مؤكدًا أن حماس خيارها هو خيار شعبنا وليس خيارات الرباعية الدولية.
وشدد على أن حركة حماس مع الانتخابات، وستحترم نتائجها، وستتعامل مع مَن يمثل الشعب الفلسطيني فيها، وتسعى إلى وحدته وإدارة شؤونه.
وحول زيارة وفد قيادة حركة حماس برئاسة الأخ أبو العبد هنية الأخيرة للقاهرة، أوضح أبو مرزوق أن الزيارة جاءت في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال بالضفة والقدس، وكان الحديث مع المصريين كله عن التعاون والتنسيق المشترك معهم، مؤكدًا أن رد المقاومة هو ردود أفعال طبيعية على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية.
المصدر : شهاب
/انتهى/