قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فيما يتعلق بعملية، مجدو: "ليست مسؤوليتنا الإجابة على ما يربك العدو، وأحيانًا يكون جوابنا في عدم تعليقنا على الحادثة”. مؤكداً أنه "لم يمر في تاريخ هذا الكيان الغاصب المؤقت وهن وضعف ومأزق وأزمة وارتباك وصراع داخلي ويأس وعدم ثقة كما يحدث الآن".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، نقلاً عن موقع المنار، أن السيد نصر الله أضاف في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني للقائد المؤسس الراحل الحاج حسين الشامي: “عندما أتحدث عن الراحل أتحدث عن جيل مؤسس لهذه المسيرة، بينهم قادة اسسوا أطر حزب الله ووجوده ومؤسساته، كان الراحل احد القادة المؤسسين”، وتابع “هو متدين منذ الصغر وابن عائلة عاملة في سبيل الله”.

وقال السيد نصر الله “الحاج حسين الشامي كان من اوائل الذين التحقوا بقيادة الامام الخميني وأمنوا بالثورة الاسلامية، وعمل مع اخوانه واتخذوا قرار الاندماج وشكلوا حزب الله”، وتابع “هم تخلوا عن كل شيء والاسماء والحيثيات الشخصية وتطلعوا الى المستقبل من خلال صنع الحاضر، هؤلاء كان قرارهم مخلصا لله:”، وأكد “هي مسيرة اسست على التقوى منذ اول يوم، كانوا يحملون دماءهم على اكفه وكانوا معرضين للقتل والاعتقال”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “الحاج حسين الشامي كان عضوا في شورى حزب الله لسنوات وتولى العديد من المسؤوليات التي كان في أغلبها مؤسسا لها”، وتابع “الحاج حسين كان أول مسؤول لمنطقة بيروت في أول تشكيل للمناطق وتولى وأسس الإدارة المالية في حزب الله ووضع الضوابط والأسس والقواعد المالية التي لا زلنا نستخدمها مع التطوير طبعا”، واضاف ” تولى الحاج حسين المسؤولية الاجتماعية المركزية وكان له عقل مؤسساتي وعلمي وكان له الدور المؤثر والكبير في ايجاد مؤسسات حزب الله إلى جانب إخوانه”، واشار الى انه “ساهم في إنشاء مؤسسة جهاد البناء التي حظيت باهتمام السيد عباس الموسوي وساهم في تأسيس العديد من المستشفيات والمراكز الصحية وهو من أسس مركز الدراسات الإنمائية وتحول لاحقًا لمركز الدراسات الإنمائية”.

واشار السيد نصر الله الى ان “الحاج حسين الشامي اختار منذ البداية هذا المسار الاجتماعي وكل ما يرتبط بخدمة الناس والمقاومة والجرحى وهذا المسار هو ما صرف كل شبابه وعمره المبارك في خدمته وكان دائما موفقا فيما أسس وأنجز وعمل”، واوضح ان “الحاج حسين شارك في تأسيس هيئة دعم المقاومة وتحمل مسؤولية رئاستها بعد الشيخ حسين كوراني”، وتابع “أيضا ساهم الحاج حسين في تأسيس مؤسسة القرض الحسن إلى جانب إخوانه وكان له دور أساسي في إدارة هذه المؤسسة ووضع ضوابطها وقوانينها”، واضاف “هاتان المؤسستان كانتا في عُهدة هذا الرجل الأمين والمخلص والمدير والخبير والحريص والمتشدد بالموضوع المالي وكان يعتبر أنه مسؤول أمام الله عن هذا المال”.

وقال السيد نصر الله “مؤسسة القرض الحسن التي نمت وصمدت خلال كل هذه السنوات فالفضل للحاج حسين الشامي”، وتابع “بعض إخواننا المتمولين أو التجار بسبب قربهم منا أُخرجت أموالهم من المصارف بسبب العقوبات الأميركية فأتوا بهذه الأموال للقرض الحسن ما جعل مالهم مباركًا حيث تُقرض هذه الأموال لقضاء حوائج الناس”، واضاف “لم يكن هناك مال لحزب الله في المصارف ولا مال لتجميعه وهذا المال يُصرف من الأيام الأولى لاستلامها”.

