قال نائب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة العميد عزيز نصيرزاده في مؤتمر موسكو الأمني، الغطرسة الغربية سبب الحرب في أوكرانيا.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قد حضر العميد عزيز نصير زاده في مؤتمر موسكو الأمني وألقى كلمة في المؤتمر وأكد على ضرورة مواجهة الأحادية للولايات المتحدة.

وقال العميد نصير زاده حاولت أمريكا دائماً فرض النظام الأحادي القطب والنزعة الأحادية بقيادة هذا البلد لإقامة نظام عالمي في النظام الدولي، ولتحقيق هدفها، فقد تبنت العديد من السياسات الإجرامية، وهي: أهم سمات كل هذه السياسات: تجاهل استقلال الدول وعدم احترام وحدة أراضيها وعدم الاهمية لارواح الأبرياء.

من السياسات العدائية للولايات المتحدة لتحقيق هيمنة أحادية الجانب على السلطة، خلق بؤرة معادية في مناطق مختلفة، حيث تؤدي صداقة كل دولة مع دولة أخرى إلى العداء مع دولة ثالثة، وهذه السياسة تزعزع النظام الأمني في تلك المنطقة وتتسبب في صراع دائم بين الدول، والولايات المتحدة تدير الأزمة من خلال دعم بعض الأطراف المعنية وتحصل على العديد من الفوائد. منطقة غرب آسيا هي مثال جيد لسياسة المركز العدائي للولايات المتحدة التي خاضت أكثر من سبع حروب في السنوات الأخيرة.

وتابع القول السياسة أخرى التي تتبناها أمريكا هي اللجوء إلى الحروب بالوكالة، والتي تعتبر بحد ذاتها عاملاً مهماً في إعادة تحديد نظام المنطقة.

واضاف العميد نصير زاده امريكا تستخدم وسائل مختلفة لتحقيق أهداف معينة؛ على سبيل المثال، استخدام وسائل الإعلام بالوكالة، يمكننا أن نذكر شبكات الأقمار الصناعية والشبكات الاجتماعية في الفضاء الافتراضي، والتي من خلال التعبير عن استراتيجية الغرب ونشر وجهات النظر والأيديولوجيات الغربية، تهاجم الثقافة القومية والدينية للأمم من خلال الحرب الإدراكية وتدمرها من الداخل وتفكيكها حتى لا تكون لها القدرة على مقاومة ومواجهة كل أنواع هجمات الأعداء.

دولة مثل أمريكا التي ترتكب كل هذه الجرائم، بما في ذلك كونها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية ضد المدنيين، يتم تقديمها على أنها داعمة لحقوق الإنسان، ومروجة للديمقراطية، ودون الحاجة إلى القلق بشأن الرد على ذلك. الرأي العام والسلطات القانونية، والفريق الشهيد سليماني، الذي تولى قيادة القتال ضد أخطر جماعة إرهابية في تاريخ البشرية تسمى داعش، الذي حرر أبناء المنطقة وربما العالم، كافي للرد على امريكا.

ونعقد أن هذه الحرب المدمرة ما كانت لتحدث في أوكرانيا لولا هيمنة وتجاوزات الغرب التي تقودها أمريكا. على مؤسسي هذه الحرب والمتورطين في إشعال نيرانها أن يعيدوا النظر في نهجهم وأن يعلموا أن تعريض سلامة الآخرين للخطر يمكن أن يتسبب في رد فعل قد يصعب عليهم التنبؤ به. إن ما نشهده اليوم في أوكرانيا، والذي يتم فيه التضحية بالعشرات من الناس كل يوم وستكون له آثار وعواقب بعيدة المدى على المنطقة والعالم، مثال واضح على رغبة الغرب في الهيمنة والتجاوزات للحفاظ على الهيمنة واستمرارها. وقد تسبب هذا الجهد حتى الآن في العديد من الكوارث.

إن احتلال الأرض الفلسطينية واضطهاد الشعب المظلوم على هذه الأرض لما يقرب من ثمانية عقود من قبل الصهاينة بارادة المستعمر القديم واستمراره من قبل الحكومة الأمريكية المتغطرسة هي أمثلة أخرى على النزعة الأحادية المنظمة والاضطهاد ضد الأمة، وهو نتيجة أنظمة العالم الماضية.

