وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج"من طهران"، وفيما يتعلق بموضوع حصة ايران من مياه نهر هيرمند وما وصلت إليه المفاوضات مع الجانب الافغاني، أشار كاظمي قمي إلى أن قضية المياه تعتبر من القضايا المهمة بين إيران وأفغانستان، وفي إطار المعاهدة الثنائية لعام 1971، أعلنت الدولتان تمسكهما بمياه نهر هيرمند بالتوقيع على هذه الاتفاقية، حيث جاء في هذه المعاهدة أنه في السنة المائية العادية عندما تكون الأمطار جيدة، فإن كمية المياه في كل عام التي يجب أن تعطى لإيران في العام بأكمله هي 820 مليون متر مكعب التي تم تنفيذها خلال العامين الماضيين منذ الحكم الجديد لأفغانستان.
وبين كاظمي قمي أنه قد أعلن الحكام الأفغانيون الجدد مرارا وتكرارا في مفاوضاتهم وفي مذكراتهم الرسمية وبياناتهم الإعلامية التي قدموها لنا التزام هذه الحكومة بتنفيذ المعاهدة الموقعة مع إيران منوها إلى أن النقطة التي كانت موجودة هذا العام وأثارتها كابول مراراً وتكراراً هي أنه بسبب قلة الأمطار هذا العام، فإن كمية الأمطار لم تكن كافية وقليلة للتخلي عنها وإعطاء حصتها المائية إيران. وتنص البنود في إطار هذه المعاهدة على أنه إذا أعلن الجانب الأفغاني أن السنة المائية غير طبيعية، فيمكن للجانب الإيراني أن يعلن من حقه أنه غير راضٍ عن المعلومات المقدمة من قبل الحكومة الأفغانية.
ونوه كاظمي قمي إلى أنه وبناء على الفقرة 5 من تلك المعاهدة، يمكنه طلب الزيارة إلى محطة قياس المياه في دهراود من أجل قياس كمية الأمطار، وتقع هذه المحطة أعلى سد كاجاكي، حيث أن أغلب المياه التي ينبغي إطلاقها في إطار المعاهدة هي من سد كاجاكي، أو كمية المياه الموجودة بين حوضي سد كمال خان وسد كاجاكي.
وأعلنت إيران هذا العام أن ما يقوله الجانب الأفغاني حول شح المياه هو أن هطول الأمطار كان منخفضا، وكمية المياه كانت كبيرة بحيث لا يمكن إطلاقها، ويجب على الخبراء زيارة مركز القياس في دهراواد، وهو عمل تم متأخراً، ولكن تم قبوله من الجانب الأفغاني، وقبل أيام استقبل وفداً مكوناً من الفريق المختص من وزارة الطاقة لدينا مع مسؤولي محافظة سيستان وبلوشستان وبعض أمناء سيستان وممثل محافظة سيستان وبلوشستان وممثل وزارة الخارجية في إطار الاتفاق الذي تم مع الجانب الأفغاني، وقاموا بزيارة ميدانية الى هناك ودخلوا أفغانستان من حدود سيستان وزابل حيث درسوا موضوع هطول الأمطار والوضع الزراعي في محافظتي نمروز وهلمند ولاحظوا أن الوضع الزراعي لم يكن جيدًا.
وأوضح كاظمي قمي أنه تم تزويد موضوع زراعة بعض المزارع بمياه الآبار وكان من المهم، في إطار المعاهدة، زيارة محطة قياس دهرادون وإجراء قياسات منسوب المياه. وان كمية المياه التي تدخل إلى سد كاجاكي لم تكن طبيعية، وهذه حقيقة، بالطبع، ينبغي القول أن هذه الزيارة والقياس قد تمت في شهر آب /أغسطس، الذي كان الأكثر حرارة في هذا العام، ومن الطبيعي أن لا يوجد أمطار في فصل الصيف، وخلال هذه الأشهر الخمسة تم قياس كمية المياه وهو أمر طبيعي.
ولفت كاظمي قمي إلى أنه وفي إطار المعاهدة، فإن الكمية المتفق عليها تكون على أساس قياسات شهرية في جميع فصول السنة، ولكننا قمنا بالقياس في موسم واحد، وهو شهر آب /أغسطس، عندما يكون هناك نقص في المياه. ولكن ذلك في حد ذاته كان أمراً جيداً، وقد أعلن مسؤولو طالبان أن من حق الشعب الإيراني أنه إذا كان أزرق اللون، فمن واجبنا أن نعطيه.
