وأفادت وكالة مهر للأنباء انه أجرت قناة العالم لقاء خاصا مع الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، واكد خلالها الرئيس العراقي على جودة العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والتنسيق المستمر بين البلدين في كافة المجالات.
وفيما يلي نص المقابلة:
العالم: اهلا وسهلا بكم فخامة الرئيس وشكرا لكم لهذه الفرصة التي أتحتموها لقناة العالم الفضائية.. بعد سنين من الحرب على الارهاب والحرب الطائفية في العراق يعود العراق للعب دوره الاقليمي الطبيعي والتاريخي، ما هي العوامل التي ساهمت في هذه العودة؟ وهل نحن امام عهد جديد في العراق؟ وهل يمكن القول بان العراق الان في احسن احواله بعد عام 2003؟
الرئيس العراقي: أشكركم على حضوركم، الوضع الجديد في العراق بالنسبة لنا نتيجة سرور وفخر ودعنا نسميه الدور الجديد في العراق ، وهذا لم يحدث بشكل مفاجئ بل نحن في العراق عشنا فترة طويلة في الازمات وحتي في الحروب حروب داخلية او خارجية وغزو وارهاب كل هذا عانينا منه وليس فقط لفترة تمتد لاشهر بل لسنين وعقود ، ونتيحة لذلك باعتقادي معظم القوى السياسية العراقية في كافة المجالات وصلوا الى قناعة اننا نخسر فقط من الحروب والصراعات الداخلية ولذلك بدأنا بالتفاهم والنقاشات وتنسيق بين الاطراف السياسية .
الانتخابات في الماضية تم اجراءها ولكن تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية اخذ فترة طويلة ، وباعتقادي ان هذه الفترة الطويلة كان لها فائدة مهمة جدا بالنسبة للعراق ومستقبل العراق فصارت تفاهمات بين معظم المكونات العراقية من الشمال للجنوب والشرق للغرب وكذلك تفاهمات بين كردستان والمركز ،وهذه التفاهمات أدت الى نتائج ايجابية جيدة من تشكيل حكومة وانتخاب رئيسا للجمهورية وبرنامج الحكومة ادى الى تفاهم اكثر بين الاطراف السياسية واملنا الان تنفيذ البرنامج السياسي والبرنامج الخدمي والاقتصادي للبلد الذي نحتاجه.
العراق عانى من سوء الخدمات والبنية التحتية وحتى سوء العلاقات مع الدول والان هذه الامور تسير بالاتجاه الصحيح وعلاقتنا جيدة مع دول الجوار كلها وايضا مع الدول خارج محيطنا مع الدول الاوروبية ودول العالم وكلهم يرحبون بالدور الجديد للعراق والمرحلة الجديدة في العراق.
اهم من كل هذا الان العراق يتمتع بالامن والاستقرار ونتيجة لذلك نقدر ان نفرض برنامج الحكومة وتحسين العلاقات بيننا وبين دول العالم.
العالم: العراق لعب دورا مهما في رأب الصدع بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية.. كيف تنظر الى هذا الدور العراقي المهم ؟ وهل نحن امام منظومة اقليمية جديدة او خارطة سياسية امنية جديدة في المنطقة يمكن رسم معالمها من خلال هذا الدور العراقي وكذلك التقارب بين دول المنطقة؟
الرئيس العراقي : باعتقادي انها كانت نقطة ايجابية وتحول ايجابي في الوضع الامني وايضا الوضع التعاوني في المنطقة ولذلك انا اعتبر الامن في دول المنطقة مربوط مع بعضه البعض والتعاون بين الدول مربوط سويا ،واملنا على هذا الاساس الخطوات التي قمنا بها والخطوات اللاحقة لها فهناك علاقات جيدة بين السعودية والجمهورية الاسلامية ، وهذا يؤدي الى تقوية الامن والاستقرار في المنطقة وكذلك يتحسن الاقتصاد في المنطقة والعلاقات الجيدة بين الاطراف ودور المنطقة يكون ابرز عالميا واقوى.
