استشهد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر عدنان، فجر الثلاثاء، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد إضرابٍ عن الطعام دام 86 يوما، احتجاجا على اعتقاله الإداري، الأمر الذي ألهب صدور المؤمنين بوعد الآخرة وشد عزائمَهُم وشحذَ سُيوفَهُم.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن حركة الجهاد، قالت في تعليق فوري على استشهاد الشيخ عدنان، إن "قتال الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني ماضِ ولن يتوقف، وسيدرك العدو المجرم أن جريمة استشهاد القائد خضر عدنان لن تمر دون رد".

وأطلقت صباح الثلاثاء ثلاثة صواريخ على الأقل من قطاع غزة، باتجاه مستوطنات سديروت.

وبحسب حركة "الجهاد"، فإن "الشيخ خضر عدنان كان واحداً من الذين فتحوا طريقاً عريضا لكل الذين ينشدون الحرية في فلسطين والعالم".

وأشارت إلى أن "البطل خضر عدنان ارتقى شهيداً في جريمة ارتكبها العدو أمام مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويحميه ويوفر له الغطاء".

ولفتت "الجهاد"، إلى أن "شهادة الشيخ القائد خضر عدنان ستكون مدرسة لأجيال من الرجال الشجعان، ونحن لن نغادر طريق الجهاد والمقاومة ما بقيت فلسطين تحت الاحتلال".

الشيخ خضر عدنان... عمرٌ من الإضراب وجبلٌ من العزيمة

الشيخ خضر عدنان ولد في بلدة عرابة قضاء جنين، واستشهد عن عمر يناهز الـ45 عاما فقط، وهو قيادي معروف في حركة الجهاد الإسلامي، وكان يحظى بعلاقة متينة مع كافة الفصائل الفلسطينية.

بدأ الشيخ عدنان نشاطه مبكرا، وانتمى لحركة الجهاد الإسلامي خلال دراسته في جامعة بيرزيت، حتى أنهى مرحلة البكالوريوس حائزا على شهادة الرياضيات عام 2001.

وخلال مرحلة الدراسية، قامت قوات الاحتلال باعتقال خضر عدنان لمدة أربعة شهور، قبل أن تكرر اعتقاله 13 مرة لغاية استشهاده الثلاثاء.

ويعد الشهيد خضر عدنان من أبرز الأسرى الذين خاضوا عدة مرات معركة "الأمعاء الخاوية"، إذ إنه أضرب عن الطعام سابقا احتجاجا على اعتقاله الإداري.

وبرز اسم خضر عدنان بقوة حين اعتقاله نهاية العام 2011، إذ إنه خاض حينها أطول إضراب فردي عن الطعام في سجون الاحتلال دام 65 يوما.

وفي العام 2015، أضرب خضر عدنان عن الطعام لمدة 56 يوما، وكان قد أضرب عدة أسابيع في مراحل اعتقال سابقة.

وبالمجمل، فقد أمضى الشهيد خضر عدنان نحو ثماني سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أول اعتقال له خلال دراسته الجامعية.

ويعد الشهيد عدنان من أبرز قيادات الضفة الغربية الداعمين للمقاومة، ويتهمه الاحتلال الإسرائيلي بأنه منظر وأب روحي لـ"كتيبة جنين".

وصية من سجن الرملة

كتب الشهيد خضر عدنان وصيته الأخيرة من داخل مستشفى سجن الرملة قبل شهر من استشهاده.

وتاليا نص الوصية:

"أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي من سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة، وصيتي هذه لأهلي وأبنائي وزوجي وشعبي.

زوجتي أوصيك وأبنائي بتقواه تعالى، والاستعصام بحبله المتين والاستغناء بفضله عمن سواه وقول الحقّ في كل زمان ومكان، وصلة الأرحام والصلاة والزكاة والحفاظ على حرمات الله وحقه في حالنا، ومالنا، وحركتنا، وسكنتنا، والعلم أن خير بيوتات فلسطين هي بيوتات الشهداء، والأسرى والجرحى والصالحين.

أوصيكم بالأعمام والأخوال والأقارب والجيران وكل من له حق علينا، أوصيكم أن لا تتركوا لأحد حقا عليّ معنويا أو ماديا فمحبكم الأكثر حاجة إلى رحماته تعالى، إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي وسجوني قرب والدي واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان دعواتكم له ولوالديه والمسلمين بالرحمات، واجعلوه قبرا بسيطا واطلبوا من الله لي المغفرة والرحمة والتثبيت وسعة القبر وأن يجعل قبورنا رياضا من رياض الجنة لا حفرا من حفر النيران وأن يتقبل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم.

