تتزايد عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال "الإسرائيلي"، لتتسامى الملحمة الأسطورية التي ترسمها المقاومة، إذ تروي لشعوب الأرض حكاية استبسالٍ وتضحية لمواجهة طغيان الاحتلال "الإسرائيلي"، بخوض المقاومة معارك الأمل والصمود، ورفع راية الكرامة وعدم الاستسلام في وجه بني صهيون، وتجسد درسًا وقوة للإرادة الفلسطينية حتى دحر الاحتلال عن كامل الأراضي المحتلة.
وسجلت المقاومة اليوم الاثنين، انتصارا ً جديداً في الخليل بعد عملية إطلاق النار البطولية أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة 6 أخرين بينهم خطيرة، بعد أقل من 72 ساعة من "عملية حوارة" البطولية التي قُتل فيها أحد قطعان المستوطنين.
وتيرة المقاومة
المختص في الشأن "الإسرائيلي" عزام أبو العدس، يرى أن عملية الخليل لها أبعاد يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، البعد الأول أنها جرت بعد 3 أيام من عملية حوارة، ما يعني أن وتيرة المقاومة أصبحت ترتفع كمًا ونوعًا.
ويضيف أبو العدس لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن العملية الأخيرة جاءت في ظل أمني معقد، في ظل استعدادات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لمثل هذه العمليات.
معادلة جديدة
أما البعد الثالث أن سلاح "الكارلوس" غاب مؤخرًا عن العمليات الفدائية وكان السلاح الآلي حاضرًا، ما يظهر امتلاك المقاومة بنية تحتية تؤهلها للقيام بعمليات نوعية، فضلًا عن دقة الإصابة التي تفسر قيام شخص مدرب بتنفيذ العملية.
وحول تناول الاعلام العبري للعمليات الفدائية، يشير أبو العدس، إلى أن انتقال موجة العمليات إلى جنوب الضفة سيغير كل المعادلة الموجودة على أرض الواقع، إلى جانب وجود خزان بشري هائل وأعداد كبيرة من قطع السلاح موجودة في الخليل، ونتيجة الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين.
بؤرة اشتباك
ويوضح المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن الخليل أصبحت بؤرة اشتباك دائمة، في ظل محاولة الاحتلال مسابقة الزمن ووأد فتيل المقاومة في المدينة، وسط تعزيزات الاحتلال باستدعاء ثلاثة سرايا تابعة لحرس الحدود، وفرض حصار على الخليل، خاصة بعد انسحاب منفذي العمليات ومواصلة منظومة الاحتلال بأكملها البحث عنهم.
ويصف مراسل شؤون جيش الاحتلال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوسي يهوشع، هذا العام بـ"الأصعب" منذ الانتفاضة الثانية، بعد مقتل 34 مستوطنًا منذ بداية العام، فيما بلغت عدد الانذارات بنية تنفيذ عمليات 200 إنذار في اليوم".
انتشار العمل المقاوم
المختص في الشأن العسكري والأمني، رامي أبو زبيدة، يرى أن العمليات الأخيرة في حوارة والخليل تؤكد أهمية انتشار العمل المقاوم على امتداد الضفة الغربية، بما يشمل القوات الاحتلال ومستوطنيه، نجحت العمليات التكتيكة الأخيرة التي لا تدوم سوى دقائق بإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الاحتلال.
ويتابع أبو زبيدة: "استمرار وتطور المقاومة ومشاغلة الاحتلال على نطاق جغرافي واسع بالشمال والجنوب ووسط الضفة في وقت واحد، كل ذلك من شأنه فرض معادلة جديدة على الاحتلال يصبح استنزاف جيش الاحتلال ومستوطنيه مجدياً ومغيّراً وليس مجانياً وعبثياً، ويفتح الباب واسعا لتطور وتنامي مشروع الـمـقاومة بالضفة الغربية".
تخطيط ودقة
ويؤكد أن العمليات الأخيرة في اختيار الأهداف والأماكن لتنفيذها، يبرهن تطور أداء الـمقاومة من نواحي التخطيط والدقة في التنفيذ وتحديد الهدف، وذلك ما ظهر من خلال نجاح المقاومون بتنفيذ عملياتهم وتحقيق الأهداف المحددة لها، والذي يدلل على الوعي والانتقال إلى مستوى جديد، بالتركيز على جنود الاحتلال وجسمه العسكري، واستهداف مستوطنيه الذين يمارسون الإرهاب والقمع والاعتقالات والعدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، وهذا هو جوهر حرب العصابات. وفق المختص أبو زبيدة
الجدير بالذكر، أن العملية البطولية في الخليل أدت لمقتل المستوطنة، تزامنًا مع إحياء الذكرى الـ54 لإحراق المسجد الاقصى المبارك، ليبعث منفذوها رسالة ان المساس بالمسجد الاقصى خط أحمر يقابل بالدم.
ومنذ بداية العام الجاري، تشهد أنحاء الضفة المحتلة عدوانًا "إسرائيليا" أدى لاستشهاد 187 فلسطينيا، تزامنًا مع تزايد حدة العمليات الفدائية ضد الاحتلال وأسفرت عن مقتل عدة "إسرائيليين"، آخرها عملية السبت التي أدت إلى مقتل "إسرائيليين"، قرب بلدة حوارة جنوبي نابلس.
المصدر: فلسطين اليوم
/انتهى/