قال السيد نواف الموسوي مسؤول ملف الموارد والحدود في حزب الله، ان مهمتنا في صميمها، هي الحفاظ على ما أنجزته هذه المقاومة وما دفعت في مقابله دماء شهدائها الأعزاء، فقد ترك الشهداء لنا إرثاً ضخماً وهائلاً ومن مسؤوليتنا الوطنية وواجبنا الشرعي والأخلاقي استكماله وتطوير.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: في خضّم الأزمات السياسية والاقتصادية، لاح بريق أمل في الأفق، تمثّل بملف النفط، يثلج قلوب اللبنانيين، فقد يشكّل حلًا لأزمة المديونية العامة، فوفق التقديرات الأوّلية لحجم الثروة البترولية في المياه اللبنانية ستمكّن هذه الثروة لبنان من تطوير البنى التحتية والخدمات، كما أنها ستتيح استعادة التوازن الاقتصادي الذي اضمحلّ منذ عقود.

فالجميع اخذ بالبحث عن حجم الثروة النفطية ومردودها على الاقتصاد اللبناني المنهك من تداعيات الأزمات التي حلت بالبلاد والخلل البنيوي الذي يعانية، فإذا صدقت هذه التوقعات فإن تحوُّل لبنان إلى دولة نفطية سوف يعود بمنافع كبيرة على الإقتصاد الوطني، من خلال خلق آلاف فرص العمل... وإذا كان لبنان سيتأثر إيجاباً على الصعيد الداخلي من ثروته النفطية، فهل ستحمل له هذه الثروة مكانة أعلى على الصعيد التصنيف العالمي؟...

وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع مسؤول ملف الموارد والحدود في حزب الله السيد "نواف الموسوي"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** منذ أكثر من عام، جرى تكليفكم من قبل الأمين العام سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله ورعاه) بهذا الملف، وسماكم بالاسم لذلك.. فماذا يعني ذلك بالنسبة لكم وأنتم من اضطلعتم بمهام جهادية عديدة منذ نشأة هذه المقاومة.. ولماذا أنتم بالذات وأهمية هذا الملف؟

إن تكليفي بإدارة هذا الملف من قبل سماحة الأمين العام هو في المقام الأول مسؤولية كبيرة أمام الله وأمام إخوتي المجاهدين في حزب الله، مع أنني لست بصدد الحديث عن شخصي، لكن إجابة على سؤالك الذي تفضلت به، فقد نشأت مع هذه المقاومة منذ تأسيسها، وواكبتها مع بداياتها، مع الشهيد السيد عباس الموسوي ثم مع سماحة الأمين العام السيد نصرالله، بالتالي، فإن تكليفي بهذا الملف لا يختلف عما كلفت به سابقا من ملفات.

ملف "النفط" بعزيمة الأخوة المجاهدين فيه يبلي بلاء حسنا بل ومتقدماً جداً..

نعم، بلا شك هو ملف حساس ودقيق ويتطلب جهداً عظيماً، وأعتقد أن الملف بعزيمة الأخوة المجاهدين فيه يبلي بلاء حسنا بل ومتقدماً جداً. أما عن سبب اختياري بالإسم لإدارته، فأنا مذ دخلت الندوة النيابية الأولى ومن خلال حضوري في لجنة الإدارة والعدل ولجنة الأشغال العامة والطاقة والمياه، كانت لي إطلالة ثم إحاطة بمسألة الترسيم في شقها القانوني والتشريعي والسياسي والاقتصادي، وعلى هذا الأساس انتخبني سماحة الأمين العام لاستكمال متابعتي له.

** السيد نواف الموسوي رفيق المجاهدين والمواكب لحركتهم وجهادهم واستشهاد من استشهد منهم، وكثيرا ما سمعناك تروي سيرتهم وخفايا مواقفهم الانسانية.. لهذا نسألك اليوم ما علاقة المجاهدين بهذا الملف؟ وهل تعتقدون أنكم بمواصلة الجهد في هذا الملف تكملون ما بدأه الشهداء؟

هذا سؤال مهم، لكن إجابته بسيطة؛ من دون المجاهدين، وهنا أقصد الشهداء والجرحى ومن أحياء ينتظرون، من دون هؤلاء لما كان من مقاومة ولا وطن ولا حتى حدود وموارد ليكون لها ملف أتابعه مع الأخوة، لذلك كل ما نحن فيه هو ببركة المجاهدين جميعا دون أي استثناء.

مهمتنا في صميمها هي الحفاظ على ما أنجزته هذه المقاومة...

نعم، مهمتنا في صميمها، هي الحفاظ على ما أنجزته هذه المقاومة وما دفعت في مقابله دماء شهدائها الأعزاء، لقد ترك الشهداء لنا إرثاً ضخماً وهائلاً ومن مسؤوليتنا الوطنية وواجبنا الشرعي والأخلاقي استكماله وتطوير.

