وأفادت وكالة مهر للأنباء، مدى ثلاثة أيام، شهدت مناطق عدة أمطاراً غزيرة فغمرتها المياه التي تسبّبت أيضاً بفيضان سد كبير.
وذكرت وزارة الداخلية أنّ 22 شخصا لقوا حتفهم وفقد 14 آخرون، معظمهم جراء انزلاقات تربة أو بعدما جرفتهم السيول. غالبية الضحايا أي 16 من القتلى وتسعة من المفقودين من مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية التي شهدت انزلاقات تربة واسعة النطاق في المنطقة الجبلية جرفت منازل داخلها أشخاص.
وفي المناطق الأكثر تضررا، "جرفت منازل بأكملها"، بحسب ما أكد أحد عمّال الإغاثة لوكالة "يونهاب" للأنباء.
وتلقى أكثر من 6400 من سكان مقاطعة غويسان (وسط) أوامر بالإخلاء في وقت مبكر السبت، بينما بدأت المياه تتدفق من سد غويسان جراء الأمطار الغزيرة لتغمر القرى المنخفضة القريبة، بحسب وزارة الداخلية.
وقالت الوزارة إنه أبلغ عن فقدان بعض الأشخاص بعدما جرفتهم المياه إثر فيضان نهر في مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية.
** نفق غمرته المياه
يحاول عمال الإنقاذ الوصول إلى نحو 19 سيارة محاصرة في نفق تحت الأرض بطول 430 متراً في تشونغجو في مقاطعة تشونغتشونغ الشمالية، بحسب وزارة الداخلية.
وعُثر على جثة وتم إنقاذ تسعة أشخاص من حافلة بعدما اجتاحت سيول النفق بسرعة كبيرة جداً بحيث لم يتمكن الناس من الفرار، حسبما أفادت وكالة "يونهاب" للأنباء.
وأضافت أن مستويات المياه ما زالت مرتفعة وعدد المحاصرين داخل سياراتهم غير معروف.
وقال أحد الناجين التسعة الذين تم إنقاذهم من الحافلة في النفق للوكالة "كانت هناك سيارات عديدة في النفق عندما بدأت المياه تتدفق داخله، وارتفع منسوبها بسرعة كبيرة".
وأضاف "لا أفهم لماذا لم يتم إغلاق النفق في وقت مبكر".
وأظهرت صور بثها التلفزيون المحلي تدفق المياه بغزارة من نهر مجاور إلى داخل النفق، واستخدام عمال الإنقاذ قوارب للوصول إلى الضحايا في الداخل.
وأشارت "يونهاب " إلى أنّ حصيلة القتلى قد ترتفع مع قيام وكالات الحكومة المحلية بتقييم الأضرار في أنحاء البلاد.
وتسبّبت الأمطار الغزيرة في توقف كل القطارات المنتظمة في البلاد، مع استمرار تشغيل قطارات "كاي تي اكس" KTX السريعة وإمكان تعديل الجداول الزمنية، بحسب شركة السكك الحديد الوطنية.
وأغلقت الطرق وكذلك المتنزهات الوطنية بسبب الأمطار والفيضانات.
وأصدرت إدارة الأرصاد الجوية الكورية تحذيرات من هطول أمطار غزيرة، متوقعةً هطول مزيد من الأمطار حتى الأربعاء المقبل. وأكدت أنّ الأحوال الجوية تشكل خطراً "جسيماً".
وحثّ رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان دوك-سو المسؤولين على استباق فيضانات الأنهار وانزلاقات التربة، وطلب من وزارة الدفاع دعم عمليات الإنقاذ.
وقدّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت تعازيه إلى نظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع يون في كييف "أريد أن أعبر عن تعازيّ وتعازي جميع الأوكرانيين بالنسبة الى الفيضانات الرهيبة التي تضرب جمهورية كوريا الآن".
وتتعرض كوريا الجنوبية لفيضانات باستمرار خلال فترة الأمطار الموسمية الصيفية، لكن البلاد تستعد لها جيدًا وعادة ما يكون عدد القتلى منخفضًا نسبيًا.
وشهدت البلاد أمطاراً وفيضانات غير مسبوقة العام الماضي خلفت أكثر من 11 قتيلاً.
ومن بين القتلى ثلاثة أشخاص قضوا بعدما حوصروا في طابق سفلي في سيول.
وقالت الحكومة حينها إن فيضانات العام 2022 نتجت من هطول أكبر كمية أمطار منذ بدء تسجيلات الطقس في سيول قبل 115 عامًا، معتبرةً أن التغيّر المناخي يتسبب بهذه الظواهر المناخية المتطرفة.
/انتهى/