صرحت مصادر مطلعة في السودان بوقوع اشتباكات متقطعة في العاصمة الخرطوم وفي أم درمان، وذلك بعد ساعات من دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان بعد بدء الهدنة في السادسة من مساء الثلاثاء عقب موافقة الجيش والدعم السريع على العمل بها، سُجلت اشتباكات متفرقة في الخرطوم وفي مدينة الفاشر بدارفور (غرب).

وعلى الرغم من حدوث المناوشات والاتهامات المتبادلة بارتكاب خروقات، فإن الجيش وقوات الدعم السريع أكدا التزامهما بالهدنة التي تم التوصل إليها إثر اتصالات أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وقبل سريان الهدنة، استمر القتال لليوم الرابع بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى بينها مَرَوي (شمال) ودارفور.

وفي الخرطوم، تركز القتال حول مقار سيادية بينها القصر الجمهوري والقيادة العامة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى المطار الدولي.

وبالتوازي مع المعارك العنيفة، استقدم الجيش تعزيزات من ولايات أخرى إلى الخرطوم، واستخدم مجددا الطيران الحربي لضرب مواقع قوات الدعم السريع.

وفي حين قالت قوات الدعم السريع إنها تسيطر على القصر الجمهوري ومقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، أعلن الجيش أنه استعاد مطار مدينة مروي بعد معارك مع قوات حميدتي.

ولم تسفر المعارك العنيفة عن تقدم حاسم لأحد الطرفين، في حين تتزايد المخاوف من حدوث كارثة إنسانية.

وحتى الآن، أوقعت الاشتباكات نحو 200 قتيل وألفي جريح، بحسب الأمم المتحدة، في حين سجلت خسائر مادية كبيرة.

وبسبب الاشتباكات العنيفة، حذرت منظمات الإغاثة الدولية من استحالة تقديم الخدمات الإنسانية في الخرطوم.

وتسبب القصف المتبادل في إلحاق أضرار بالخدمات العامة، وقال متحدث باسم الصليب الأحمر في السودان إن هناك مشكلة كبيرة في توفير المياه والكهرباء بمناطق عدة من المدينة.

وفي الوقت نفسه، أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين خروج 16 مستشفى في الخرطوم ومدن أخرى عن الخدمة، مشيرة إلى أن بعضها تعرّض للقصف.

بدورها، طالبت لجنة أطباء السودان بفتح ممرات آمنة وإيصال المستلزمات الطبية والمعيشية.

وفي السياق، تعاني أحياء مدينة الخرطوم بحري من أزمة مياه خانقة منذ اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم السبت الماضي.

/انتهى/