صرح النائب اللبناني السابق  "د.نزيه منصور"، أن ما يحصل في مخيم عين الحلوة "ليس وليد الساعة وليس صراع بين منظمات، بل هو صراع اكبر بكثير و ذا طابع اقليمي وفلسطيني، في ظل ضغوط يعاني منها العدو الصهيوني". متمنياً، لو أن مايحصل في عين الحلوة يقع بين الصهاينة أنفسهم.

وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: شهدت الآونة الأخيرة اشتباكات مسلحة في مخيم عين الحلوة، أدت لسقوط العديد من الضحايا، ونزوح عدد كبير من سكان المخيم، الأمر الذي استنكره الكثير مما له دور كبير في خدمة الكيان الصهيوني وحرف بوصلة الفلسطينيين عن العدو الأوّل وإشغالهم بمناوشات ومشكلات لا تخدم القضية الفلسطينية بل وتستنزف الشعب الفلسطيني.

ومؤخراً، اجتمع وفدان من قيادة حركتي فتح وحماس في سفارة دولة فلسطين، ببيروت، لمناقشة الأوضاع في مخيم عين الحلوة بعد الأحداث الدامية التي شهدها المخيم خلال الفترة الأخيرة.

وتمخّض عن الاجتماع العديد من القرارات، منها وقف كافة الحملات الإعلامية بكافة صورها واشكالها، ودعوة وسائل الاعلام لتحرّي الدقة في نقل الخبر بموضوعية ومهنية، فضلاً التأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بالالتزام الكامل بتثبيت وقف إطلاق النار وبالتفاهم الذي جرى برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وبحضور قادة الأجهزة الأمنية واللقاء الأخير الذي جرى في المديرية العامة للأمن العام اللبناني.

ونظراً لأهمية الأمر، وللغوص أكثر في خفايا هذه الفتنة الطارئة، ومآلاتها على لبنان والمنطقة بشكل عام، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع النائب السابق الدكتور "نزيه منصور وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

_ شهد مخيم عين الحلوة تطورات امنية خطيرة في ظل احاديث ومعلومات تتحدث عن دخول طابور خامس يعمل للعدو الصهيوني وخوف من انتقال هذه الاحداث الى مخيمات اخرى سيما ان هناك تقصد لضرب المراكز العسكرية للجيش اللبناني وسقوط شهيد من بلدة الغازية وعدد من الجرحى، وهناك اختراق دائم للهدنة الهشة، ما قراءاتكم لما يحصل في مخيم عين الحلوة والى اين نحن ذاهبون؟

ما يحصل الان بمخيم عين الحلوة ليس وليد الساعة وليس هو صراع بين منظمات، بل هو صراع اكبر بكثير وهو صراع ذا طابع اقليمي وفلسطيني في ظل ضغوط يعاني منها العدو الصهيوني والازمة التي تجتاح الكيان الصهيوني بين جيش العدو بمختلف اسلحته البرية والبحرية والجوية والاحتياط منها.

كنا نتمنى ما يحصل في عين الحلوة أن يحصل داخل فلسطين المحتلة بين الصهاينة، ولكننا للاسف وجدناها تتحول مباشرة الى المخيم.

