قال الباحث في الشؤون الاسرائيلية تحسين الحلبي، ان اهم عامل تثبتت قدرته على ردع إسرائيل هو وحدة العمل الجهادي والنضالي المشترك لمنع إسرائيل من الاستفراد باي فصيل، وهذا ما فرض على العدو ارتباكا في تفسير مشاركة حماس أو عدم مشاركتها لأنها كانت ضمن غرفة القيادة المشتركة في قطاع غزة...

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: ما نعيشه اليوم من عمليات فدائية بطولية في فلسطين المحتلة ومن "وحدة الساحات" يؤكد على متانة وقوة عزيمة المجاهدين والفصائل الفلسطينية في تحرير الاراضي الفلسطينية، وهذا بدوره اضعف واقلق العدو الصهيوني، فالعميات البطولية للشعب الفلسطيني عززت الصراع والانقسام والشرخ الداخلي بين اطياف الكيان المحتل، وما انتصارات المقاومة الفلسطينية الا حصاد لزرع دماء الشهداء وتضحيات القادة وبطولات المقاومين، وما هو الا انكسار للمشروع الصهيوني وتأكيدا على العد العكسي لزوال الكيان.

وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد"، حواراً صحفياً مع الباحث في الشؤون الاسرائيلية الأستاذ "تحسين الحلبي"، واشار خلال الحوار الى عدة نقاط كان أهمها:

** لماذا استهداف منظمة الجهاد الاسلامي بالتحديد؟ وما علاقة ذلك بتصاعد المقاومة في الضفة الغربية؟

بعد عملية القتل المتعمد للقائد المعتقل "خضر عدنان" أثناء اضرابه عن الطعام نفذت حركة الجاهد تهديدها الذي حذرت فيه من استهداف خضر فاطلقت عددا من الصواريخ تأكيدا لقدرتها على ردع العدو، لكن نتنياهو قام برد استهدف فيه ثلاثة قادة ميدنيين للجهاد لكي يحبط ردع المقاومة ويثبت ردعه واختار توقيتا...

نتنياهو اختار المجابهة بالذات مع الجهاد الإسلامي لأن تل أبيب تعده محسوبا على طهران أكثر من أي فصيل آخر

رآه مناسبا للتصعيد بتنسيق مشترك مع واشنطن بهدف اشغال المنطقة التي شهدت انفراجا استراتيجيا بين الرياض وطهران ودمشق والرغبة في منع تطور عجلة هذا الانفراج وترسخ نتائجه المناقضة للسياسة الأميركية والإسرائيلية في المنطقة..

وقد اختار نتنياهو المجابهة بالذات مع الجهاد الإسلامي لأن تل أبيب تعده محسوبا على طهران أكثر من أي فصيل آخر ووضعه في الواجهة قد يفيد في الاستفراد به وتفكيك وحدة الساحات ووحدة فصائل المقاومة في هذه الساحات..

** استراتيجية اغتيال القادة ليست جديدة بل هي جزء من عقلية الارهاب الصهيونية واعتقاد المنظومة العسكرية الاسرائيلية ان ذلك ينهي منظمات المقاومة.. برأيكم وعلى ضوء التجربة في مواجهة كيان الاحتلال هل يقدر لهذه الاستراتيجية النجاح؟ وما هو الاثر المحتمل لاغتيال ثلة من قادة الجهاد على التنظيم والمقاومة الفلسطينية بشكل عام؟

تثبت الوقائع أن نجاح الكيان الصهيوني المحدود في تصفية بعض القادة لم يؤدي الى اضعاف قدرات الفصائل بل الى تزايد قدرات الفصائل

استراتيجية اغتيال القادة الأكثر تأثيرا بالذات هي سياسة إسرائيلية دائمة لكنها تنفذها إما بلا تهديد مباشر وعلني وإما بتهديد مسبق مباشر لبعض القادة بهدف دراسة إمكانية ردعهم فهي بهذه الطريقة التهديدية المعلنة تصبح وكأنها هي التي تحدد متى يصبحوا هدفا للتصفية ومتى لا يصبحون هدفا، علما أن جميع القادة يدركون أنهم مستهدفون في كل لحظة ويعملون دوما على احباط نجاح إسرائيل في تصفيتهم ولا يتأثرون بتهديدها، هذا وتثبت الوقائع أن نجاحها المحدود في تصفية بعض القادة لم يؤدي الى اضعاف قدرات الفصائل بل إن تزايد قدرات الفصائل وتصميم القادة والكوادر يراه الجميع وفي مختلف المجابهات..

** رد المقاومة على التحدي والعدوان الصهيوني كان مميزا هذه المرة… من حيث عدم الانفعال والقصف المدروس واستيعاب ضربات جيش الاحتلال.. ما هو المتغير النوعي في معركة ثأر الاحرار؟ والى اي مدى ارتقت المقاومة في نهج مواجهتها للعدوان؟

اهم عامل تثبتت قدرته على ردع إسرائيل هو وحدة العمل الجهادي والنضالي المشترك لمنع إسرائيل من الاستفراد باي فصيل، وهذا ما فرض على العدو ارتباكا في تفسير مشاركة حماس أو عدم مشاركتها لأنها كانت ضمن غرفة القيادة المشتركة في قطاع غزة وتقف صفا واحدا مع الجهاد الإسلامي وبقية الفصائل في كل قرارات اطلاق الصواريخ برغم انها ضمن اتفاق مشترك لا تطلق الصواريخ باسمها..

** في النهاية وايا كانت التقديرات لهذا المعركة التي فرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني .. فانها جولة في حرب طويلة.. ما تقديرك للقدرات الفلسطينية على صعيد المواجهة العسكرية؟ ورد الفعل عند الجمهور الفلسطيني لمواصلة المقاومة وتجديد الأمل بالنصر وتحرير فلسطين؟

أهم إنجازات هذه الجولة من المجابهة هي أنها فرضت بصواريخ المقاومة وسقوطها داخل الكيان:

1- هلعا وفزعا بين مئات الآلاف إن لم يكن ملايين قليلة من المستوطنين الذين تعرضوا لسماع أصوات الانفجارات وهم في غرف امنية أو بيوت لأن الملاجئ لا تتسع كثيرا وهم كأوروبيين يشعون ببارانويا نفسية استدعت من قيادة الجبهة الداخلية استنفار جميع المختصين النفسانيين للتوجه لمعالجة حالات الهلع والخوف الي أصاب عائلات كثيرة طوال فترة سقوط الصواريخ وإذا كانت الإصابات بالجراح الجسدية عند الفلسطينيين بالمئات فإنها لا تشل حياتهم وقدراتهم بعد تضميدها ولا يحتاجون لمعالجة نفسية بل يقفون جرحى فوق خرائب بيوتهم ويقاومون لكن الإصابة بالهلع والخوف تنشر الشلل وعدم الرغبة بالبقاء في الكيان فاصاباتهم هذه تعد اضعافا هائلة لا تنسى..

2- الإنجاز الثاني هو وحدة المجابهة المشتركة تحت قيادة موحدة تعرف متى تطلق ومتى توقف النار باتفاق مشترك..

3- لأول مرة تتبع الفصائل تكتيكا متفق عليه يقوم على استخدام جزء كبير من الصواريخ من فصيل واحد بانتظار الوقت المناسب لاطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ بدلا من الف أو أكثر أطلقتها حركة الجهاد مع بقية الفصائل.

/انتهى/