وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه استقبل قائد الثورة الاسلامية جمعا من المبلغين وطلبة الحوزات العلمیة في حسینیة الامام الخمینی (رض) بالعاصمة طهران، حيث أكد سماحته في هذا اللقاء على اهمية الدعاية وقال: "إذا أهملت أهمية التبليغ والدعاية في الحوزات العلمية، فسنصيب بالإستحالة الثقافية".
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: "نظرا للمعلومات التي تصلني من جهات مختلفة، أشعر بالقلق بالنسبة لمجال الدعاية؛ حيث ان سعة الدعاية في البلاد هائلة وكثيفة لدرجة أنه حتى لو عملنا اضعاف ما عملناه حتى الآن، لا أعتقد أنه سيتم ملء هذه السعة".
وشدد آية الله خامنئي: "نحن بحاجة إلى الدعاية المناسبة، كما نحتاج إلى الوعظ والبحث؛ الرأي السائد اليوم في الحوزات العلمیة هو أن المقالات العلمية وما شابهها هي في المرتبة الأولی والدعایة تأتي في المرتبة الثانية وعلينا أن نمر و نتجاوز بهذه الرؤیة؛ لأن الدعاية هي في المرتبة الأولى".
وتابع: "اليوم ، مستوى الوعي العام بين الشباب وغير الشباب لا يقارن بالماضي. انا قضيت اكثر من ستين سنة من عمري مع فئة الشباب... في الماضي، كانت أفكارهم جيدة أيضا، لكنها لم تكن قابلة للمقارنة مع افكار شباب اليوم، حيث لقد زاد من مستواه".
وأشار سماحته إلى أهمية الدعاية الراسخة القديمة في الحوزات العملية وفي حياة كبار العلماء، مضيفا: "لقد تضاعفت أولوية الدعاية الدينية بين المهمة التي تقع على الحوزات العلمية بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية؛ لأن تكوين نظام سياسي على أساس الدين زاد من عداوة المستكبرين تجاه الإسلام".
ووصف قائد الثورة الإسلامية إيمان الشعب كأساس لاستقرار النظام الإسلامي، قائلا: "في عصرنا الحالي فإن مجال الدعاية تم تطويرها بجميع أنواع الأساليب التي تعتمد على العلم والأدوات، بما في ذلك الإنترنت والذكاء الاصطناعي (كرمز لفترة ما بعد الإنترنت) كثيرًا، لذا فإن العقل السليم يفرض أن نعتبر مجال الدعاية اولوية أمام سيوف الدعاية الأعداء الدامية".
واعتبر آية الله خامنئي: "ان الغربيين، باستخدام العلوم المختلفة، بما في ذلك علم النفس، يستبدلون الرسائل الكاذبة 100٪ بالحقيقة ويقدمونها للناس"، مؤكدا ان الجبهة المناهضة للنظام الإسلامي الذي يسمي نفسه بالديمقراطية الليبرالية كذبا، هي في الحقيقة ضد الحرية والتفكير الحر و ضد أي نوع من الديمقراطية التي لا تتبع نظام الإستكبار، وان الشعب الإيراني والنظام الإسلامي يكافح هذه الجبهة".
وأكد أن أولئك الذين استعمروا شعوبًا مثل شعب الهند لأكثر من مائة عام وأخذوا ممتلكاتهم منهم وحولوهم إلى شعب فقیر لا يمكنهم أن يطلقوا على أنفسهم ليبراليين، مضيفا: "الفرنسيون الذین ارتكبوا جرائم في الجزائر وقتلوا شعب هذا البلد لأكثر من مائة عام. ربما قتل عشرات الآلاف على مدى بضع سنوات. إنهم ليسوا ديمقراطيين، إنهم يكذبون. لأنهم يفرضون حكومات في بعض الأماكن".
ووصف سماحته، أوضاع الشعب الأوكراني المتشرد بأنه دليل على استمرار الدوافع الاستعمارية للغرب، قائلا: "من قام بتلك الممارسات في الجزائر وفي الهند يتصرف اليوم على نفس النهج الذي اتخذه سابقا حيث انه يستغل اليوم شعب عزل مثل الشعب الاوكراني لملء جيوب شركات الاسلحة الأمريكية... يجب قتل الشعب الأوكراني لأن مصالح شركات إنتاج وبيع الأسلحة الغربية تكمن في استمرار الحرب في أوكرانيا".
وأكدا قائد الثورة الاسلامية ان الغرب، اليوم، أضعف من أي وقت مضى، مبينا: "أن إدارة مثل الادارة الامريكية تسرق النفط السوري بسهولة أمام أعين الجميع. هذه جبهة وفي المقابل هناك نظام يستلهم من الاسلام ويرفض الغطرسة والاستعمار والتدخل في مصالح الدول المختلفة".
وصرح آية الله خامنئي: "أمريكا التي وصفها الإمام الخميني(رض) بالشيطان الأكبر، فإنها تحمل هذه الصفة معها في مختلف المجالات، بما فيها السياسية، والمواجهة مع الدول المختلفة، والمواجهة مع الأمة الأمريكية نفسها، وفي مجال العنصرية، والأخلاق الجنسي، والجريمة والقسوة".
/انتهى/