لا بد من الاشارة الى ان مخيم عين الحلوة يتميز عن غيره من المخيمات بأنه الاكبر مساحة والاكثر كثافة من حيث عدد السكان، عدا عن اهمية الموقع الاستراتيجي الذي يشغله على مدخل الجنوب، والملاصق لمدينة صيدا التي هي عاصمة الجنوب، وقد تحول ليصبح عاصمة فلسطين الثانية في لبنان او غيره، ومعظم الفصائل الفلسطينية موجودة بداخله، الامر الذي يمنحه هذه الاهمية، ومن يسيطر على مخيم عين الحلوة يمكنه ان يسيطر على كل المخيمات.. ما زال الصراع محصورا داخل المخيم بين جناحين بين ما يعرف بالاسلاميين وحركة فتح، ويستغل هذا الصراع الكثير من المجرمين والمطلوبين للعدالة والفارين الذين عليهم احكام ومذكرات توقيف، اذن هذا المخيم له اهمية امنية وسياسية في المنطقة.... لذلك نرى ان هذا الصراع داخل المخيم وما صدر عن محمود عباس من خلال اتصاله مع رئيس الحكومة اللبنانية حكومة تصريف الاعمال خطير، فهو يريد ان يسيطر الجيش اللبناني على المخيمات وان يصادر السلاح وان يبقى المخيم ذو طابع مدني، هذا ما يثير الشك والريبة، وبأن ما حصل في المخيم ليس صدفة او نتيجة خلافات بين تنظيمات او افراد، انظروا كم مرة تم اختراق هدنة وقف اطلاق النار لتعود المعارك من جديد، كل هذه المؤشرات تدل على ان هذا الصراع ليس فلسطيني فلسطيني في الداخل بل هو ابعد من ذلك، وخاصة التحركات الاميركية على الساحة اللبنانية، وكذلك ما يحصل في فلسطين المحتلة من اقتحام للعدو الصهيوني للمدن والقرى الفلسطينية وما يمارسه من اعتقالات وقتل وخطف وتدمير وايضا الهجمة على القدس... بدلاً من أن يكون التركيز على جرائم العدو نرى بأن التركيز الاعلامي كله ينصب على مخيم عين الحلوة، مما يؤكد ان الامر ابعد بكثير مما نراه.

اما بالنسبة للقاء بين الامن العام اللبناني والفصائل الفلسطينية فهو يدفع الحكومة اللبنانية _من خلال المؤسسة الامنية_ للبحث في الموضوع، وعادة ما كانت تعالج على ايدي مخابرات الجيش، مما يعني ان هناك تدهور في معالجة هذه المسألة، لان الامن العام لا يمتلك القوة العسكرية التي تساعده ان يحقق انجازا ما.. هو فقط يلعب دور سياسي ووسيط.. وعودة عزام الاحمد الى لبنان وما يمثله في السلطة الفلسطينية ليحضر هذا اللقاء، يعني بأن السلطة الفلسطينية لاعب اساسي فيما يحصل... اما التمدد والصراع مع الجيش اللبناني، حتى الان الجيش اللبناني لم يدخل في هذا الصراع لا من قريب ولا من بعيد، الامور تحتاج الى مزيد من التطور والترقب كيف ستتطور هذه الحرب داخل المخيم ليبني على الشيء مقتضاه في التفاصيل... ولكن المخيم بحد ذاته هو بؤرة توتر لما يشغله من موقع استراتيجي واذا استمر الوضع على ما هو عليه فهو يشكل ضررا هائلا على المنطقة .. من هنا يجب الترقب والحذر والحد من هذا الصراع والعمل على اطفاء نار الفتنة التي تشتعل في المخيم."

_صدم اللبنانيون منذ يومين برؤية تركيب الخيم بشكل سريع في ملعب صيدا البلدي مما اثار موجة استنكار شعبية وسياسية كبيرةجدا والملفت سرعة التجهيز، ماذا يحضر للبنان من خلال هذا المؤشر ومن خلال هذه المؤامرات خاصة ملف النزوح السوري والذي كان هذا المخيم هو لاستقبالهم وليس كما ادعوا انه لاستقبال النازحين من المخيم خوفا من القصف ماذا ينتظرنا سيما في ظل تواطؤ الامم المتحدة بتدفق النازحين السوريين الى لبنان كما قال احد الوزراء في حكومة تصريف الأعمال؟

