وكالة مهر للأنباء_ فلسين اليوم: حالة الإرباك والتخبط والصمت الرهيب التي طرأت على المؤسسة الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية"، عقب تنفيذ عملية "حوارة" دلالة واضحة على أن المُنفذ باغت العدو للدرجة التي لم يتوقعها أبداً، وتأكيد أنّ العمل الفدائي بات أكثر تطوراً من حيث التكتيك والتنظيم والتنفيذ، ما يُشكل عامل قلق وخوف للاحتلال ومستوطنيه في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة.
ما أصاب الاحتلال بالصدمة، هو أن العملية الفدائية نُفذت في منطقة أمنية وحساسة وتعتبر الأكثر انتشاراً لنقاط جيش الاحتلال والأبراج الإسمنتية، كما أنها وقعت في المنطقة المصنفة (ج) والتي تقع تحت السيطرة "الإسرائيلية" من الناحية الإدارية والأمنية، ما يثبت تطور العمل المقاوم، ويؤكد الفشل "الأمني والاستخباراتي الإسرائيلي" الذريع في ملاحقة واعتقال واغتيال والقضاء على المقاومة.
ونفذ مقاوم فلسطيني أمس السبت عملية فدائية أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين، بعدما أطلق 5 رصاصات عليهما ببلدة حوارة في نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
الخبير في الشأن الأمني والعسكري عبدالله العقاد يرى أن عملية حوارة صاحبها تخطيط وتكتيك وتنفيذ دقيق جداً، إذ إن الفدائي تأكد من جنسية المستوطنين قبل أن يُجهز عليهما ويتأكد من مقتلهما قبل أن ينسحب بسلام، ما يؤكد أن العمل المقاوم بات منظماً عسكريا وتكتيكياً بشكل ملحوظ، وليس عشوائياً كما كان قبل سنوات.
وأشار العقاد في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن جيش الاحتلال وأجهزته التكنولوجية والمخابراتية، أضحت عاجزة عن تتبع تحركات المقاومة والمقاومين، وبات تنفيذ العمليات الفدائية من نقطة صفر وفي قلب وعمق الكيان، وفي الأماكن التي يسيطر عليها إدارياً وعسكرياً دون كشفهم، مؤكداً على أن المقاومة تتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر عند الإقدام على تنفيذ عمليات فدائية.
وقال: "عملية حوارة أكدت على قدرة الفلسطيني على تحدي الصعاب والمستحيلات ليخرج بتنفيذ عملية بطولية من نقطة صفر، وأنه يستطيع الخروج من تحت الركام ليبرهن أنه موجود وأن الأرض فلسطينية وشعبها لا يمل من المقاومة حتى التحرير".
ولفت إلى أن عملية حوارة أكدت أن المقاومة في قوة واقتدار وتمدد مستمر، إذ وضعت الاحتلال في حالة من الإرباك والتخبط الصمت الرهيب التي طرأت على المؤسسة الأمنية والعسكرية؛ لأنها باغتته للدرجة التي لم يتوقعها أبدا، حتى إنه تأخر في الوصول إلى مكان العمل الفدائي، من هول الصدمة"، مضيفاً: "الفلسطيني استطاع أن يحقق انتصاراً تكتيكياً فريداً من نوعه لأكثر من مرة".
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، أن عملية حوارة نوعية في توقيتها ومكانها وتكتيكها، إذ استطاع المُنفذ أن يقتل مستوطنين "إسرائيليين" وينسحب من المكان دون أن يكون هناك أي ملاحقة له لمدة تزيد عن نصف ساعة ما يعني أنه اتخذ فرصته الكاملة في التنفيذ والعودة، ما يؤكد التطور الملحوظ على الفعل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة.
ومن ناحية التوقيت أشار عبدو في مقابلة خاصة لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن العملية نفذت لتؤكد أن كل الجهد الأمني المبذول من أجهزة أمن السلطة والاحتلال لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة المقاومة، وأنها في مرحلة تصاعد وتوسع وتطور مستمر.
وقال: "تنفيذ عمليات القتل والإعدامات للمقاومين والمواطنين لن يكون له أي تأثير على عزيمة الشعب الفلسطيني ومقاومته في الرد بقوة واقتدار التي تجعله يشعر بالصدمة والوجع والقلق".
قُتل 35 "إسرائيليًا" جراء عمليات المقاومة ضد الاحتلال "الإسرائيلي" ومستوطنيه في الضفة الغربية والداخل المحتل، وعلى الحدود مع مصر، منذ بداية العام الجاري 2023، ما يدل على تصاعد المقاومة وقدرتها في الرد على جرائم الاحتلال.
وبلدة "حوارة" واحدة من 56 قرية وبلدة تتبع مدينة نابلس، إحدى أكبر محافظات شمال الضفة الغربية، إذ تقع حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وتبعد عن مركز المدينة 9 كيلومترات، ويقسمها "شارع حوارة" (طريق "نابلس – القدس" كما عرف قديما) بين شرق وغرب.
المصدر: فلسطين اليوم
/انتهى/