صرح الرئيس الإيراني، السيد ابراهيم رئيسي، انها أثبتت تجربة العقود الماضية أن هيمنة الدولار والنزعة العسكرية فسحت المجال أمام نظام الهيمنة الغربية، ومن هذا المنطلق فإن أي محاولة لتشكيل نظام دولي عادل تتطلب إزالة أداة الهيمنة هذه في العلاقات البينية الإقليمية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه القى السيد إبراهيم رئيسي كلمة في القمة الثالثة والعشرين للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، باستضافة الهند عبر الفديو كنفرانس.

وأعرب الرئيس الإيراني عن تقديره في بداية كلمته لرئيس وزراء الهند، نارندرا مودي والأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون، ورؤساء الدول الأخرى، قائلا: "إننا ننتهز الفرصة ونعرب عن ارتياحنا لانضمام إيران رسميًا لهذه المنظمة بصفتها العضو التاسع".

وشدد رئيس الجمهورية على الدور المؤثر لإيران في المجال الأمني، مضيفا: "ان الأمن الإقليمي ينطلق من إرادة الأمم ويترسخ بإرادة الحكومات وسيكون ممكناً دون تدخل القوى المهيمنة" .

وقال رئيسي: "بناءً على هذا الرأي، جعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية سياسة "الجوار والتقارب و التآزر" أساس سياستها الخارجية، وتعتبرها أفضل السبل لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين"، مؤكدا: "أن التعددية الحقيقية هي لصالح الدول وليس لصالح القوى المهيمنة، وإن منظمة شنغهاي للتعاون تقف الآن في موقف يمكنها من تحقيق التعاون في بناء الأمن".

وتابع: "الجمهورية الإسلامية الإیرانیة اثبتت التزامها بضمان الأمن ومکافحة الهيمنة في المنطقة من خلال تجربة أكثر من عقدين من الكفاح الناجح ضد الإرهاب والتطرف، وهي على استعداد لتبادل خبراتها وإمكانياتها في إطار آليات منظمة شنغهاي للتعاون حتى نتمكن من التحرك نحو منطقة خالية من الإرهاب والتطرف والانفصالية".

وأوضح الرئيس الإيراني: "إن قيم ومقدسات الدول يعد مبدأ للوحدة وأي إهانة للقيم وخاصة إهانة الدول الأوروبية الأخيرة للقرآن الكريم، تظهر انهيارها الأخلاقي وتسبب الكراهي ، وهو ما ينبغي التعامل معها من خلال إظهار وحدة الأمم".

وشدد رئيسي: "ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر منظمة شنغهاي للتعاون منظمة متنامية ذات مؤشرات وقدرات كبيرة وان فوائد عضوية إيران الرسمية لمنظمة شنغهاي ستبقى خالدة في التاريخ".

كما أشار الى استضافة ايران للاجئي الشعب الافغاني المظلوم موضحا: "ان ارساء السلام المستدام في افغانستان ليس له حل سوى قيام حكومة شاملة تضم كافة القوميات والطوائف والاحزاب السياسية والتيارات الدينية".

واعرب رئيس الجمهورية ايضا عن استعداد ايران للتعاون في وجه المخاطر والتهديدات الحديثة ومنها في مجال الجرائم السيبرانية والجرائم المنظمة في مجال الاتجار بالمخدرات عبر منظمة شانغهاي للتعاون.

وفي معرض حديثه حول طاقة منظمة شنغهاي الإقتصادية، صرح الرئيس الإيراني: "انها تشمل منظمة شنغهاي للتعاون أكثر من 60٪ من منطقة أوراسيا وأكثر من 40٪ من سكان العالم. وقد أعطت هذه القدرة الهائلة لهذه المنظمة إمكانات واسعة لتطوير التجارة وتعميق التعاون الاقتصادي في أشكال مختلفة".