أم عبد الرحمن والأولاد معالي وبيسان وعبد الرحمن ومحمد وعلي وحمزة ومريم وعمر وزينب سامحوني، وإخوتي أبو عدنان، وأبو أنس وأم نور وكل الأخوال، والأعمام والأقارب، والخلان، والجيران على أي تقصير في جنبكم وأنا أغادر هذه الحياة الدنيا، ولكن تأكدوا إنني ما شُغلت عنكم بإذن الله إلا للواجب.

يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا، فيها وعد منه إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب.

سلامي لسادتنا ذوي الشهداء، والأسرى، وتحياتي لهم وكل الأحرار والثوار.

زوجك المحب أم عبد الرحمن، والدكم المحب أبنائي، أخيكم المحب إخوتي، ابنكم المحب شعبنا.
دعواتكم أن يتقبلني الله شهيدا مخلصا لوجهه الكريم.
محبكم خضر عدنان – مشفى الرملة

الفصائل الفلسطينية تعلق على استشهاد خضر عدنان

نعت حركة الجهاد الإسلامي استشهاد القائد المجاهد الشيخ خضر عدنان داخل سجون العدو الصهيوني.

ومما جاء في بيان حركة الجهاد الاسلامي ان الشهيد الشيخ خضر عدنان "أبو عبد الرحمن" قائدعظيم ورجل شجاع ومجاهد صلب ومن اشرف الرجال وأعظمهم.

اليكم نص بيان حركة الجهاد الاسلامي

*بسم الله الرحمن الرحيم*
*"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً"*
*بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين*
*استشهاد القائد المجاهد الشيخ خضر عدنان داخل سجون العدو الصهيوني*
بكل معاني الصمود والثبات، وأعلى درجات الثقة بالله سبحانه وتعالى وبمعيته ونصرته، تنعى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قائداً عظيماً ورجلاً شجاعاً ومجاهداً صلباً من أشرف الرجال وأعظمهم، القائد الشيخ خضر عدنان "أبو عبد الرحمن" الذي ارتقى شهيداً في جريمة يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها، فالاحتلال الصهيوني الذي اعتقله وتنكر لمعاناته، ومارس بحقه أبشع الجرائم مستخدماً أدواته القذرة من محاكم زائفة وأجهزة أمن إرهابية ونيابة عسكرية مجرمة، سيدفع ثمن هذه الجريمة.
في مسيرتنا الطويلة نحو القدس سنفقد الكثير من الرجال الشجعان والكثير من القادة والمقاتلين, والقائد المجاهد الشيخ خضر عدنان كان واحداً من الذين فتحوا طريقاً عريضا لكل الذين ينشدون الحرية في فلسطين والعالم.
ارتقى الحر البطل خضر عدنان شهيداً في جريمة ارتكبها العدو أمام مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويحميه ويوفر له الغطاء.
إن شهادة الشيخ القائد خضر عدنان ستكون مدرسة لأجيال من الرجال الشجعان، ونحن لن نغادر طريق الجهاد والمقاومة طالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال.
إننا إذ ننعى هذا الشيخ المجاهد، الذي ما تخلى يوماً عن واجباته لنصرة الحق والدفاع عن أبناء شعبه، وأفنى لحظات عمره في حمل قضيته ونصرة مقدساته، فإننا نؤكد على أننا ماضون على ذات الطريق والنهج الذي مضى عليه القائد خضر عدنان وكل من سبقه من القادة والمجاهدين.
إن قتالنا ماضٍ ولن يتوقف، وسيدرك العدو المجرم مرة أخرى أن جرائمه لن تمر دون رد، وأن المقاومة ستتواصل بكل قوة وإصرار وثبات.
*"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"*
*حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين*
الثلاثاء 12 شوال 1440 هـ، 2 مايو 2023م

وفي نفس الصدد، قال الناطق باسم حركة حماس "حازم قاسم" إنّ "الأسير خضر عدنان هو أحد رموز الشعب الفلسطيني الذين حملوا لواء المقاومة"، مضيفاً انّ "الثورة الفلسطينية اكتسبت اليوم زخماً جديداً ووقوداً وشعبنا لن يدع هذه الجريمة تمر من دون عقاب".

وتابع: "طريق الثورة والمقاومة سيتصاعد في كل أرجاء فلسطين رداً على هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال"، مشيراً إلى أنّ "هذه الجريمة تفضح كل المؤسسات الدولية التي تدعي أنها تقف إلى جانب حقوق الإنسان، وتؤكد أن هذا العالم الظالم يقف متفرجاً وعاجزاً عن نصرة أسرانا".

