أكد الكاتب والإعلامي اليمني "أ. بندر الهتار"، أن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه الحرب على اليمن واضح، لافتاً إلى أن طهران، تعمل على تقريب وجهات النظر، لكن القرار الاصل هو في صنعاء، ومن يريد التفاوض عليه التحدث إلى القيادات اليمنية.

وكالة مهر للأنباء _ القسم الدولي: غادر الوفد اليمني المفاوض برفقة الوسيط العماني العاصمة صنعاء، يوم الخميس المنصرم، إلى الرياض على متن طائرة عمانية خاصة، لاستكمال جولات التفاوض.

وقبيل المغادرة، أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أن جولة التفاوض الحالية تأتي في إطار النقاشات التي قام بها الوفد الوطني مع الطرف السعودي في لقاءات عديدة في مسقط ولقاءات متكررة في صنعاء، آخرها اللقاء في شهر رمضان الماضي.

وأوضح أن الملف الإنساني على رأس الملفات التي يعمل عليها الوفد الوطني، والمتمثل في صرف مرتبات جميع الموظفين وفتح المطار والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين.

وأضاف: "من الملفات التي نعمل عليها خروج القوات الأجنبية وإعادة إعمار اليمن وصولاً إلى الحل السياسي الشامل".

ولفت عبدالسلام إلى أن النقاشات في الملف الإنساني مهمة أساسية للوفد الوطني في التفاوض مع الطرف السعودي ودول العدوان والمجتمع الدولي.

كما أكد عبدالسلام أن الوفد الوطني يعمل في المسار للحصول على حقوق الشعب اليمني العادلة، والوصول لحلول تنهي الحالة القائمة التي لا تمثل أي استقرار ولا تعالج المتطلبات الإنسانية لشعبنا.

وفي تصريح لرئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، يوم الجمعة، أكد أن السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه.

وأضاف عبد السلام في هذا الصدد " نأمل أن تُتوَّج المفاوضات مع الرياض بتقدم في الملفات الإنسانية".

وأضاف نقاشاتنا في الرياض تأتي في سياق النقاشات السابقة التي جرت مع الوفد السعودي في مسقط وصنعاء.

ولازال أبناء الشعب اليمني، ينتظرون أن تترجم مساعي المفاوضات، أعمالاً حيّة على أرض الواقع. ونظراً لأهمية هذا الملف، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الكاتب الإعلامي اليمني"أ. بندر الهتار"، والذي أدلى لنا برأيه بما يتعلق بالحرب على اليمن والدور الإيراني في الوساطة وبما يتعلق بنتائج المساعي العمانية، وغيرها من الموضوعان، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

_ في الفترة الأخيرة انهى وفد من سلطنة عمان، زيارة إلى صنعاء استمرت أربعة ايام في اطار جهود الحل السياسي للازمة اليمنية، برأيكم هل لا يزال الحديث عن هدنة انسانية في اليمن قائماً ام اننا دخلنا في اطار عملية السلام المتعثرة في اليمن؟

من الواضح ان زيارة الوفد جاءت ترجمة للتحذيرات التي اطلقها السيد عبد الملك تجاه السعودية ودول التحالف بشكل عام والذي حذر من استمرار المراوغة والمماطلة فيما يتعلق بالاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني خاصة فيما يتعلق بدفع الرواتب وايضا مطار صنعاء والموانىء اي كل ما يتعلق بالشأن الانساني الذي يعاني منه اليمن.. عمليا السعودية لا تزال في المراوغة، واضح ان زيارة الوفد العماني لم تثمر حتى هذه اللحظة عن اي نتائج لسبب اساسي ان السعودية حتى الان لم تغادر مربع الاقوال والوعود، هي تقدم وعود ولكن عمليا لا شيء على الارض سوى استمرار لسياسة المراوغة، ربما باعتقادي انها مطمئنة للعلاقة الجديدة مع الجمهورية الاسلامية في ايران بأنها يمكن ان تساعدها بالهروب من الاستحقاقات المتعلقة بالجانب الانساني في اليمن وبالحرب بشكل عام، وهذا بإعتقادي رهان خاطىء لانه في المستقبل ستصطدم بأنه يجب عليها ان تذهب مباشرة الى صنعاء للحديث مع الاطراف اليمنية اذا ارادت فعلا الخروج من الحرب وترك اليمن وشأنه، وغير ذلك هذا غير مقبول من جانب الجمهورية الاسلامية في ايران وهي تطالب وتدعو السعودية للتفاوض مع صنعاء بإعتبار القرار موجود في صنعاء.

