وزير الخارجي الأميركي، أنتوني بلينكن، يعلن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، تشمل معدات إضافية لإزالة الألغام، التي تمثّل المشكلة الرئيسية أمام تقدم قوات كييف في هجومها المضاد.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال بلينكن، في بيان، إنّ الحزمة تشمل معدات إضافية لإزالة الألغام وصواريخ للدفاع الجوي وذخيرةً للمدفعية، وأكثر من 3 ملايين علبة ذخيرة للأسلحة الصغيرة.

وبحسب وكالة "بلومبرغ" الأميركية، بلغت قيمة الحزمة الأخيرة من المساعدات 250 مليون دولار، سُحبت من مخزون البنتاغون الحالي.

يُذكر أنّ الألغام الروسية، بشكل خاص، تعوّق تقدم القوات الأوكرانية في هجومها المضاد، إذ أقرّ الجنرال الأوكراني، أولكسندر تارنافسكي، بعجز دبابات القتال الغربية وعربات المشاة القتالية المقدّمة إلى كييف عن اختراق صفوف الألغام الروسية على الخطوط الأمامية.

وأضاف الجنرال الأوكراني، لشبكة "بي بي سي"، في أواخر الشهر الماضي، أنّ "الدبابات الغربية أثبتت عدم فعاليتها في مواجهة حقول الألغام الروسية متعددة الطبقات، جنوبي أوكرانيا".

كذلك، اعترف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بالوتيرة البطيئة للهجوم المضاد، مطلقاً الوعود بتسريعه في وقتٍ قريب، ومستنداً في ذلك على أنّ قوات كييف "تقوم تدريجياً بتذليل عقبة حقول الألغام"، وهو حديث أثار موجةً من الانتقادات.

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ المقابلات مع القادة والجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون على طول الجبهة تشير إلى أنّ التقدّم البطيء يعود إلى "مشكلة رئيسية واحدة"، هي الألغام الأرضية.

وأوردت الصحيفة أنّه "لكسب الأرض، يتعيّن على القوات الأوكرانية أن تشقّ طريقها عبر مجموعة متنوّعة وكثيفة من الألغام الأرضية الروسية، التي لم تتخيلها أبداً".

وبحسب الصحيفة، "لطالما كانت الألغام عنصراً أساسياً في الحرب الروسية، لكن حقول الألغام جنوبي أوكرانيا شاسعة ومعقدة، تتجاوز ما كان معروفاً من قبل، كما يقول الجنود الذين دخلوها".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن جندي أوكراني قوله: "لم أستطع تخيُّل شيء من هذا القبيل. اعتقدت أنّ الألغام ستكون ملقاةً في طوابير. لكن الحقول بأكملها مليئة بها في كل مكان".

وفي حين يقول الأوكرانيون إنّ "الحدّ الأدنى من الخسائر البشرية ضروري للحفاظ على إمكاناتهم القتالية على المدى الطويل"، يحذّر مسؤولون أميركيون من أنّ "هجمات الوحدات الصغيرة الأوكرانية على جبهات ضيقة تبطئ الهجوم، وتمنح الروس فرصة أكبر للردّ، بما في ذلك عبر الألغام التي ينشرونها"، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وترى واشنطن أنّ الأوكرانيين ما زالوا منتشرين بصورة ضعيفة للغاية، بحيث لا يمكنهم التقدّم جنوباً مع انتشار ألوية عديدة في الشرق، وهم ما زالوا لا يجمعون بين استخدام المدفعية والوحدات الآلية وجهود إزالة الألغام.

بدورها، أشارت مجلة "لو بوان" الفرنسية إلى أنّ تفسير مقاومة الجيش الروسي "يتم، أولاً وقبل كل شيء، بقوة خطوط دفاعه المنظمة على عدة مستويات والمليئة بالألغام"، لافتةً إلى أنّ "المدفعية الروسية في الوراء، مسددة بشكلٍ مثالي. بمجرد أن تنفجر الألغام، فإنها تقصف المنطقة، مسببةً مذابح في صفوف الأوكرانيين".

وأوضحت المجلة أنّه بهذه الطريقة "تم تدمير أفواج بأكملها في الأسابيع الأولى من الهجوم المضاد"، مشيرةً إلى أنّ بعض الجنود الأوكرانيين أعادوا تسمية مهمات إزالة الألغام بـ"العمليات 200". وفي المصطلحات الخاصة بهم، الرقم 200 يعني "KIA"، أو "قتل في المعركة".

من جهتها، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أنّ الجنود الأوكرانيين يواصلون فحص الدفاعات الروسية الملغمة بشدّة، بحثاً عن "نقاط الضعف".

وتابعت الصحيفة أنّه "حتى عندما تتمكّن القوات الأوكرانية من تطهير حقل ألغام والتقدّم، تستخدم روسيا المدفعية والمروحيات لإسقاط المزيد من الألغام خلفها، في محاولةٍ لمُحاصرة الوحدات بين حقول الألغام، وذلك وفقاً لشخص يُقدّم المشورة للحكومة الأوكرانية".

/انتهی/