واكد السيد نصر الله ان “الحاج حسين الشامي لم يجامل أحدا وأقام قوانين ولم يقبل في يوم أن يدخل أموال هيئة دعم المقاومة أو القرض الحسن في الاستثمار لأنها أموال الناس”، وتابع “كنت أعتبر أن الإخوة والأخوات في هيئة دعم المقاومة مُؤتمنون على هذا المال لأن هذا السبيل للناس للجهاد بأموالهم وستستمر الهيئة بعد الحاج حسين وستحمل خبرته”، واضاف “مؤسسة القرض الحسن من المؤسسات الكبيرة والمهمة والمتينة والمحسودة والمستهدفة”، واوضح انه “في مسألة مؤسسة القرض الحسن نحن حريصون على أن تكون هذه المؤسسة للجميع فهي لا تميز بين خط سياسي وآخر لا بين طائفة وأخرى ولا منطقة وأخرى”، وذكر انه “عندما تريد مؤسسة القرض الحسن أن تفتح مركزا في مكان ما فيخرج بعض الفرقاء ويعترضون نحن نقول لهم نحن سنتواجد حيث يريد الناس” وقال “نحن قررنا افتتاح المراكز خدمةً للناس ولكن لا نريد أن نفرض أنفسنا على أحد بل نريد أن نكون بين من يرغب ويرحب بنا وهذا متروك للناس”، وشدد على ان “مؤسسة القرض الحسن لا تأخذ فوائد وربا ولا تأخذ أرباحا من الناس بل تقدم الخدمات للناس”، واكد “نشجع كل الجهات على إنشاء مؤسسات مشابهة للقرض الحسن ونحن جاهزون لنقل الخبرة لهم فهي مناسبة جدًا للمرحلة الصعبة التي تواجهها الناس”.

وعن الوضع الاقتصادي في لبنان، قال السيد نصر الله “بالوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب وحركة الدولار الدولة لا تستطيع القول انها لا تستطيع أن تفعل شيئا، هناك تدابير يجب أن تتخذ وتستطيع أن تخفف”، ورأى ان “مصير البلد متروك وكل ما تحدث أحد يقولون قانون النقد والتسليف والموضوع عند الحاكم وهذه مسؤولية كل القوى السياسية في البلد”، واضاف “لطالما دعونا في البلد الى وضع الخلاف السياسي جانبا واقامة طاولة حوار اقتصادية لأجل سلاح المقاومة كلهم جاهزون لطاولة ولكن طاولة حوار لانقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي فهذا كلام لا أحد يقف عنده أصلا”، واعتبر انه “لا مبرر على الإطلاق لعدم الدعوة إلى طاولة حوار لانقاذ الوضع الاقتصادي”، ولفت الى ان “إنقاذ الوضع والليرة بحاجة لخطة شاملة حقيقية متعددة الأبعاد، وأنا بانتظار هذه الخطة التي لا علم متى ستخرج”.

وبالسياق، قال السيد نصر الله “لا خلاف أن أحد أسباب تقوية الاقتصاد هو بجلب الاستثمارات وها هو الصيني جاهز ومستعد للبدء بمشاريع بدون أن يدفع اللبناني أي فلسٍ بدون خوف من الأميركي أو الصعوبات الاقتصادية وهذا بالتأكيد سيحسّن الوضع الاقتصادي”، وتابع “اليوم منطقة الخليج كلها تتجه شرقًا وها هي السعودية قد دعت الرئيس الصيني للرياض وأقامت ثلاثة قمم لاجله وتتحدث الأرقام عن استثمارات بمئات ملايين الدولارات”، وسأل “لماذا في لبنان الى هذه الدرجة هناك خوف وبطء؟”، وتابع “هذا الموضوع ليس فقط عند رئيس الحكومة بل عنجه وعند القوى السياسية”، وتساءل “هناك دولة اقتصادية ضخمة كبيرة جاهزة للاستثمار في لبنان لماذا الأبواب موصدة؟”، وأكد ان “هذا لا يحتاج سنوات من الجدل البيزنطي بل الى قرار وشجاعة سياسية”، ورأى ان “ما نراه في الانهيارات البنكية الآن هو بعض رأس جبل الجليد ونجدد الدعوة للتعاون والتكافل والتراحم والستاند بين الناس”. 

وعن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، قال السيد نصر الله “بموضوع رئاسة الجمهورية المساعي مستمرة ونأمل أن ينعكس الهدوء الاقليمي والاتفاق الايراني السعودي بالمساعدة على انجاز هذا الاستحقاق”، وتابع “لكن هذا الامر يعتمد بالمقام الأول على الداخل أما الخارج فهو فقط يخلق مناخا لذلك”.

