قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد، ان انتصار 25 ايار شكل فضيحة للعدو الصهيوني اذ اسقط وهم تفوقه ورسّخ امكانية الانتصار عليه، مؤكدا ان هذا الانتصار شكل تحولا كبيرا في الصراع ضد الصهاينة وكيانهم المؤقت، وشكل بداية الخط الانحداري لهم ولاحتلالهم...

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: الخامس والعشرين من أيار 2000 كان بداية التأسيس للتحول الكبير على مستوى الأمة، وليس مجرد تاريخ تحرير معظم الأراضي اللبنانية المحتلة وانسحاب العدو الصهيوني تحت ضربات المقاومة ذليلًا دون قيد أو شرط، وما نشهده اليوم على مستوى التغيرات في كل الأمة دليل على هذا التحول، سواء من ناحية أداء المقاومة أو الواقع الإسرائيلي المنقسم ومحاولة العدو ترميم قوة الردع في مواجهة وحدة ساحات المقاومة...

يعيش لبنان مسارات للانتصار منذ عام 2000 عندما اندحر العدو الصهيوني عن كل الاراضي اللبنانية بهزيمة نكراء يتردد صداها الی اليوم، فقد ألحق هذا الانتصار العار بالمنظومة العسكرية الصهيونية، هذه الهزيمة التي تتوسع اكثر في كيان الاحتلال وتتعمق أكثر في جذوره لتصل الی أزمة وجودية حقيقية يتحدث عنها اليوم الخبراء والمؤرخون الاسرائيليون...

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد"، حواراً صحفياً مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج "محمد رعد"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

** شكل انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان في 25 ايار عام 2000 مفاجأة للاصدقاء! وصدمة عميقة للاعداء والخصوم.. ولكن ماذا يعني هذا التاريخ لكم وللمقاومة؟ وهل يمكن ان تتذكروا اجواء ومشاعر تلك المرحلة؟ وهل كنتم تتوقعون النصر؟

انتصار المقاومة الاسلامية في 25 ايار العام 2000 هو انتصار للبنان ولكل شعوب ودول المنطقة ولكل المقاومين من اجل الحرية في العالم، وبالمبدأ كان هذا النصر مأمولا استنادا الى مرتكزات المقاومة الايمانية والى الوقائع والمؤشرات الميدانية والعملياتية المتراكمة التي ادت الى انهاك العدو المحتل، وتوقع هزيمته التي بدت لاحقا وقبيل اشهر قليلة من الاندحار تظهر في تصريحات ومناقشات قادة العدو.

** كيف اثر هذا الانتصار على صعيد المواجهات المستمرة مع كيان الاحتلال في ما بعد العام 2000 سواء في لبنان او في فلسطين المحتلة؟ وما هي اهم الدروس والعبر التي استخلصتها المقاومة من ذلك الانتصار؟

هذا الانتصار شكل فضيحة للعدو اذ اسقط وهم تفوقه ورسّخ امكانية الانتصار عليه مرات اخرى.. وجرّأ المناهضين له و لمشروعه على الثبات في خط مواجهته وخصوصا ابناء فلسطين المحتلة الذين انتفضوا وراحوا يبدعون في اساليب مقاومة الغزاة لأرضهم.

** "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" عبارة حفرت في الوعي "الإسرائيلي"، منذ ان اطلقها سيد المقاومة بعد التحرير.. وبعيدا عن اثرها النفسي ومعركة كي الوعي التي تخوضها المقاومة ضد هذا الكيان المؤقت.. هل تجدون في التطورات اللاحقة في المنطقة ما يؤكد مصداقية هذا الشعار؟

٢٥ ايار شكل تحولا كبيرا في الصراع ضد الصهاينة وكيانهم المؤقت

٢٥ ايار شكل تحولا كبيرا في الصراع ضد الصهاينة وكيانهم المؤقت، وشكل بداية الخط الانحداري لهم ولاحتلالهم وفتح آفاق الصمود والانتصارات اللاحقة لمقاومتنا ولشعبنا، وهو ما تأكد في نتائج حرب تموز عام 2006 حيث تهشم العمود الفقري الامني والعسكري للعدو الصهيوني وانتهى دوره الوظيفي المرسوم له في المنطقة.

** لقد تفاجأ العدو بقدرات المقاومة قبل العام 2000.. ثم توالت المفاجآت وخصوصا في حرب الـ33 يوما عام 2006.. ما سبب ذلك برأيكم؟ ولماذا فشلت اجهزة الامن والمخابرات الصهيونية والعالمية في تقدير قوة المقاومة وامكاناتها الفعلية؟

في ضوء هذه القراءة من الطبيعي ان تكون مشاعر الفرح بالانتصار عفوية وشاملة وصارخة عبّر عنها شعبنا المقاوم بطريقته التي اكدت ان حضور المقاومة ودورها يحفر عميقا في الوجدان الشعبي ويجعل مشروعية استمرار المقاومة حاجة وجودية وامرا وطنيا ضروريا وعرفاً اقوى من نصوص الدساتير للدول.

/انتهى/