تاريخ النشر: ٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٩:٥٩

استعرضت قناة عبرية، انطباعات أول وفد تجاري "إسرائيلي" زار السعودية، في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية التطبيع بين الرياض و "تل أبيب" بواسطة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه استعرضت قناة عبرية، انطباعات أول وفد تجاري "إسرائيلي" زار السعودية، في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية التطبيع بين الرياض و "تل أبيب" بواسطة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن.

ورأت قناة "I24NEWS" العبرية، بأنه "لم تعد العلاقات الدبلوماسية بين الاحتلال والسعودية، التي تعتبر منذ فترة طويلة جوهرة التاج، حلما بعيد المنال، حيث أن حقبة جديدة في الشرق الأوسط قد تكون على الأبواب".

وقالت القناة إن "وفد أعمال "إسرائيليا" وصل السعودية مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، لحضور مؤتمر حكومي رسمي حول الأمن السيبراني"، منوهة إلى أن "البعض في (إسرائيل) والسعودية، يتوقون إلى إطلاق العلاقات بالفعل". وفق قولها.

آفاق العلاقات

وقال عبد العزيز الخميس، وهو صحفي سعودي زار "تل أبيب" ثلاث مرات: "لدينا فرصة ذهبية، وأعني السعودية و(إسرائيل)، بمساعدة الولايات المتحدة، يمكننا تطبيع علاقاتنا"، مضيفا: "يجب أن نأتي بـ (الإسرائيليين) والفلسطينيين إلى الرياض للحديث عن (السلام)"، وفق ما نقلته القناة.

وتابع: "توقيع اتفاقيات إبراهيم كان حدثا مهما، ويجب أن نتذكر أن السعودية مختلفة، فهي أكبر دولة في المنطقة وفي العالم الإسلامي والعربي، بعبارة أخرى، ليست مجرد دولة أخرى تنتظر في الطابور لمصافحة (الإسرائيليين)"، بحسب تعبيره.

ونقلت القناة عن صحفي آخر لم تذكر اسمه، "نعلم أنه بدون (إسرائيل)، لن يحدث الشرق الأوسط الجديد الذي اقترحه ولي العهد محمد بن سلمان"، مضيفا: "يزعجنا دائما أن نسمع (الإسرائيليين) يسألوننا: متى ستطبعون؟".

وأشارت إلى أن "هذا اعترف به مسؤولون حكوميون سعوديون عندما استضافوا للمرة الأولى، وفد أعمال "إسرائيليا" مكونا من 12 شخصا، في مؤتمر رسمي عقد يومي 6 و7 أيلول/سبتمبر في الدمام، المعروفة باسم عاصمة النفط في الخليج".

وفي لقاء مع مجموعة رجال الأعمال "الإسرائيليين" الذين تمت دعوتهم إلى مؤتمر الأمن السيبراني الحكومي، وجه مسؤولون سعوديون رسالة حادة إلى "تل أبيب" جاء فيها: "مع كل الاحترام الواجب للإمارات والبحرين والمغرب، الموقعين على اتفاقيات إبراهيم نحن شيء آخر، لذا، التطبيع معنا إذا جاء سيكون حدثا مختلفا".

وفي أيار/ مايو الماضي، تمت دعوة الباحثة "الإسرائيلية" نيريت أوفير، لإلقاء محاضرة في مؤتمر "الأمن في الشرق الأوسط" الذي عقد في الرياض، وكانت هذه "على الأرجح المرة الأولى التي يلقي فيها (يهودي إسرائيلي) محاضرة علنية أمام جمهور من جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك من لبنان واليمن والعراق".

وقالت أوفير التي تتنقل في الخليج منذ عقد من الزمن كجزء من عملها: "تبادلنا بطاقات العمل واتفقنا على البقاء على اتصال"، معترفة أنه هناك من "تجنب التواصل معي عندما سمعوا أنني (إسرائيلية)".

وأوضحت القناة، أن "المفاجأة الكبرى كانت عندما تواصل مسؤولون سعوديون مع الباحثة وسيدة الأعمال الإسرائيلية، وطلبوا منها قيادة وفد تجاري إلى المؤتمر في الدمام، ولم تكن هذه هي المرة الأولى أيضا، ففي 2021، أحضرت الدكتورة أوفير فريقًا إسرائيليا إلى المملكة للتنافس في رالي داكار، ودخل جميع أعضاء الوفد السعودية بجوازات سفر (إسرائيلية)".

أما في هذه المرة، "دخل رجال الأعمال بجوازات سفر أجنبية، ولكن تم تعريفهم علنا في المؤتمر الذي حضره أكثر من 300 مشارك، أنهم (إسرائيليو).

وقال فرانك ملول، الرئيس التنفيذي لقناة "I24NEWS" العبرية، التي تبث من الأراضي الفلسطينية المحتلة بثلاث لغات؛ العربية، الفرنسية والإنجليزية: "هذه فرصة تاريخية، لأنه هنا في الدمام ينكشف أمام أعيننا ارتباط يشير إلى شرق أوسط جديد"، مضيفا: "السعوديون كشفوا لنا في محادثات مباشرة، أن أوجه التشابه بيننا أكثر من أوجه الاختلاف".