وعن الحادثة في شمال فلسطين المحتلة، قال السيد نصر الله إن “هذه الحادثة أربكت العدو بمختلف مستوياته وكثر علقوا على صمت حزب الله وصمتنا هو ضمن المعركة الإعلامية النفسية مع العدو”، وتابع “ليست مسؤوليتنا الإجابة على ما يربك العدو وأحيانًا يكون جوابنا في عدم تعليقنا على الحادثة”، واضاف “تهديدات العدو بأنه إذا ثبت مسؤولية حزب الله عن عملية مجدو سيفعلون كذا وكذا وأنا أقول له: روح بلّط البحر”، واوضح ان “الإسرائيليين قالوا أمرا صحيحا بالتقدير أن حزب الله إذا كان مسؤولا عن العملية فهو ليس خائفا من الذهاب إلى المعركة وهو جاهز لها”، وأكد ان “الاسرائيلي اليوم مأزوم ولم يمر في تاريخ هذا الكيان الغاصب المؤقت وهن وضعف ومأزق وأزمة وارتباك وصراع داخلي ويأس وعدم ثقة كما يحدث الآن”، وسأل “هل هناك وزير في حكومة تريد بناء علاقات مع الدول العربية يقول ليس هناك شعب فلسطيني أو يريد مسح حوارة؟”، واشار الى انه “عندما يصبح في قيادة العدو حمقى بهذا المستوى ندرك أن النهاية اقتربت ويهددنا العدو فيه يمكن أن يكون سبب زواله”، وشدد على ان “المقاومة في لبنان عند عهدها وقرارها بأن أي اعتداء على أي إنسان متواجد على الأراضي اللبنانية سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا أو من جنسية أخرى أو الاعتداء على منطقة لبنانية وسنرد عليه ردا قاطعا وسريعا وهذا يجب أن يكون مفهوما”.

وعن العدوان على اليمن، قال السيد نصر الله “من اليوم الأول للعداون على اليمن وقفنا إلى جانب الشعب اليمني وهذا موقف نفتخر به ودونا لوقفه واليوم بسبب العوامل الاقليمية قد يتم التوصل إلى حل وهذا ما ندعو إليه”، وتابع “نأمل أن تمشي الأمور في اليمن بمسار إنهاء العدوان والحصار وعودة اليمن إلى الشعب اليمني”.

وفي الذكرى الـ20 لاحتلال العراق من قبل الاميركيين، قال السيد نصر الله “في مثل هذه الأيام الذكرى الـ20 للغزو الأمريكي للعراق وكان مطلوبا من هذا الغزو أن يكون مقدمة لغزو 6 دول أخرى منها سوريا ولبنان وإيران والصومال وليبيا”، واضاف “تحرر العراق ببركة المقاومة العراقية الباسلة التي كانت تقاتل الغزاة والمحتلين الذي جاء ليبقى في العراق خرج بعد 8 سنوات باستنزافها اليومي لقوات الاحتلال الأميركي وليس بجهود التكفيريين الذين زرعوا الموت في المساجد والجامعات”، وأكد ان “المقاومة العراقية وصمود إيران هو ما أدى إلى فشل المشروع الأمريكي في المنطقة وهناك تحديات ما زالت قائمة أمام الشعب العراقي في مواجهة النفوذ الأميركي”.

ومن جهة ثانية، قال السيد نصر الله “أبارك للجميع قدوم شهر رمضان المبارك شهر الفرصة الالهية والرجوع إلى الله وأدعو إلى الاستفادة القصوى منه على المستوى الروحي والإيماني والاجتماعي”، وتابع “مبارك لكل الأمهات وكل السيدات الجليلات العزيزات لمن الجنة تحت أقدامهن وخصوصا أمهات الشهداء وأسأل الله لهن جميعا طول الله والصحة والسلامة”.

وختم السيد نصر الله “نعاهد الحاج حسين الشامي أننا سنواصل الطريق الذي بدأناه سويا حتى تتحقق كل الأهداف التي قُدّمت التضحيات من أجلها ونؤكد أننا لن نبدّل مهما كانت التحديات والمخاطر وانجازاتك ستبقى وتكبر وتستمر”.

المصدر: موقع المنار

/انتهى/