ونوه كاظمي قمي الى أنه هذه هي المرة الأولى منذ عام 1351 هجري شمسي التي يقوم فيها وفد من الخبراء والأمناء من حدود زابل بزيارة مقاطعتي نمروز وهلمند وزيارة محطة مراقبة دهرود، وقد اتفقنا على أن هذه الزيارات ستتم بناء على طلب الإيرانيين الذين وضعناهم في الترتيب. حيث أنه لم تصل المياه بسبب نقص المياه والظروف القائمة.
لكن الجانب الأفغاني أعلن التزامه، ونأمل أنه وفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال موسم الأمطار عندما يكون هطول الأمطار غزيرا، سيسمحون بتدفق مياه نهر هلمند إلى إيران، بالطبع، في إطار الاتفاق، حتى لو كانت الكمية هطول الأمطار غير طبيعي، وبتدفق مياه نهر هلمند بنفس الكمية لدخول إيران. كما تبلغ المسافة بين سد كاجاكي وحدود إيران 730 كم، والمنطقة حارة جداً كما أن تبخر المياه أصبح مرتفع أيضًا بسبب الظروف الرملية للطريق، حيث يتم فقدان الكثير من المياه إذا ترك الجميع المياه، فلن تكون هنالك كمية كبيرة، ولكن يجب أن يحدث شيء في إطار المعاهدة
وقال كاظمي قمي، توجد بين إيران وأفغانستان حدودا طويلة تبلغ حوالي 925 كيلومتراً. إن حدودنا مع أفغانستان ليست حدودا طبيعية، ووفقا للوضع في أفغانستان، فإننا نشهد دخولا غير قانونيا للمهاجرين الأفغان إلى البلاد. جزء متحكم فيه والجزء الآخر له اعتبارات أخلاقية وإنسانية، ولسوء الحظ، فإن أحد ممرات تهريب المخدرات وعبورها يقع من جانبنا من الحدود إلى أوروبا. وفي كل عام نضحي بالعديد من الشهداء من أجل وقف هذه الآفة التي تفتك بالمرأة.
ولفت كاظمي قمي إلى أن المخدرات اليوم ليست مجرد مسألة أفيون، بل إن إنتاج المخدرات صناعة أكثر خطورة بكثير لأنها أقرب طريق إلى أوروبا، وهو ما تؤكده "مافيا" المخدرات، كما يمثل الاتجار بالبشر أيضًا مشكلة، لذلك ليس لدينا ظروف طبيعية على الحدود.
وأوضح كاظمي قمي أن تقدير الخلافات الحدودية بين إيران وأفغانستان في العامين الماضيين وبالنظر إلى أن حدودنا هي حدود لها إشكالية، إلا إن حجم الخلافات ليس كبيرا. وأنا أقول هذا الأمر بمنتهى الجدية، ولم أر من يقول اليوم:" إن حكومة كابول لديها الإرادة لخلق صراع معنا"، لكن هناك خطأ على الحدود، وهو جزء من المشاكل التي يتم التعامل معها، وهي المشاكل المتعلقة بالتهريب والدخول غير الشرعي، أشخاص لا تعرفهم هل هم إرهابيون أو أشخاص يغادرون بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية.
ولفت كاظمي قمي إلى أنه في الآونة الأخيرة، حدث صراع على الحدود، قُتل فيه شخص واحد. وعندما أكتشفنا أصل النزاع لم يكن الصراع بين حرس حدودنا وحرس الحدود من الجانب الأفغاني، بل كان سبب النزاع بسبب قضية المخدرات، وإذا قارنا هذه القضايا بالنزاعات الحدودية الأخرى، فستجد أنه تحدث في بعض الأحيان تفجيرات. يظهر اتجاه حدودنا أننا نتحرك نحو اقتصاد الحدود. تحدث حادثة على الحدود، لكن في الإعلام والفضاء الافتراضي تتم تغطية النزاع وإطلاق النار بحيث يتبين أن دولتين على حافة الحرب وآخرون يحرضون ونحن نسيطر على هذه القضايا وقلقان على الحدود بكل الشروط التي لا أستطيع حصرها.
وأوضح كاظمي قمي قائلا: لا شك أنه بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، عزز الأمريكيون الجماعات الإرهابية والمتطرفة مثل "داعش"، وكما فعلوا في سوريا والعراق بعد أن أجبروا جنودهم على المغادرة وقد هزموا، تحل اليوم جماعات إرهابية مثل "داعش" محل الجيش الأمريكي، ومن أهداف "داعش" والجماعات الإرهابية، عدا عن الانفلات الأمني داخل أفغانستان، الانتباه إلى أن الدول التي هي في صراع مع الأمريكيين، وأحدها إيران، تستخدم جغرافية أفغانستان ضد إيران أو تخلق المشاكل في آسيا الوسطى أو الصين وروسيا لا تزال على جدول أعمال الأميركيين.