وتابع: "الجمهورية الإسلامية، تدعم المبادرات البناءة مثل "مبادرة التنمية العالمية"، وتعتقد أن تعاون أعضاء المنظمة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والصناعة والزراعة والتجارة يمكن أن يقدم رؤية واضحة لمفهوم إقليمي عادل لدول العالم، وذلك في حين، تعرض القوى المهيمنة الغربية، الأمن والازدهار الاقتصادي ومبادئ التجارة العادلة في العالم للخطر من خلال اللجوء إلى الضغط الاقتصادي والعقوبات".

وشدد: "انها أثبتت تجربة العقود الماضية أن هيمنة الدولار والنزعة العسكرية فسحت المجال أمام هيمنة نظام الهيمنة الغربية، ومن هذا المنطلق فإن أي محاولة لتشكيل نظام دولي عادل تتطلب إزالة أداة الهيمنة هذه في العلاقات البينية الإقليمية".

وصرح رئيسي: |أن توسيع استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية والتبادلات المالية بين أعضاء هذه المنظمة وشركائهم التجاريين  يتطلب مزيدًا من الاهتمام الجاد"، مشددا: "ان الجمهورية الإسلامية الإیرانیة ترحب بأي تحرك لتقدیم أدوات الدفع المالية على أساس التقنيات الحديثة لتسهيل التبادل المالي بين الأعضاء و الشركاء التجاريين، لا سيما في الأطر متعددة الأطراف".

وأکد أن امتلاك موارد بشرية تتمتع بالخبرة وإنجازات مهمة في مجال التقنيات المتقدمة والعلوم الحديثة یعد من القدرات الخاصة للجمهورية الإسلامية الإیرانیة، والتي يمكن أن تعزز التعاون الاقتصادي متعدد الأطراف"، مبينا: "تمكن الشعب الإيراني من تحقيق مستويات عالية في مجالات الإنتاج العلمي والتكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية والطب والنانو والهندسة والإلكترونيات والدفاع والعديد من الموضوعات القائمة على المعرفة ، بالاعتماد علی القوة ومعرفته المحلية، حيث ترغب العديد من الدول التعاون في هذه المجالات، كما أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لتبادل خبراتها وإنجازاتها إلی جانب تطوير التعاون العلمي والتكنولوجي".

وأضاف: "توجد حالیا  مبادرات قيمة للغاية في منطقة أوراسيا، والتي تمكنت من ربط الدول الأعضاء معًا وتوفير البنية التحتية لتوسيع التجارة بين دول المنطقة. لطالما أعلنت الجمهورية الإسلامية دعمها الكامل للمشاريع الضخمة القائمة مثل ممر الشمال الجنوب ومشروع طريق الحزام وجعلتها من أولوياتها".

وقال: "يلعب ميناء جابهار  وممر جابهار-سرخس دورًا فریدا  في ربط البلدان غير الساحلية في آسيا الوسطى ببحر عمان والمحيط الهندي، ونحن عازمون على استكمال مسار العبور هذا، وبجهود الخبراء الإيرانيين والتعاون المشترك بين إيران وروسيا ، دخل استكمال خط سكة حديد الممر الشمالي الجنوبي مرحلة التنفيذو يمكن أن يساعد استخدام طريق الاتصالات هذا في تحسين وتحقيق الأمن لدول المنطقة".

وفي إشارة إلى ضرورة الإحترام إلى سيادة الشعوب، صرح رئيس الجمهورية: "إن التعددية في العالم المعاصر تعني الجهود المشتركة والتآزر بين الدول المستقلة لتحقيق الخیر المشترك"، موضحا: " أن الحكومة التي تحتفل بعيد استقلالها اليوم في الرابع من تموز (يوليو) تنتهك استقلال العديد من الدول وحق الأمم في تقرير المصير، وخاصة الشعب الفلسطيني العظيم".

وأكد آية الله رئيسي في الختام: "إن جرائم الکیان الصهيوني اليوم في مخيم جنين تذكرنا بالجرائم الأليمة لاحتلال فلسطين عام 1948. والکیان الصهيوني هو رمز واضح للتعدي على سيادة الدول".

/انتهى/