العالم : كذلك يلعب العراق دورا فاعلا للتطبيع بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية مصر العربية.. ما هي المفاوضات التي تمت وكم عدد جولات المفاوضات؟ وكيف ينظر الى أفق العلاقة بين ايران ومصر؟ وما تاثير هذا التطبيع اي عودة العلاقات بين القاهرة وطهران اذا حصل على مجمل اوضاع المنطقة؟
الرئيس العراقي: تحسين العلاقة بين كل الدول شيء ضروري وهو امر مربوط بالناحية الامنية والاقتصادية وحتى العلاقات الاجتماعية واعتقد ان تقوية العلاقات بين اي بلد في المنطقة يؤدي الى تقوية العلاقات بين المنطقة ككل ولها تاثير ايجابي جدا بشكل جيد واحترام اكثر في المنطقة.
العالم: ايران لديها قلق امني من توفير بؤر لجماعات مسلحة معارضة للجمهورية الاسلامية الايرانية في كردستان العراق .. كيف يتعامل العراق مع هذا القلق الامني الايراني الذي يضطر ايران في بعض الاحيان الى التعامل معه عسكريا لردع هذه العمليات ضد الجمهورية الاسلامية فهناك محضر امني تم التوقيع عليه بين طهران وبغداد هل بدأت خطوات تنفيذ هذا المحضر الامني وكيف يمكن اغلاق هذا الملف؟
الرئيس العراقي: علاقة الجمهورية الاسلامية الايرانية وكذلك جمهورية العراق قوية جدا ونحن ننسق في معظم المجالات وتعاوننا مستمر حتى من الناحية الامنية ولدينا خطة لتامين امن الحدود كافة وليس فقط في منطقة والمشاروات موجودة وخطوات فعلية موجودة، ونحن مع اللاجئين فكأي دولة اخرى شعورنا وعطفنا مع اللاجئين لكن لا نعطي مجال للاجئين لاستعمال العراق كقاعدة لشن الهجمات او الاعتداء على اي دولة مهما كان وسياستنا واضحة ونسير على هذه السياسة ونعتبرها سياسة سليمة بيننا وبين دول الجوار.
العالم: هل بدأ تنفيذ الخطة الامنية والمحضر الامني الذي تم الاتفاق عليه؟
الرئيس العراقي: صارت عدة لقاءات وبدأوا تنفيذ الناحية الامنية واعتقد ان القوات الامنية من الطرفين موجودة على الحدود العراقية الايرانية.
العالم: الجمهورية الاسلامية الايرانية شريك اقتصادي كبير للعراق ووقف الى جانبه في الحرب ضد الارهاب وضد تنظيم "داعش" وهناك روابط تاريخية وثقافية ودينية تضرب جذورها في التاريخ بين البلدين.. كيف يمكن تطوير هذه العلاقات لتصل الى المستوى المطلوب وأزالة كافة العوائق التي يمكن ان تعترض هذه العلاقات في المستقبل؟
الرئيس العراقي: علاقتنا تصل الى حد جيد جدا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ، ومشاوراتنا مستمرة ومشاورتنا اذا لم اقل على نطاق يومي فهي على نطاق اسبوعي في كافة المجالات من الناحية التجارية والاقتصادية والامنية وفي بعض الاحيان من الناحية الدبلوماسية وهذا كله موجود.
وباعتقادي البلدين العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية لم يقصروا من اجل الوصول اتفاقيات جدية من مصلحة واستقلال الجمهوريتين.
العالم : هل هناك من يعارض هذه العلاقات وتوطيد العلاقات بين طهران و بغداد؟ وهل يتعرض العراق الى ضغوط لخفض هذه العلاقات؟
الرئيس العراقي: بصراحة انا حتى الان لم يضغط على احد او على جمهورية العراق، لكننا ناخذ بعين الاعتبار وبشكل جدي وسياستنا وبرنامجنا مصلحة البلدين والتعاون في مصالح مشتركة من اجل التعاون المشترك
العالم: بعد اقرار الموازنة من قبل البرلمان العراقي مازال الجدل قائما حول هذا القانون هناك طعون من قبل مجلس الوزراء بخصوص بعض بنود هذه الموازنة.. ما هو موقف رئاسة الجمهورية وفخامة الرئيس من هذا الجدل القائم ؟ وكيف ستمضي الموازنة بعد اقراها وكيف ستؤثر على مجمل الاوضاع في العراق؟
الرئيس العراقي: اولا الميزانية ضرورية لكل بلد حتى تنفذ برنامجها وحتى تدفع رواتب الناس وهذا جزء من الميزانية ، ونقطة اخرى في كل بلد خاصة اذا كان بلد ديمقراطي هناك جدال ونقاش حول الميزانية لا توجد ميزانية في العالم يؤيدها البرلمان او الحكومة اوحتى الافراد والجماعات خارج الحكومة مئة بالمئة ، لكنني شخصيا باسم رئاسة الجمهورية وقعت ووافقت على الميزانية ، وان شاء الله سنبدأ بتنفيذ الميزانية خلال ايام .