وشدد كاظمي قمي قائلا: من أهداف الأمريكان استغلال جغرافية أفغانستان ضد الدول التي هي في صراع مع الولايات المتحدة وفي صراع مع الأمريكان، وإن طالبان جادة بشأن القتال ضد "داعش"، وأحد أدوات الضغط التي استخدمها الأمريكيون لإجبار طالبان على الامتثال هو استخدام الجماعات الإرهابية مثل داعش، و"داعش" الخراسانية، وحتى استخدام القوات العسكرية والأمنية التي كانت المستخدمة في النظام السابق في أفغانستان. وقد أعطي الأميركيون تدريبات خاصة لاستغلالها في الوقت المناسب، لقد فشل الأمريكيون بالتأكيد في أفغانستان، ولكنهم يواصلون تحقيق أهدافهم وغيّروا وسائل تحقيق أهدافهم، وأحدها قضية الإرهاب، رغم أنها قضية تشغل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول المنطقة ودولها. وتتابع آسيا الوسطى والصين وحركة طالبان نفسها بحساسية.
وأكد كاظمي قمي :إن الأمن والاستقرار والازدهار في أفغانستان يعتمد على الاستقرار السياسي المستقر، وما يمكن أن يخلق أمناً مستقراً هو الاستقرار السياسي، وما ينبغي أن يكون عليه نوع الحكومة والنظام في أفغانستان يرتبط برغبات الشعب الأفغاني. ونحن لا نتدخل في هذا الأمر. إنهم يريدون، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تحترم رغبات الشعب الأفغاني.
ونوه كاظمي قمي إلى أن التجربة التي ظهرت في أفغانستان هي أنه كلما أصبح اتجاه ما هو السائد في أفغانستان وحدها، لم يتمكن من البقاء والاستمرار، ومن ناحية أخرى، ونظراً لأن أفغانستان متورطة منذ حوالي 45 عاماً، فقد كانت هناك صراعات دامية، وكان سبب معظم هذه الصراعات تتمثل في عدوان الغزاة، وفي وقت من الأوقات كان الجيش الأحمر التابع للشيوعيين قد هاجم معسكر هذه الأمة، وفي وقت من الأوقات هاجم معسكر الليبرالية الغربية، فكان الدمار والقتل والتشريد والمهاجرين، مما يعني أن أفغانستان اليوم تواجه خراباً من مخلفات عقود عديدة.
ولفت كاظمي قمي الى تجربة أخرى متمثلة في أن الأميركيين في قمة بون عام 2001 لم يروا جزءاً من واقع أفغانستان، وكانت النتيجة أنه بعد سنوات قليلة بدأت الصراعات وتغير النظام وجاء نظام جديد وهذا النظام أيضاً قد انهار، لقد شهدنا هذه التجارب.
وأوضح كاظمي قمي أن النقطة الأخرى تتمثل في أن كل تطور وحدث يقع في أفغانستان يؤثر على أمننا القومي وأمن حدودنا داخل البلاد. وعلى سبيل المثال، في العامين الأخيرين، بعد الهزيمة، خطط الأمريكيون لسحب جنودهم والمغادرة، لقد تضاعف عدد المهاجرين الذين أتوا إلى إيران، ويأتون بشكل رسمي وغير رسمي، إلى أربعة أضعاف، ونحن بلد متأثر بالتطورات في أفغانستان، لذا، إذا قالت الجمهورية الإسلامية الإيرانية شيئا عن الخير، فإن ذلك في إطار مصالح الشعب والنظام السياسي في أفغانستان، وفي إطار الأمن القومي للمنطقة وأمنها القومي، وهي ليس التدخل على الإطلاق. لقد أجرينا نقاشاً أخوياً مع طالبان، وهذا هو نقاشنا من باب حسن النية.
وقال كاظمي قمي :يجب أن نقول إن المسلمين الشيعة، مثلهم مثل كل المجموعات العرقية الأخرى (الهزارة والأوزبك والطاجيك والبشتون)، هم مواطنون أفغان. وفي هذين العامين، يهتم الشيعة بحياتهم وثرواتهم وطقوسهم الدينية، مثل شهر محرم، والحداد، برأيي عندهم رضاء نسبي. لقد كانت حقيقة أنه في مسألة الحداد ساعدت حكومة كابول في استتباب الأمن وقد حدث ذلك. لكن النقطة الموجودة هي أن وجود الشيعة وغيرهم في الحكومة لا يزال غير مرغوب فيه بالنسبة لهم في أعين المواطنين والشيعة. وعلى الرغم من الخطر الأمني الموجود، فقد اهتمت حركة طالبان بالأمن وهو أمر إيجابي، ونأمل أن يتم تهيئة الظروف في أفغانستان حتى نشهد حكومة قوية تضم ممثلين عن جميع الدول.
المصدر: قناة العالم