وخلال مؤتمر الدمام، عرضت شركات الإنترنت "الإسرائيلية" تقنيات مبتكرة "أثارت اهتماما كبيرا" بحسب القناة، التي أشارت إلى أن بعض المشاركين "تجاهلوا حضور مندوبي الشركات بشكل واضح، وطالب بعضهم بأقصى قدر من التكتم من نظرائهم (الإسرائيليين)".

وبينت الباحثة أوفير، أنه "لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه، ولكن ليس هناك شك في أن شيئا ما يحدث في الاتصال بين (تل أبيب) والرياض".

وزعمت القناة، أنه "تمت دعوة الشركات (الإسرائيلية) إلى اجتماعات خاصة مع شركات من جميع أنحاء العالم العربي والخليج بشكل خاص خلال المؤتمر، والذين علموا بمشاركتهم مسبقا طلبوا التواصل، وشمل ذلك مناقشات مع شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو، ووزارة الطاقة السعودية، والشركة السعودية للكهرباء، ووزارة الغاز والنفط في البحرين".

وأوضح ممثل لشركة (إسرائيلية) طلب عدم الكشف عن هويته لـ"I24": "أن المحادثات التي تطورت كانت رائعة وتجاوزت إلى حد كبير المواضيع المهنية، حيث تحدثنا عن التغيير المتسارع الذي يمر به المجتمع السعودي".

وأكدت القناة أنه "لم تكن الشركات السيبرانية فقط هي المشاركة في المؤتمر، على سبيل المثال، إحدى الشركات (الإسرائيلية) الحاضرة، هي شركة مبتكرة في مجال التعرف على الوجه".

في السياق قال المهندس أمبار دالفي المقيم في دبي، والذي يمثل شركة "OOSTO" الإسرائيلية في الخليج: "في البلدان التي هي في الواقع أعداء لـ (إسرائيل)، تحظى تقنياتكم بتقدير كبير، ولا يخجلون من استخدامها". وفق قوله.

من جهته زعم نائب رئيس ذات الشركة، فاديم ألوني، أن "(الشركات الإسرائيلية) تمتلك تقنيات مذهلة يحتاجها السوق السعودي، في عالمي الدفاع والأمن، شركتنا متخصصة في منتجات التعرف على الوجه والسلوك، وتفخر بالمشاركة في هذا الوفد، والذي يمكن أن يعزز (السلام) الإقليمي والعلاقة الاقتصادية بين الجانبين".

بدوره ذكر دورون يتسهار، وهو رجل أعمال (إسرائيلي) يزور السعودية للمرة الأولى: "وفدنا يعطي الأمل لليهود، باستعادة العلاقة القديمة من الماضي إلى مستقبل مشترك قوي وواعد"، وفق زعمه.

ونقلت القناة عن ندى المحسن، وهي سعودية حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة "كانساس سيتي": "ربما يمكننا معا بناء منطقة للشركات الناشئة، لديكم الكثير لتقدموه، من الطبيعي أن تكونوا أنتم الإسرائيليون هنا، وآمل أن يصبح الأمر طبيعيا قريبا".

وأضافت القناة أنه "في اجتماعات خاصة بين الممثلين (الإسرائيليين) والسعوديين، سمع أكثر من مرة، أن شركات (إسرائيلية) تحت علم أجنبي، تعمل بالفعل في السعودية في مجالات مثل التكنولوجيا والزراعة"، مشيرة إلى أن "العمل تحت علم أجنبي، هي ذات الاستراتيجية التي تم استخدامها في الإمارات والبحرين قبل التطبيع رسميا في 2020".

وأوضحت أنه "حضر المؤتمر في الدمام ممثلون عن المشروع الرائد الخاص بولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ "رؤية 2030"، وبلا شك، ابن سلمان، هو مهندس التغيير المتسارع الذي تشهده البلاد، والذي قد يصبح حاكما له في المستقبل القريب".

وقال معد التقرير في قناة "I24" "إن مشروع نيوم هو جوهرة التاج في السعودية الجديدة"، هذا ما سمعته من محمد ممثل هذا المشروع الطموح الذي كان مشاركا في المؤتمر"، زاعما أن "محمد، بحث عن (الإسرائيليين) أثناء استراحة تناول القهوة للدردشة في الممر". على حد قوله.

وتابع معد التقرير أن ممثل نيوم قال له، "إن السعودية دولة ضخمة بحجم أوروبا الغربية، وليس من قبيل الصدفة أن (قيادتنا) قررت بناء "نيوم" على بعد 350 كيلومترا بالضبط من الحدود مع الاحتلال، نحن نأخذكم بعين الاعتبار، وهذه المرة للأفضل، وفي الوقت نفسه، علينا أن نتذكر أن هناك أشياء يجب أن تحدث، على سبيل المثال فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لكي نمضي قدما ونؤسس العلاقات، سيكون ذلك خيرا لنا جميعا". بحسب قوله.

ونقلت القناة عن الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس، حديثه عن رغبة سعودية في "التعاون" من كيان الاحتلال فيما يخص "نيوم"، وخاصة في مجالي "الابتكار والتقنيات الجديدة".

وختم معد التقرير بقوله: "عندما كان الوفد يستعد للسفر إلى إسرائيل عبر دبي، سألنا المضيف السعودي في الدمام عن وجهتنا النهائية، وعندما أجبنا "تل أبيب"، أجاب بابتسامة من الأذن إلى الأذن".

المصدر: "عربي 21".

/انتهی/