كذلك، قال القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان، إنّ "جريمة الاحتلال لن تمر دون حساب وستبقى المقاومة هي الدرع والسيف المدافع عن أسرانا".

وأضاف أنّ "البطل الشهيد خضر عدنان سطّر أسطورة للنضال والمواجهة رفضاً للاعتقال التعسفي والاداري داخل سجون الاحتلال".

وذكرت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة أنّ "الشهيد خضر عدنان سطر ملحمة بطولية في مواجهة الأوامر العسكرية الإسرائيلية".

وبدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إنّ "الاحتلال نفذ جريمة اغتيال متعمدة بحق خضر عدنان برفض الإفراج عنه وإهماله طبياً".

وذكرت رئاسة المجلس التشريعي لدى السلطة الفلسطينية أنّ "استشهاد الأسير خضر عدنان جريمة إعدام متعمدة عن سبق إصرارٍ وترصد يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها".

بدوره، قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك إنّ "الشهيد الأسير خضر عدنان استشهد وهو مُكبل بحقدِ الاحتلال وحكومة الإرهابي نتنياهو وبن غفير"، مضيفاً: "على حكومة الاحتلال تحمّل تبعات جريمة الاغتيال المتعمدة التي نفذتها إدارة السجون الصهيونية بحقِ عدنان".

وأضاف أنّ "الأسير البطل الذي لطالما نادى بالوحدة الوطنية التي علينا التمسك بها في مواجهة هذا العدو المجرم. ورغم جرائم الاحتلال، فالعالم صامت أمامها، ما يشجعه على ارتكاب المزيد منها".

وقال: "نحن أمام مرحلة جديدة عنوانها التصدي والصمود في السجون، والصراع بات في محطة جديدة هي التحرر، مهما كان الثمن"، وتابع: "الأسرى انتصروا بوحدتهم. لذا، علينا التمسك بوحدتنا التي بها ننتصر".

وشدد على ضرورة استمرار الفعاليات الداعمة للأسرى، وقال: "على مقاومتنا وفصائلنا مواصلة العمل لإطلاق أسرانا".

أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقالت إنّ "هذه الجريمة هي عملية اغتيال لمناضل كان من أبرز الأسرى الذين فجّروا معارك الإضراب عن الطعام"، ودعت إلى "الغضب والتصعيد في وجه الاحتلال ومستوطنيه وفتح كل مساحات الاشتباك على امتداد فلسطين"، وأكدت على ضرورة أن "يدفع الاحتلال ثمنها باهظاً".

وأضافت أنّ "جريمة اغتيال الأسير خضر عدنان لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في مسلسل القتل الإسرائيلي".

بدوره، حمّل الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي "حكومة الاحتلال المجرم الفاشية مسؤولية اغتيال المناضل الباسل خضر عدنان".

وقال البرغوثي إنّ "اغتيال خضر عدنان جريمة متعمدة نفذتها سلطات الاحتلال"، مشيراً إلى أنّ هناك "1006 أسرى في سجون الاحتلال معتقلون اعتقالاً إدارياً"، مؤكداً أنّ "جريمة اغتيال الأسير عدنان سيوف يتم الرد عليها".

كذلك، قالت حركة المجاهدين، إنّ "العدو الصهيوني هو المسؤول عن هذه الجريمة بحق الأسير خضر عدنان وعليه تحمل كافة التبعات المترتبة عليها"، مطالبةً "المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل والفورى لحماية أسرانا والوقوف عند مسئولياتهم القانونية".

وفي السياق، قال أسير سابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد العليم دعنا إنّ "الشهيد عدنان نموذج وقامة وطنية ويعدّ أحد مدشّني التاريخ النضالي للحركة الوطنية الأسيرة".

وأضاف أنّ "الحركة الوطنية الأسيرة استطاعت أن تربي أجيالاً بكاملها على النضال داخل السجون وخارجها"، مشيراً إلى أنّ"نحو مليون فلسطيني دخلوا السجون منذ العام 1967 وهذا الرقم كفيل بتفجير النضال".

وطالبت وزارة الأسرى والمحررين، بتسليم فوري لجثمان الأسير الشهيد خضر عدنان الذي استشهد فجر اليوم الثلاثاء، في إثر إضرابٍ عن الطعام دام 87 يوماً رفضاً لاعتقاله، وتعنّت سلطات الاحتلال بالإفراج عنه رغم خطورة وضعه الصحي.

المصدر: وكالات

/انتهى/