بالفعل رافق هذه الاحداث مفاجأة كبرى وهي نصب خيم على مدخل الجنوب ملاصقة لحاجز الجيش اللبناني على نهر الاولي، يعني المنطقة الفاصلة بين جبل لبنان والجنوب... نصب الخيم تم بسرعة هائلة وتجهيزها واقامة حمامات وتأمين الكهرباء كات بسرعة قياسية، فعلا هذا يلفت النظر ويؤكد بأن هناك مخطط وهناك سيناريو سبق هذه الاحداث وكان مخططا للامر سواء اكان لجأ اليه الفلسطيني او السوري، وهذا يشكل خطرا داهما ليس فقط على صيدا بل على الجنوب على القوات الدولية على الخط الامن للمقاومة، على الخط الامن لبيئة المقاومة التي تنتقل

يوميا بالاف السيارات بين بيروت والجنوب، وحتى على الوضع التجاري والاقتصادي والربط بين المناطق اللبنانية، فكان يمكن تحريك هؤلاء الذين سيقيمون بالخيم لاقفال الطريق او مظاهرات او افتعال مشاكل، ما حصل سواء عن حسن نية او سوء نية فهو يشكل خطرا استراتيجيا على المنطقة وعلى لبنان بأكمله، لان ما يلحق بأي منطقة لبنانية تنعكس آثاره السلبية على مختلف اللبنانيين، وخاصة ان الجنوب هو موقع حساس جدا، والان هناك النفط والغاز في الجنوب مع فلسطين المحتلة ، واصبحنا على مقربة قريبة جدا من تاريخ الحفر، وهذا سيؤثر على هذا الموضوع وسيتأخر الحفر كون الجنوب في منطقة غير آمنة لو نصبت الخيم وافتعلت المشاكل...

كل هذه التساؤلات تفرض نفسها على الساحات اللبنانية والإقليمية والدولية وعلى مستقبل لبنان وعلى دور المقاونة في لبنان، اذن ما يحضر ليس بريئا خاصة ان من نصب الخيم هو الصليب الاحمر والمنظمات الدولية ولم يكن عملها عفويا وحبا بحقوق الإنسان، بل هي تريد ان تنشر بؤر التوتر في مختلف الساحات اللبنانية، وهذه فرصة لها ان تضع المخيمات ضمن نقطة حساسة ومعبرا رئيسيا لكل اللبنانيين وللجيش اللبناني وللقوات الدولية، لماذا لم تنصب هذه الخيم في اقليم الخروب في مناطق نائية اذا كان هناك حسن نية؟ حتى كمنشأة رياضية يشكل خطرا عليها، فالفرد لا يمكن ان يدخل الى عاصمة الجنوب ويرى هذه المخيمات التي يتواجد فيها النازحون، بكل العالم عندما يكون هناك اي حدث تأخذ الناس الى مناطق نائية وتؤهلهم وتؤمن لهم ما يحتاجونه... فعلا هو امر مشبوه واكثر من مشبوه وهذا يؤكد أن هناك توجه لاثارة الفتن وخلق ازمات ومشاكل للجنوب ولاهله.".

_ زيارة لودريان ماذا تحمل في طياتها في ظل تعنت الاميركي وادواته في لبنان برفض الحوار، وخاصة أن هناك بعض الافرقاء في لبنان يعتبرون ان زيارته ليست سوى واجب وظيفي، وماذا عن دعوة الرئيس بري للحوار رغم ان الحوارات الجانبية بين الافرقاء موجودة؟

فيما يتعلق بزيارة لودريان هناك مثل شعبي يقول :" الشهر المبارك بيبين بطلتو" هذا رجل كان قد سبقه رئيسه ماكرون واجتمع مع المسؤولين اللبنانيين واعطى مهلة لتشكيل حكومة وفشل بوقتها، والان هذه الحكومة مستقيلة لثلاث مرات المرة الاولى عندما قدم استقالته ميقاتي وفشل في تشكيل حكومة، ثانيا مع انتخاب مجلس نيابي جديد عليه كان ان يشكل حكومة جديدة، ثالثا مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية تصبح الحكومة مستقيلة، فكيف يمكن لرئيس حكومة مستقيلة ان يدير ازمة في لبنان وهو لم يستطع تشكيل حكومة؟!

