صرح رئيس السلطة القضائية في إيران، غلامحسين محسني ايجئي، انه بعد إجراءات قضائية مفصلة وشاملة، تم إصدار لائحة الاتهام لمرتكبي اغتيال شهيدان سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان رئيس السلطة القضائية في إيران، استقبل اليوم الثلاثاء، رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، فائق زيدان الذي يزور طهران حاليا على رأس وفد قضائي.

وأشار محسني ايجئي خلال هذا اللقاءـ إلى القواسم المشتركة والعلاقات العميقة والواسعة بين دولتي إيران والعراق، قائلا: "إن العلاقات بين طهران وبغداد ليست فقط بسب عامل الجوار، بل هي أبعد من ذلك؛ حيث الجذر الرئيسية لهذه العلاقات الوثيقة والقديمة، تستند على القواسم المشتركة الثقافية والدينية، وتميل الغالبية العظمى من الشعب الإيراني إلى السفر إلى العراق كل عام بقدر ما يستطيعون لزيارة الأعتاب المقدسة".

وأشاد رئيس القضاء الإيراني بعظمة مراسم زيارة الأربعين الحسيني(ع)، التي أصبحت تجسيدًا ورمزًا لوحدة المسلمين والشيعة في العالم، مضيفا: "في السنوات الأخيرة، أصبحت مراسم الأربعين الرائعة رمزًا لـ الوحدة والتضامن بين المسلمين على الساحة الدولية وهذه علامة أخرى على الإمتزاج الثقافي بين الشعبين الإيراني والعراقي.... الأربعين لها جانب سياسي وديني وثقافي ليس فقط لشعبي إيران والعراق ولكن للعالم كله، وبالإضافة إلى ذلك، هناك عامل اخر أوجد رابطة عميقة بين إيران والعراق، وهي الحوزات العلمية في النجف وقم".

وقال محسني ايجئي: "في السنوات الأخيرة، شهدنا تعاونًا مكثفًا بين البلدين، في المجالات القضائية والثقافية والسياسية والأمنية والاقتصادية، ويكون دور جهاز القضاء في تطوير هذه العلاقات، دورا بارزا وفعالا".

وتابع: "نعتقد أنه مهما تطورت العلاقات بين إيران والعراق في مجالات الثقافة والسياسة والاقتصاد ومحاربة الإرهاب والمنظمات الفاسدة، يجب أن تتوسع العلاقات القضائية بينهما أيضا".

وفي إشارة إلى عملية المتابعة والتعامل مع قضية العناصر المتورطة في اغتيال قادة النصر، الشهيدين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، قال رئيس القضاء الإيراني: "انه نثمن الإجراءات التي اتخذتها الجهات القضائية العراقية في اطار التعامل مع الإرهاب ومتابعة قضية اغتيال الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس ورفاقهما ونتمنى أن تصل هذه القضية إلى مراحلها النهائية في إسرع وقت ممكن من خلال مواصلة التعاون القضائي بين البلدين".

وأوضح محسني ايجئي: "بعد الإجراءات القضائية التفصيلية والشاملة، صدرت اخيرا لائحة اتهام مرتكبي جريمة اغتيال الشهيد سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، وإن شاء الله سنستدعي من ارتكب الظلم وقام بسفك دماء الأبرياء لعقابهم في هذا العالم".

بدوره، أعرب رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، فائق زيدان عن خالص تقديره لحفاوة استضافة الجمهورية الإسلامية للوفد العراقي، قائلا: "أن القضاء العراقي يبذل جهودا كبيرة لتوحيد علاقات إيجابية وبناءة مع الجمهورية الإسلامية، وقمنا بهذه الزيارة لاستكمال الجهود والإجراءات التي تم اتخاذها في الماضي... ان مذكرة التفاهم التي وقعنا عليها اليوم بهدف تطوير وتعميق التعاون القانوني والقضائي بين إيران والعراق جاءت لتعزيز وتوطيد مذكرات التفاهم السابقة بين المؤسسات القضائية في إيران والعراق".

وشدد فائق زيدان: "ان عمق العلاقات المثمرة بين البلدين الشقيقين إيران والعراق تجلى بأفضل طريقة ممكنة خلال فترة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مبينا: "خلال المعركة مع إرهابي داعش، امتزجت دماء العراقيين والايرانيين في طريقها لمواجهة العدو المشترك، حيث ان تنظيم داعش الإرهابي كان أكثر من عدو لشعب إيران والعراق، بل كان عدوًا للبشرية جميعا، وإذا لم يتم إيقافه، فكان خطرًا على شعوب العالم بأسره".

وأضاف: "ان إرادة الله كانت أن يستشهد القائدان الكبيران في محاربة الإرهاب، الشهيد سليماني والمهندس، على أيدي الإرهاب العالمي المتغطرس والأناني وان تختلط دمائهما ببعض. يسعدنا جداً أن يكون إخواننا الإيرانيون قد أكملوا لائحة الاتهام في قضية اغتيال الشهيد سليماني والمهندس ورفاقهما، ونريد أن تصل هذه القضية إلى نهايتها".

وفي نهاية الاجتماع وجه رئيس مجلس القضاء الاعلى العراقي دعوة رسمية الى محسني ايجئي لزيارة العراق واللقاء بمسؤولي هذا البلد وزيارة الاماكن المقدسة.

/انتهى/