وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان أعمال الشغب و الأزمة الأمنية في ايران بدأت في سبتمبر العام الماضي بعد بث خبر وفاة المرحومة مهسا أميني، لكن ما حدث في الشارع كان نتيجة سنوات عديدة من الجهود المتواصلة من قبل الأعداء؛ جهود ظهرت بشكل رئيسي في الفضاء الإعلامي، حول مفهوم الحرية وتركز على موضوع الحجاب، وسبب لأعمال الشغب في الشوارع، والتي باءت بالفشل في نهاية المطاف.
وبعد وفاة المرحومة أميني، بادرت حركة المعارضة التي رأت أن هذه الظروف الخاصة هيأت فرصة لها لتنفيذ برامجها المعدة مسبقا، من خلال ضخ ونشر أخبار كاذبة والتلاعب بمشاعر وعواطف الناس وجرح الضمائر المجتمع، ومن ثم المناورة على ادعاء عنف قوات إنفاذ القانون في البلاد، فبدأوا في إدارة أعمال الشغب وتوجيهها لزيادة حجم تأثيرها المدمر.
لكن على الرغم من استمرار هذه الاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال الشغب، ووقوع جرائم مثل سحب الحجاب عن رؤوس النساء، والتصرح بالشتائم القبيحة في بعض الجامعات، واستشهاد آرمان علي وردي وروح الله عجميان، وحرق ضابط شرطة، وإهانة رجال الدين، ومقتل كيان بيرفلك، وحوادث ارهابية، رغم كل هذا، فإنه استولى الهدوء والأمن على البلاد بعد فترة قليلة.
مؤخراً، تم نشر ملف صوتي يظهر أنه قبل 100 يوم من أعمال الشغب في العام الماضي، توعد الأعداء بخلق الفوضى في تلك الأيام وتحدثوا عن مخططات يتم على أساسها اغتيال بعض رؤساء السلطات الثلاث و قادة حرس الثوة في سبتمبر الماضي. ورغم أن الأعداء خططوا للقضايا الاقتصادية، إلا أن وفاة مهسا أميني جعلهم يركزون خطتهم من القضايا الاقتصادية إلى القضايا الاجتماعية، وخاصة الحجاب.
والآن، وبعد حوالي عام من تلك الأحداث، لم يقف العدو عن مخططاته وحاول لإثارة أعمال شغب أخرى حتى يتمكنوا من إشعال نار الفتنة، لكن رغم الجهود المبذولة لإخراج الناس إلى الشوارع ونشر الأخبار و صور العام الماضي لإثارة مشاعر المجتمع ولكن لم تعد هناك أذن صاغية لصوت الفتنة.
وسائل الإعلام المعادية تقبل هزيمتها
على الرغم من أنه في الأسابيع الأخيرة، وخاصة في الـ 24 ساعة الماضية، ركزت وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية كل أخبارها على ذكرى الاحتجاجات وطالبت بتواجد الناس في الشوارع، لكن يوم الأمس، كانت شوارع طهران من أكثر أيامها هدوءًا وامنا، ولم ترد أنباء عن حادث.
وبطبيعة الحال، فإن هذا الفشل والإحباط للمعارضة هو حقيقة يؤمنون بها هم أنفسهم، حتى مرور عام على أحداث سبتمبر من العام الماضي، اعترف حسين باستاني، محلل قناة بي بي سي الفارسية، في انتقاده لأداء المعارضة العام الماضي، النقطة المهمة هي أن المعارضة لم تستطع أن تنجح في الاضطرابات بعد وفاة المرحومة مهسا أميني، والشعارات التي اطلقتها ما كانت ناجحة. واعتبر أن أحد أسباب فشل المعارضة هو بساطة نظرها حول الإطاحة بالنظام في إيران. وكما قال باستاني، فإن هذا التفكير الساذج حال دون خطط ثقيلة وطويلة الأمد للإطاحة.
كما ان عبد الله مهتادي، زعيم جماعة كوموله، الذي خطط لدفع المشروع الانفصالي من خلال استغلال تحريض العام الماضي، قال مؤخراً في الاجتماع الداخلي للأحزاب الانفصالية إنه يقسم بشرفه كيف خطط لجمع أكبر ائتلاف مناهض لإيران من حوله، لكنه يعترف أيضًا بأنهم أضاعوا "أعظم فرصة تاريخية".
كما يقول زعيم هذه الجماعة الإرهابية في اعترافاته: "إن الجمهورية الإسلامية كانت أكثر حكمة وحزما حول خصومها، واستطاعت تدمير التحالف المناهض لإيران".
لكن هذا العام كان مسلخاً للذين ارادوا خراب ايران الإسلامية وكانوا يبحثون عن مستقبل لهم في أرض الغرب عن طريق إهدار دم الشعب الإيراني، ويتسابق بعضهم البعض في خلق الفوضى والاضطراب والحرب العقوبات لإطلاق المشاريع المعادية ضد بلادهم.!
/انتهى/