وكالة مهر للأنباء - جهاد أيوب*: إسرائيل المأزومة في الداخل، والمربكة خارجياً بعد حرب أميركا في اوكرانية هي اليوم كالثور الهائج بعد هروبه من الذبح، لا نقول أن الكيان الصهيوني المؤقت انتهى، والعرب يشربون ارجيلة، بل نشير إلى ظروف جديدة تحاصرها، وتصيبها في حاضرها، ظروفها ليست طبيعية، وأهمها الفوضى السياسية الداخلية التي تعاني منها، يضاف إلى ذلك انتفاضة الشباب الفلسطيني المجاهد غير المنظم أو غير المنتمي للأحزاب الفلسطينية!.
وأما اتفاقات الكذبة بين الكيان الصهيوني وبعض أنظمة العرب خاصة البحرين والإمارات والسودان ومن تحت الطاولة مع السعودية، لم تستثمر كثيراً في أمنها رغم نجاح التعاون المخابراتي مع تلك الدول، ولكن في الداخل الفلسطيني فشلت، ورغم تعامل الرئيس المفروض محمود عباس مع إسرائيل ضد أهله لم تعد إسرائيل تعرف من أين تأتيها الصفعات والضربات من الشباب الفلسطيني، والتي اعتقدت أنها نجحت من خلال إعلامها وفنون مرتزقتها في كي الذاكرة والوطن والعادات والتقاليد!.
اليوم حكام المرحلة في إسرائيل يسعون إلى اتفاقية علنية مع النظام السعودي لكونها تؤمن أن المعركة او الحرب البديلة اختلفت، وتريد أن تقدم ما يرضي شارعها الأخذ بالتفكك العنصري
اليوم حكام المرحلة في إسرائيل يسعون إلى اتفاقية علنية مع النظام السعودي لكونها تؤمن أن المعركة او الحرب البديلة اختلفت، وتريد أن تقدم ما يرضي شارعها الأخذ بالتفكك العنصري!... نعم المعركة أو الحرب البديلة اختلفت مع المقاومة ومحورها، الحرب اليوم ليست دبابات وطائرات، واحتلال مناطق، وعمليات اجرامية خاطفة، بل الحرب هي تقوية أوراق!...
وأوراقنا التي تسعى المقاومة ومحورها على تأمينها هي:
- نحن في مرحلة أمن حدودنا، ولجم الثور الإسرائيلي، وهذه ورقة تحققت في مساحة كبيرة.
- تأمين الأمن الغذائي لأهلنا وفي مناطقنا.
- تأمين الطبابة بعد ما افتعلته أميركا في الاقتصاد اللبناني وحصارها على سوريا، وعقوباتها المجرمة على إيران، وحربها في اليمن، وفوضى العراق.
- السلم الأهلي في لبنان، وجعلته المقاومة خطاً اساسياً يمنع تخطيه، بينما زمر أميركا من عصابات لبنانية، ودول فاعلة في لبنان تسير ضمن مشروعها حيث يرغبون بتهشيم السلم الأهلي اللبناني!.
- الحفاظ على الدولة في لبنان رغم أن كل الفاسدين في الدولة محميات أميركية!.
- حفظ الجمهورية اللبنانية، والحفاظ عليها بما تحمل، لآن المرحلة لا تقبل أي ضرر يطالها أو تغيير يصيبها!.
- العمل الجدي للتغلب على الحصار والعقوبات الأميركية، ومن يقول لا حصار ولا عقوبات لا يفقه بالسياسة لكونه لا يستطيع أن يراقب، وإن راقب لا يميز، وإن ميز هو سعيد بما تفعله أميركا ضد وطنه!.
- تأمين كل سبل المساعدة دون ضجيج للشباب الفلسطيني المقاوم داخل فلسطين.
- السيطرة البحرية، والتفوق الحاصل.
- استمرار استنزاف إسرائيل من الداخل.
هذه هي الحرب البديلة عن السلاح العسكري، إنها أفق حرب نعيشها اليوم، وتعيشها إسرائيل... إنها المرحلة الآنية والمقبلة، إنها المعركة الحقيقية الدائرة، والباقي ضربات إسرائيلية قد تتكرر لكنها غير مؤثرة، ومنها ما تعرضت وستتعرض إليه سوريا، وبالطبع الرد يكون في جبهات وأماكن مختلفة!.
في البحر القوة الإيرانية البحرية متفوقة عن القوة البحرية الإسرائيلية، لا بل أقوى، وهذا الوضع يشكل المشكلة الرئيسية لحياة الكيان الصهيوني لآن 87% من صادراتها ووارداتها تمر عبر البحر، ومرتبطة عضوياً مع البحر، وحتى الآن كل جولات البحر خسرتها إسرائيل
وكل شطحات الثور الإسرائيلي المذبوح في الداخل يأخذه الإيراني إلى البحر، وفي البحر القوة الإيرانية البحرية متفوقة عن القوة البحرية الإسرائيلية، لا بل أقوى، وهذا الوضع يشكل المشكلة الرئيسية لحياة الكيان الصهيوني لآن 87% من صادراتها ووارداتها تمر عبر البحر، ومرتبطة عضوياً مع البحر، وحتى الآن كل جولات البحر خسرتها إسرائيل، وآخرها السفن الثلاث التي ضربت من قبل إيران ولم تعترف إسرائيل إلا بواحدة، رغم أن السفن لم تكمل إلى الكيان الغاصب، وتضررت كثيراً!.
ولا شك إن ما تستنزفه إسرائيل في داخلها يفوق قدرتها، ويوجد ساحات كثيرة تُخترق ويتم من خلالها الرد ولا تقال إعلامياً خاصة حراك الضفة الغربية، والضفة ضمن المحور، وتسلحت من خلال تكليف شرعي اعلنه قائد الثورة الاسلامية الامام علي خامنئي (دام ظله الشريف)، وتم منذ سنوات، وأظهرت قوة التكليف في الحراك الحالي!.
إسرائيل اليوم في ظل المعركة الحاصلة الجديدة تعيش ردة فعل على فعل المحور، ولم تعد تمسك بالأوراق التي ذكرناها، وتخسرها في أكثر من موقع وساحة، هذا لم تمر به منذ احتلالها لفلسطين وللنفوس العربية، و جيشها يستنزف 70 % بالضفة الغربية فقط، ورئيس الشاباك اعترف بأكثر من تصريح أن إسرائيل قد تصل إلى الحرب الأهلية خلال أسابيع!./انتهى/
(*) كاتب، وناقد، ومحلل سياسي