وجه وزير الخارجية الإيراني، حسين اميرعبداللهيان، رسالة إلى حفل تكريم ويوم ذكرى ضحايا الهجوم الكيماوي في مدينة "سردشت" الذي قام به نظام صدام البائد بدعم الغرب في فترة الحرب المفروضة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه جاء في رسالة وزير الخارجية الإيراني: "ان تاريخ الدفاع المقدس(فترة الحرب المفروضة من قبل نظام صدام البائد في العراق ضد إيران) مليء بصفحات ذهبية من الدفاع البطولي والمقاومة المنتصرة للشعب الإيراني ضد العدوان، وكذلك مليء بالآثار والإصابات التي خلفتها فظائع وجرائم العدو الجبانة، بما فيها الجرح والمعاناة التي سببتها الأسلحة الكيماوية االمستخدمة".

وأضاف اميرعبداللهيان: "هناك أدلة موثوقة وبراهين لا يمكن إنكارها تؤكد الشراكة العملية والواسعة لبعض الدول الغربية، وخاصة ألمانيا وإنجلترا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة في ارتكاب هذه الجرائم بتجهيز نظام صدام بأسلحة كيماوية ومساعدته على استخدامها ضد الشعب الإيراني، وعلى سبيل المثال تم بناء منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية في سامراء والفلوجة بالعراق بمشاركة وزارة الدفاع الألمانية وتم إنتاجه بشحنات كيماوية وردت من أمريكا، واستخدام الأسلحة الكيماوية المنتجة بواسطة أسلحة هجومية فرنسية ضد مواطنين إيرانيين".

وأكد: "المفارقة المريرة في هذا المجال، هي أن المطالبين الكاذبين بحقوق الإنسان، قاموا في اعمال شغب العام الماضي في إيران بتوجيه حرب شرسة هجينة ضد الجمهورية الإسلامية، وعرفوا أنفسهم زورا كداعمي لحقوق النساء والفتيات الإيرانيات، ولكن هذه المزاعم ليست سوى الخداع المتكرر الذي يثبت زيفه تاريخ استخدام الأسلحة الكيماوية في سردشت والقرى المحيطة".

وتابع وزير الخارجية: "ومع ذلك، أود أن أؤكد وأوضح أن الجمهورية الإسلامية لن تنسى ولن تغفر مرتكبي هذه الجرائم والمتواطئين معهم، فهي تسبب مسؤولية دولية، ويجب محاسبة كل عملائها وقادتها على أعمالهم اللاإنسانية".

وأوضح: "من أبعاد جرائم الدول الغربية في هذا المجال، والتي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، الحظر المفروض على الأدوية التي يحتاجها المحاربون الكيمياويون القدامى، وبهذا الإجراء، انهم يضاعفون آلام الجرحي الكيمياوية وان هذه العقوبات هي واحدة من الأمثلة الواضحة على الجرائم ضد لاإنسانية".

وشدد اميرعبداللهيان في الختام: "بصفتها أكبر ضحية للاستخدام الواسع النطاق والمنهجي للأسلحة الكيمياوية في العصر المعاصر، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بينما تدين استخدام الأسلحة الكيمياوية في أي مكان من قبل أي شخص وتحت أي ظرف من الظروف، تجدد التزامها بإيجاد عالم خال من الأسلحة الكيمياوية، وان تحقيق الكامل لأهداف اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية يتم إلى حد كبير عبر التدمير الكامل للأسلحة الكيمياوية الأمريكية والانضمام الفوري وغير المشروط للكيان الصهيوني إلى هذه الاتفاقية، فضلاً عن تنفيذها من دون التمييز، خاصة في مجال تطوير التعاون الدولي في استخدام المواد الكيمياوية للأغراض السلمية".

يذكر انه في القصف الكيماوي لمدينة سردشت من قبل نظام صدام البائد في 28 يونيو 1987، استشهد 110 مدنيين من سكان مدينة وتعرض أكثر من 8000 شخص للغازات السامة وتسمموا.

وقامت العديد من الشركات ألمانية وبريطانية والأمريكية والهولندية والفرنسية ودول أخرى بتزويد نظام صدام بالأسلحة الكيماوية والمواد الخام والمعدات المستخدمة في هذه الأسلحة.

فقد حضر هذا الحفل عدد من قدامى المحاربين الكيمياويين في سردشت، بالإضافة إلى رؤساء عدد من الوكالات الأجنبية النشطة في طهران.

/انتهى/