واضاف العميد نصير زاده في اجتماعات هذا المؤتمر في فترات مختلفة، حذر زملائي في كل مرة من نشوء أزمة أمريكا من أن الأحادية والشمولية في هذا البلد ستجعل العالم أكثر انعدامًا للأمن وحذرنا ان امريكا لن تتوقف عن خلق أي أزمة أو حرب من أجل تحقيق نظام أحادي القطب والحفاظ عليه واستقراره.

وعلى الرغم من ذلك، لا يشك مفكرو اليوم في تراجع الهيمنة الأمريكية والتحرك العالمي نحو نظام متعدد الأقطاب، لأنه عندما يتراجع نظام ما، فإن هياكله ستنهار أيضاً. لذا؛ نحن الآن في الفترة الانتقالية من عالم أحادي القطب. تتميز الفترة الانتقالية بسمات مهمة مثل إعادة تعريف القوة، وتعدد الجهات الفاعلة، وتغيير الجهات الفاعلة، وتفوق الأحداث على الاتجاهات، وتعطيل الهياكل والأنظمة الدولية.

وفي هذه الفترة، نشهد ظهور قوة إنشاء الخطاب بدعم من التقنيات الجديدة، بما في ذلك الفضاء السيبراني واستخدامه في الحرب المعرفية، وليس فقط زيادة عدد الحكومات النشطة على المسرح العالمي بشكل ملحوظ، بل لعبت أيضًا الجهات الفاعلة غير الحكومية دوراً أكبر، وتمتعوا أيضاً بالتنوع، وقد أدى نفس العدد والتنوع إلى تكثيف النزعة الإقليمية بطريقة ما.

إذا تم وضع المقاومة ضد التنمر على أساس الإنسانية والروحانية على جدول أعمال المزيد من النشطاء في هذه الفترة الانتقالية، يمكننا أن نأمل أن النظام الدولي الجديد، الذي سيكون نظاماً متعدد الأقطاب، سوف يقوم على أساس سلمي إقليمي التوجه، نظام تشاركي وروحي، وسيكون عادلاً.

وفي هذه الحالة، يمكننا أن نتوقع أماناً حقيقياً، والذي يمكن توفيره بتكلفة أقل. يجب على الحكومات المستقلة التي ليس لديها نهج متعجرف أن تتحرك نحو تحقيق هذه الأهداف.

وفي الفترة نفسها قدمت الثورة الإسلامية الإيرانية خطابا جديدا لدول العالم نشهد فيه أمثلة وعلامات على تأثيرها في تشكيل النظام الجديد، ومن محاور هذا الخطاب:

الدخول في خطاب التدين والروحانية في مجال السياسة والأمن في العالم الحديث

تشكيل محور المقاومة على أساس مبدأ كرامة الإنسان

إيقاظ الأمم المظلومة وضرورة إنهاء وهم غطرسة الغرب

تقديم تعريف جديد للحضارة الحديثة

ونوه العميد نصير زاده ليس من دون سبب أننا نشهد اليوم في بعض الدول الغربية عداءً صريحاً وخفياً تجاه الدين ورموز التدين، مثل حرق القرآن واسلاموفوبيا وتعتمد جمهورية إيران الإسلامية بدورها على الإنسان الإلهي والروحاني والحضاري. والأفكار لتشكيل نظام يحترم الكرامة هي الإنسانية والعدالة وتعتبر كأحد مؤشرات السلام والأمن للجميع يتم متابعتها جنباً إلى جنب مع الحلفاء والحكومات ذات التفكير المماثل والدول المتوافقة.

واضاف نعتقد أن السبب الرئيسي لفشل الأحادية هو يقظة الأمم واختيارها للمقاومة والاستقرار والتضامن ضد الغطرسة، وفي النظام الجديد سيتم تعزيز هذا النهج مع ظهور جديد ومستقل للقوى في مناطق مختلفة مع تحالفات إقليمية وعالمية جديدة مثل اتفاقية شنغهاي للتعاون و BRICS، التي تجمع قوة وقدرة الدول المستقلة ضد هيمنة الغرب، ستكون عاملاً مهماً آخر في تشكيل النظام العالمي الجديد. في النهاية أود أن أشكر الجنرال سيرغي شويغو وزملائه ومنظمي هذا المؤتمر الهام والفعال، وآمل أن يأتي هذا المسار بالنتائج المتوقعة في تحقيق الأمن العالمي.

/انتهى/