الاهم من هذا الجدال او المناقشات هو تنفيذ الميزانية من اجل البدء بتنفيذ برنامج الحكومة من الناحية الخدمية وكذلك من ناحية تحسين البنية التحتية في العراق وهذا هو اهم شيء بالنسبة للشعب العراقي.
العالم: العلاقة بين كردستان العراق والمركز اتسمت في بعض الاحيان بالتوتر والخلافات وكذلك انعدام الثقة..ما هو موقف رئيس الجمهورية من هذه الخلافات؟ وكيف تبدو علاقتكم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وهناك ايضا خلافات داخلية داخل كردستان بين الحزبين الرئيسيين البعض يتخوف من ان تؤدي او تهدد وحدة كردستان العراق وتؤدي الى تقسيمه الى اربيل وسليمانية، كيف تنظر الى مجمل هذه الاوضاع ؟
الرئيس العراقي: اولا العلاقة بين المركز والاقليم جيدة ، نعم في بعض الاحيان هناك وجهات نظر مختلفة ومطالب مختلفة وهذا شيء ضروري ونحن نعلنه وهناك لقاءات مستمرة بين الطرفين والان هناك موافقة على ميزانية الاقليم وكذلك الاتفاق على تصدير النفط الداخل في كردستان وهذا كله موجود.
العلاقات بين الاحزاب كل طرف يعرف انه لن يؤيده مئة بالمئة الطرف الاخر فلا تملك كل الاحزاب ذات الايدلوجية ، بالطبع هناك وجهات نظر بين الاحزاب الكردية وحتى الاحزاب العراقية وحتى بين الاحزاب الكردية والاحزاب العراقية وهذا شيء ضروري والمنافسة الشرعية بين الاحزاب هي شيء لصالح المجتمع، لكن ان تعتبرها كاختلافات جذرية وتؤدي الى تقسيم اتصور ان هناك مبالغة فيها وقسم من الناس لا يعرفون الوضع الحقيقي الموجود.
نحن نسير من اجل التنسيق والتعاون وكذلك خدمة المجتمع العراقي في هذه الظروف والتعاون المستمر بين الاقليم والمركز بشكل جدي ويومي وانا لست غائبا عن هذا الوضع ولدي اتصالات يومية ومستمرة من اجل تقوية العلاقات وتحسينها من اجل تنفيذ برنامج حكومة الاقليم وكذلك برنامج الحكومة المركزية.
العالم: برأيكم هل ستستمر هذه الحكومة الى 4 سنوات ام ربما سنشهد انتخابات مبكرة حسب الاتفاقيات التي سبقت تشكيل الحكومة بين القوى السياسية؟ وهل الحكومة الحالية هي الافضل بعد 2003 وعلاقاتكم مع رئيس الوزراء السوداني والحكومة بشكل عام؟
الرئيس العراقي: العلاقة بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية وحتى البرلمان وحتى الكتل السياسية علاقة جيدة ونحن املنا الان في الوقت الحاضر وتركيزنا على تنفيذ برنامج الحكومة خاصة بعد تصديق الميزانية من اجل تقديم الخدمات وكذلك تحسين البنية التحتية في العراق والاكتفاء الذاتي بالنسبة لبعض الاشياء الضرورية في العراق مثل قضية الغذاء والصحة والتعليم وحتى المياه ، نحن نعمل عليها واملنا تحسين هذه الاشياء التي تعد اولويات في برنامجنا وتغيير الحكومة ليس من اولويات الحكومة الحاضرة ، نحن نمشي على برنامج الحكومة واملنا ان نفرض ونطبق البرنامج في مستقبل قريب والفترة الزمينة 4 سنوات ليست بالفترة الطويلة جدا لعمر اي شعب والبرلمان يقرر متى تكون الانتخابات او الحكومة تقرر متى تكون الانتخابات او رئيس الجمهورية يقرر متى نحتاج لاجراء انتخابات جديدة.