** إنطلاقا من كل ما تفضلتم به سيد، هناك من يتساءل عن هذه النقلة في عمل المقاومة.. فطيلة السنوات الأربعين الماضية كان اهتمام المقاومة وتركيزها على مواجهة الاحتلال وحماية البلد وأهله.. فماذا تعني هذه التوأمة اليوم بين ملف التحرير والردع من جهة وملف البحث عن الموارد والتنمية؟ هل نحن أمام استراتيجية جديدة لحزب الله؟ وهل هذا يعني الانشغال أكثر ببناء الدولة في المستقبل؟

فهم حزب الله المبكر لحقيقة الكيان الصهيوني ووظيفته في المنطقة جعلته في مواكبة مستمرة للتطور ليس في المنطقة فحسب، بل في الإقليم...

منذ نشأة حزب الله مقاومةً ضدّ الاحتلال الإسرائيلي للبنان كان عمله وجهده في تطور دائم، إن على الصعيد الجهادي أو السياسي أو الاجتماعي في خدمة أهله. وان فهم حزب الله المبكر لحقيقة الكيان الصهيوني ووظيفته في المنطقة جعلته في مواكبة مستمرة للتطور ليس في المنطقة فحسب، بل في الإقليم، فكان في مواجهة المشاريع الإستكبارية التي تخطّط لمنطقتنا من أجل السيطرة على قرار الدول فيها، وعلى ما تحويه من ثروات سواء أكانت في البر أو في البحر.

وعليه، فإن جوهر دور حزب الله هو في إقامة دولة عادلة وقوية تحمي إنجازاتها التي تحفظ لمواطني لبنان عزتهم وكرامتهم.

** بصفتكم معنيون بالشروط الفنية والظروف المحيطة بعملية الحفر والاستخراج برمتها.. وفي حدود ما وصلت إليه دراساتكم الفنية في هذا المجال إلى أي حد أنتم متفائلون بالعثور على كميات كافية من النفط والغاز في حقل قانا؟ وهل يمكن القول أننا سنشهد دخول لبنان إلى نادي الدول المنتجة والمصدرة للغاز؟ وكيف سينعكس ذلك على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية اللبنانية؟

أشارت الدراسات والمسوحات الزلزالية التي كانت قد أجرتها شركات أجنبية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط إلى وجود كميات كبيرة من النفط والغاز، وأن الكمية الموجودة في المناطق البحرية اللبنانية أكبر من تلك الموجودة في فلسطين المحتلة.

نحن الآن في مرحلة ترقب للنتائج التي ستصدر عن الكونسورتيوم الذي يعمل حاليّا في البلوك رقم 9 أي حقل قانا 31/1، ونأمل أن تكون النتائج إيجابية وأن يصار إلى إدارة العائدات بما يحقّق للبنانيين ما يأملونه على الصعد كافة.

** هل تتوقعون وجود مكامن للنفط أو الغاز في البر اللبناني؟ سمعنا كثيرا عن دراسات أعدت منذ سبعينيات القرن الماضي عن هذا الموضوع لكنها أهملت ولم تلق الاهتمام الرسمي الكافي.. فهل سنشهد اهتماما من قبلكم بتحريك هذا الملف كما وقفتم خلف الغاز في البحر؟

التنقيب عن البترول في البر الآن يحتاج فقط إلى إدراجه على جدول جلسة تشريعية ليصار إلى إقراره من قبل الهيئة العامة لمجلس النواب...

نعم، كانت هناك محاولات في السابق للتنقيب عن البترول في البر واستخراجه، وقيل إن توقّف الشركات آنذاك عن استكمال هذه الأعمال كان نتيجة أن ثمن بيع برميل البترول المستخرج قد تعادل كلفة استخراجه.

أمّا اهتمامنا بموضوع التنقيب عن البترول في البر فيدل عليه اقتراح قانون الموارد البترولية في البر الذي كان لنا مساهمة في مناقشته في اللجان النيابية، وهو الآن يحتاج فقط إلى إدراجه على جدول جلسة تشريعية ليصار إلى إقراره من قبل الهيئة العامة لمجلس النواب.

** يتصرف البعض في لبنان اليوم وكأن الحفار في البحر هو لحزب الله!! وأن مسألة الغاز والنفط قضية تخصّ المقاومة وحدها!! أولاً هل ترون أن هذا الانجاز يرجع ايضاً لتضحيات المقاومين في الميدان؟ وما هي الضمانات التي لديكم لكي تنتهي العملية إلى خواتيمها الايجابية؟ وأخيراً ألا يعتبر ذلك قيدا لعمل المقاومة في المستقبل للحفاظ على هذا المنجز؟

المقاومة التي كانت دائماً تحمي إنجزاتها ستبقى على هذا العهد ولن يشكّل أي أمر قيداً لعملها...

اولاً، فإن سماحة الأمين العام قد صرح بأن ما وصلنا إليه من بدء عملية التنقيب عن البترول في المنطقة الاقتصادية الخالصة انما كان من نتائج عدوان تموز 2006 وانتصار المقاومة على هذا العدوان.

وأما بخصوص الضمانات التي تحمي عملية التنقيب فهي الضمانات نفسها التي جعلت من هذه العملية حقيقيّة قائمة نراها اليوم عياناً.. والمقاومة التي كانت دائماً تحمي إنجزاتها فإنها ستبقى على هذا العهد ولن يشكّل أي أمر قيداً لعملها الذي ترعاها المواثيق الدولية والمعاهدات.

/انتهى/