لودريان هو مكلف من قبل الادارة الفرنسية، وهنا نسأل كم مرة زار لبنان ولم ينجح وهو يعلم بأنه لا يستطيع ان يحل الازمة الرئاسية والدليل على ذلك بأنه بين كل زيارة وزيارة الى لبنان يعطي مهلة شهر شهرين ويأخذ راحته، لو كان العمل جدي لا يأخذ كل هذا الوقت ... فإذا المعلم ماكرون فشل فكيف سينجح هذا العامل الذي ليس لديه صفة رسمية في الادارة الفرنسية هو فقط مكلف بهذا الماف واتوا به من مبنى الوزارات لينفذ هذه المهمة، وحسب المعلومات انه حصل على وظيفة جديدة بإحدى الشركات، اذن الاعتماد عليه بحل الازمة هو خاطىء ولا اعتقد انه سيحلها بسبب عجز الادارة الفرنسية نتيجة النكسات التي تمر بها سيما في افريقيا وهي تبحث عن دور لها في لبنان، والفئة التي تعتبر نفسها في لبنان هي تابعة للغرب لم تعير اهمية لهذه النقطة ، حتى ان هذا الفريق المسمى على الفرنسيين لم يأخذ بما قدمته الإدارة الفرنسية...

كل الوقائع والمعطيات تشير الى انه منذ ان استلم الفرنسي هذا الملف لم يحقق اي انجاز او اي خطوة نحو الامام، فاذن الفرنسي قد سقط، ولربما عليه ان يأتي ليعتذر لا ليقول انه سيتابع الموضوع ... ولا ننسى الدور الاميركي الذي يختلق الازمات ويفاقمها ويأتي لزيارة هذا البلد او ذاك ولديه موظفين مطيعين له في كل بلد ينفذون اجندته، ومن ثم بعد الفوضى التي يخلقها يعمل على إيجاد الحلول... بما بخص لبنان يمكننا معرفة اذا كان الاميركي فعلا يريد الحل من خلال المبعوث القطري الذي يمثل الاميركي وهو الأكثر ديناميكية... اما فيما يخص اللجنة الخماسية فهي من كل وادي عصا ولكل جهة فريقها الخاص في لبنان ولا يستطيعوا الاتفاق على رأي واحد، لانهم هم في جهة والوطن في جهة اخرى، لذلك لا يراهنوا لا على الفرنسي ولا على الاميركي، وهذه الوقائع على الارض بدأت تتحول وما دعا اليه رئيس المجلس من حوار هو حل مقبول على الطريقة اللبنانية، دائما في لبنان لا يوجد لا غالب ولا مغلوب، لذلك الدعوة الى الحوار حتى الان حققت تقدما، لان معظم النواب اصبحوا يشكلون الثلثين قبلوا بهذا الامر، وعلى رئيس المجلس النيابي ان يدعو للحوار بمن حضر، ومن ثم يدعو لجلسة، والا ان تركنا الامور هكذا فالبلد ذاهب للانهيار اكثر فأكثر، الان الكرة في ملعب رئيس المجلس عليه ان يدعو للحوار بمن حضر، سيما ان موقف البطريرك كان مساعدا في هذا الموضوع ودعا الفريق الاخر لحضور هذه الجلسات على ان تكون محددة زمنيا ... والا ستزداد الامور سوءا..

اليوم الحكومة عاجزة ان تفتح المؤسسات والادارات الرسمية او حتى التعليم في المدارس الرسمية والجامعات الرسمية، البلد الان امام ازمات متعددة أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا، وهناك من يدعو للفيدرالية وطروحات غريبة عجيبة، لذلك من الضروري اعادة تفعيل العمل المؤسساتي الرسمي والقوانين المرعية الاجراء.

/انتهى/