العالم: وباعتباركم حامي للدستور العراقي هناك دعوات نسمعها بين الحين والاخر على ضرورة تعديل الدستور العراقي لانه يقال انه في جمود وفراغ لبعض النقاط والبنود التي يفترض ان يتحدث عنها الدستور وهذا ما راه البعض ما حدث بشأن تشكيل الحكومة التي استغرقت اكثر من عام.
الرئيس العراقي: لم يكن لها علاقة بانتخاب الحكومة
العالم: كيف ينظر فخامة الرئيس الى موضوع تعديل الدستور هل هناك ضرورة بهذا الخصوص او ربما يمكن تاجيله ؟
الرئيس العراقي: لا يوجد دستور في العالم ينفذ كل بنود حاجات المجتمع خاصة ان هناك في بعض البلدان لا يوجد دستور، ولذلك نحن الان نسير على دستور العراق ولحد الان لا توجد معارضة لدستور العراق من اي جهة موجودة في العراق .
نعم يجوز في بعض الاحيان ان نحتاج الى تغيير او تبديل بعض الكلمات بكلمات اخرى مثلا في البداية عندما تم اقرار الدستور كان عندنا الهيئة الرئاسية في البلد مكونة من رئيس ونائبين للرئيس كهيئة رئاسية والان عندنا رئيس الجمهورية وبعض الملاحظات الاخرى موجودة وهذه الاشياء باعتقادي في الوقت الحاضر ثانوية ونحن الان تركيزنا على اساس تثبيت الامن والاستقرار وكذلك تنفيذ برنامج الحكومة وبعدها اذا كان لدينا بعض المشاكل من ناحية الدستور او القوانين او التشريعات عندنا مجال للتفكير بها ونعمل بها حسب دستورنا او تشريعاتنا الموجودة.
العالم: نظام الحكم الموجود الان في العراق هو نظام برلماني يقوم على اساس البرلمان لكن هناك دعوات في بعض الاحيان ان يتحول هذا النظام الى نظام رئاسي .. هل بالفعل يمكن تطبيق هذا النظام في ظل الظروف الحالية ما هي المكونات التي قد تتحفظ على التحول الى النظام الرئاسي ما هو موقفكم؟
الرئيس العراقي: الان في الوقت الحاضر لا يوجد ، يجوز شخص او فرد يطلب هذه الاشياء لكننا في الوقت الراهن تركيزنا على تطبيق الدستور العراقي وكذلك تشريعات الموجودة بالاضافة الى برنامج الحكومة الحالية.
العالم: كيف تبدو العلاقة بين بغداد مع واشنطن في ظل الحكومة الحالية هل لديكم خطة لزيارة واشنطن وكيف تبدو العلاقة بشكل عام؟
الرئيس العراقي : علاقتنا جيدة مع امريكا ونحن لا نخفي هذا الامر، علاقتنا جيدة ولدينا تنسيق وزيارات الى واشنطن على مستوى المسؤولين وكذلك الوفود حسب الحاجة وحسب الضرورة، لكن اهم شيء اريد التركيز عليه اننا نحافظ وندافع عن استقلالية العراق في كافة المجالات .
العالم: قمتم بزيارة مؤخرا للجمهورية الاسلامية الايرانية والتقيتم قائد الثورة الاسلامية هناك .. ما الذي لفت نظركم خلال هذا اللقاء بالتحديد وفيما يخص الزيارة بشكل عام ؟
الرئيس العراقي: اولا انا كنت مسرور جدا بالزيارة واشكر قيادة الجمهورية الاسلامية من سماحة القائد الى فخامة الرئيس الى بقية المسؤولين فيها وكانت اللقاءات ايجابية جدا وقررنا تعميق وتنسيق في كافة المجالات تجارية، تاريخية ، ثقافية، قضية المياه بحثناها و حتى قضية الكهرباء بحثناها والامور الضرورية التي نحتاجها ولذلك علاقتنا مستمرة وقوية جدا ونحن لا نخفيها ابدا ونفتخر بها ونحن لا ننسى فضل الجمهورية الاسلامية في الظروف الصعبة على العراق ، واكرر علاقتنا قوية وخطواتنا جيدة من اجل مصلحة البلدين والتعاون بين البلدين واستقلالية البلدين.
/انتهى/