وكالة مهر للأنباء - د.نزيه منصور: مرّ على الحرب الأهلية ما يزيد على ثلاثة عقود ونيّف، دفع اللبنانيون خلالها عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى والمعوّقين والمفقودين والتدمير والتهجير، ما زالت آثارها شاخصة حتى تاريخه، بدأت مع الشهيد معروف سعد وبوسطة عين الرمانة وحرق شاحنة تنقل نسخاً من القرآن الكريم في بلدة الكحالة، تبعها مجازر من كل حدب وصوب وانتهت تلك الأيام السوداء باتفاق الطائف تحت شعار لا غالب ولا مغلوب...!
ما حصل في بلدة الكحالة فضح المستور...
واليوم نشهد توتراً هنا وهناك، وبيانات وتصريحات عدائية يكمن في طياتها الحقد والكراهية من البعض صاحب التاريخ الأسود، متناغماً مع العدو الصهيوني عن حُسن نية أو سوئها، وما حصل في بلدة الكحالة فضح المستور، إذ خرج الحاقدون شيباً وشباناً وشابات يرشقون شاحنة انقلبت، ويحصل مثل هذا الحادث في مختلف أنحاء العالم عامة وفي لبنان خاصة، إذ يتسارع الناس على اختلاف توجهاتهم السياسية والطائفية والمناطقية والقومية للمساعدة في إصلاح وإنقاذ ما حصل وهذا ما تؤكده الأعراف والقوانين وتعاقب من يتخلف...!
ومع الأسف، هبّ هؤلاء بدلاً من الإسعاف والمساعدة، إلى التهجم وإطلاق النار وإقفال الطريق معلنين العصيان بالويل والثبور وهذا ما دفع العدو إلى التهليل والتبريك لإشعال نار الفتنة...!
وإننا نرى فيما حدث رغم سقوط شهيد ومعتدٍ وضرر مادي ومعنوي، أنه عامل خير، إذ كشف وفضح المستور، وبالتالي يجب أخذ الحيطة والحذر من شياطين الأرض، والتحلي بالصبر والإيمان وعدم الانجرار إلى الفتنة التي يخطط لها الأعداء بأدوات محلية...!
** هذا الحدث يثير التساؤل:
١- هل ما حدث هو مجرد صدفة؟...
٢- لمصلحة من هذا الهيجان والتحرك؟...
٣- ألم يتعظ أرباب الفتنة من الماضي؟...
٤- على ماذا يراهن هؤلاء والعالم يتغير؟...
/انتهى/