وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن اكد تقرير لصحيفة ميدل ايست مونيتور البريطانية، ان الدولار يعتبر واحدا من اكثر الظواهر الخادعة التي تستخدم في البيع والشراء، فهو ببساطة في الهواء ولا يدعمه شيء ولا يعتمد على اي شيء في الوقت الذي يخضع فيه بشدة للتقلبات الجيوسياسية والنقدية.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة /المعلومة/ ان " جميع العملات المستخدمة في العالم تعتمد على قوة واداء الدولار وهو بدوره يعتمد على الثقة والديون العالمية، لكنه ومنذ ان تم رفع دعم الذهب لهذه العملة عام 1971في خطوة محورية وخطيرة والتي ضمنت تفوق أمريكا في الاقتصاد العالمي - على الأقل حتى الآن - واعتبرت واشنطن والنظام النقدي اللاحق في المستقبل حوادث لا مفر منها، حيث يقول الكثيرون انها ستؤدي الى الانهيار في نهاية المطاف".
وبين التقرير انه "ومع اعتماد العملات المدعومة بالذهب على عملة لاوزن لها مثل الدولار كمقياس لقوة العملة تحولت الاموال وخصوصا في هذا العصر الرقمي الى مجرد ارقام على الشاشة، بناءً على نظام الحسابات الآلية والتدخلات اليدوية".
وتابع ان "الشركات تقوم بشراء الاموال بالدولار ويتم دفع رواتب الموظفين منه كما ينفقه المستهلكون لشراء الضرورات الاساسية، لكن الحقيقة أنه في أي وقت، يمكن مصادرة المبلغ أو تغييره أو إزالته من الحساب مع تأثير فوري ضئيل على الاقتصاد الامريكي حيث لا يتم دعمه بأي أصول مادية أو ملموسة تخضع لقيود مما يجعل سوق الاوراق والاسهم مجرد سوق زائفة ليس لها قيمة حقيقية".
واوضح ان "جزء من الهيمنة الامريكية على النظام النقدي في العالم يأتي بسبب ربطه بالنفط او ما يسمى بالبترودلار نتيجة الاتفاق الامريكي السعودي عام 1974 وكان ذلك بالصدفة بعد ثلاث سنوات فقط من قيام نيكسون بإزالة الدولار من معيار الذهب".
لم تؤمن هذه الصفقة الدفاع العسكري الامريكي عن السعودية من خلال ضمانات من الولايات المتحدة فحسب، بل ضمنت أيضا تدفقا مستقرا للشراء الأجنبي لسندات الخزانة الأمريكية والديون - وهي استراتيجية لإعادة تدوير البترودولارات إلى واشنطن - من خلال احتياطيات الدولة الخليجية. مثل أي عمل جيد، أدى هذا التدفق المستقر بنجاح إلى تدفق المزيد من الاحتياطيات، مدعوما بالنجاح المتداول اللاحق للدولار وزيادة الثقة العالمية في استقراره و كانذلك أحد أهم مكونات الماكينة التي تهيمن على العالم اليوم".
وبين ان "عددا من كبار منتجي النفط في العالم وحتى السعودية بدأت بالتفكير جديا في التخلص من هيمنة الدولار حيث اعلنت السعودية مؤخرا عن تداول نفطها المصدر الى الصين باليوان ولم تكن هي الوحيدة، حيث أبرم حلفاء آخرون للولايات المتحدة مثل الهند وباكستان والإمارات صفقات مع روسيا أو الصين لدفع ثمن النفط أو السلع الأخرى بعملاتهم المحلية المختلفة فيما كان العراق آخر من نأى بنفسه عن هيمنة الدولار، حيث أعلن هذا الشهر أنه يخطط لتنظيم التجارة الخارجية من الصين مباشرة باليوان".
واشار التقرير الى أن " قرارات تلك الدول والتي يُتوقع أن ينضم إليها عدد كبير قريبًا مثلت تحولًا كبيرًا نحو نظام نقدي عالمي أكثر لامركزية بعيدًا عن الدولار، ويرجع ذلك أساسًا إلى سوء تقدير كبير من جانب واشنطن في عقوباتها الشديدة ضد روسيا وايران وغيرها من الدول حيث اصبحت الولايات المتحدة تستخدم عملتها كسلاح سياسي ضد خصومها وهو بالتأكيد ما يقوض الثقة في النظام النقدي القائم على الدولار لا سيما البلدان التي كانت متشككة في الهيمنة الأمريكية ، مما جعلهم يشككون في جدوى ومخاطر الاحتفاظ باحتياطياتهم الكبيرة بالدولار"./انتهی/
المصدر: المعلومة