_ لا يزال المسؤولون في حكومة الانقاذ في صنعاء وفي انصار الله يؤكدون جهوزيتهم لاستئناف الحرب ويحذرون من المماطلة السعودية في انجاز ما اتفق عليه.. هل هناك من سقوف زمنية محددة للصبر اليمني على المراوغة في ايجاد حلول؟ وهل ترون ان الهدف السعودي هو الهدنة وليس حل الازمة؟

فيما يتعلق بمسألة السقوف الزمنية للصبر اليمني نحن نتحدث عن تعقيدات كبرى في العدوان على اليمن، بالتالي نحن في السنة التاسعة اي معالجة تحتاج لمزيد من الوقت، ايضا الطرف الآخر لا يتهرب ، على المستوى الشكلي لا يقدم نفسه كطرف تخلى عن تحمل تبعات العدوان والحصار، انما هناك مراوغة ومماطلة، يعني الطرف السعودي قدم وعود وبأنه مستعد ولكنه يماطل في الوقت، وايضا لم يتخذ موقفا حادا من تحمل تبعات الحرب والحصار وهذا يتيح مزيدا من الوقت في مسألة المراوغة، وبالتالي هناك تعقيدات كبيرة لا نستطيع ان نحسم مسألة السقوف الزمنية لكن باعتقادي في هذه المرحلة التي نقترب من عام ونصف على اتفاق الهدنة بدأ الوقت يضيق بعد تحذيرات السيد عبد الملك الاخيرة.

_ كبير مستشاري وزارة الخارجية الإيرانية علي أصغر خاجة، عبر عن أمله في استئناف المفاوضات بين صنعاء والرياض قريباً، هل تتوقعون قيام طهران بدور ما للوساطة بين الطرفين؟ وهل قدمت الجمهورية الاسلامية اي نصيحة للمسؤولين اليمنيين بهذا الخصوص ؟

طبعا وساطة بمعنى ان تساند ايران اليمن، بإعتبار ان المواقف السابقة التي سمعناها من المسؤولين الايرانيين ان طهران ممكن ان تساعد في تقريب وجهات النظر لكن اذا نظرنا اليها كوسيط بالمعنى السياسي اي ان تستضيف مشاورات وما الى ذلك بإعتقادي ان هذا مستبعد لانه لربما السعودية قد لا تقبل بهذا، وايضا انه لربما طهران قد تشعر بإحراج من ان تنصب نفسها وسيطا وهي موقفها واضح بأنها ضد العدوان على اليمن ومع مظلومية الشعب اليمني، لربما الامر محرج بالنسبة إلى ايران...
ليس لدي اي معلومات ان قدمت ايران اي نصيحة للمسؤولين اليمنيين لكن ما اعرفه جيدا ان طهران ترد على المسؤولين السعوديين بأنها ستعمل على تقريب وجهات النظر لكن القرار الاصل هو في صنعاء، وعليهم اي السعودية ان تتحدث مع القيادة اليمنية هذا هو الموقف الايراني وهو ليس بجديد بل موقف قديم.

_ برأيكم أستاذنا الكريم من المسؤول عن هذا الانسداد في الافق السياسي في الازمة اليمنية؟ في حال لم تنتج مساعي الهدنة أفعالاً على أرض الواقع؟

الولايات المتحدة من خلال الضغط ومحاولة رسم محددات لمسار اي مفاوضات مقبلة او اي حل مقبل حتى لا يتعارض مع مصالحها ومطامعها في اليمن، ولديها محاولة لتعزيز حضورها على الساحة اليمنية في باب المندب، وعلى السواحل الجنوبية لليمن، وتعزيز حضورها في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، بالتالي اي خروج للتحالف السعودي_ الاماراتي من اليمن وفق الرؤية اليمنية التي سقفها استقلال كامل وسيادة كاملة وقرار كامل يتعارض مع المطامع الأميركية، لذلك الولايات المتحدة تضغط بإتجاه ان تحقق على الطاولة ما عجزت عنه الحرب العدوانية على اليمن، وايضا ان تستثمر وتستغل الورقة الإنسانية والمعاناة في تحقيق ذلك، لاننا نلحظ بأن الحصار لا يزال مستمر، عدم صرف رواتب الموظفين هذا يضاعف من المعاناة الانسانية ، هذا باعتقاد الولايات المتحدة سيدفع صنعاء لتقديم تنازلات سياسية وهذا مستبعد، ايضا السعودية ليست جادة في المعنى الكامل، صحيح ان عليها ضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية لكن هي في حقيقة الامر موقفها لا يزال غير جاد باتجاه الحل الكامل في اليمن.

/انتهى/