وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في خطابه الاخير، بمناسبة ذكرى "التحرير الثاني" والانتصار على الجماعات الإرهابية، أن الجماعات المسلحة اعتمدت الأراضي اللبنانية قاعدة لارسال السيارات المفخخة، مضيفًأ أن لبنان كان جزءًا من خريطة دولة الخلافة الداعشية.
ولفت سماحته في خطابه الى أن الأميركان منعوا الحكومة اللبنانية من أن تأخذ قرارًا يسمح للجيش اللبناني بالقيام بعمل هجومي ضد الارهابيين، مضيفًا أن الحكومة لم تأذن للجيش بشن هجوم على المسلحين في الجرود بسبب الضغط الأميركي، وقد هددوا الجيش بإيقاف المعونات عنه اذا شن هجومًا على المسلحين في الجرود.
وفي جانب آخر من خطابه وبما يتعلق بالشأن السوري، أكد السيد نصر الله أن القائد الفعلي للحرب على سوريا منذ اليوم الأول هو الاميركي والسفير الاميركي في دمشق اعترف بذلك، مضيفًأ أن ما يجري في سوريا اليوم هو استمرار لما بدأ في العام 2011 وهو مشروع أميركي استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الاقليمية التي ساندتها بالمال والاعلام والسلاح.
وبين سماحته أنه يجب أن يعترف العدو بأنه في مأزق تاريخي ووجودي واستراتيجي ولن يجد مخرجًا لذلك.
ونظراً لأهمية خطاب السيد نصر الله، وما نتج عنه من انتشار وقلق في صفوف الكيان الصهيوني، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع النائب وعضو كتلة الوفاء للمقاومة "رائد برّو" وجاء نص الحوار على الشكل التالي:
_ لماذا تعّمد السيد نصر الله في خطابه ان يكون مباشرا في التصويب على الذين ذهبوا إلى التكفيريين في عرسال، وأيدوهم وراهنوا عليهم… واعتبرهم جزءا من معركة الاميركي الكبرى؟ هل تجدون ما يبرر ذلك في المواجهة القائمة اليوم؟ هل هي معركة الاميركي ايضا؟ وهل هناك من يراهن عليها؟
احد مبادى استرتيجية الامن القومي الامريكي في الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة الامريكية هو مبدأ التعاون والشراكة مع الدول والمنظمات والاحزاب في العالم كبديل عن الحضور المباشر لها وهذه المكونات تنفذ مصالح امريكا عبر الترغيب والترهيب او التضليل احيانا.
في لبنان عدد لابأس به يعملون دائما بناء على الاجندة الامريكية بمعزل عن مصالح اللبنانين وهم يراهنون عليهم لتحقيق مصالحهم الضيقة .
لذا نرى ان البعض يفضل العتمة على الكهرباء الايرانية ويفضل حكم التكفيري على سلاح المقاومة. هذا الصنف هو جزء من الحرب الامريكية على لبنان ويجب ان نخوض معه معركة وعي في الداخل اللبناني.
_ السيد وجه الاتهام لفريق السياديين، وسماهم بهذا الاسم تهكما، بالسعي للحرب الاهلية، وبناء الاحلام على حطام لبنان والهياكل العظمية، ورفض الحوار والاصرار على استهداف قوة لبنان ومنعته.. وتحداهم بالقول: اذا فيكم يلا، ما تقصّروا! فهل نحن امام انسداد في الحلول الداخلية؟ وهل انتم قلقون من تفجير الوضع الامني؟
بعض السياديين في لبنان لديهم عقدة الجمهور نتيجة فشلهم في قيادة جماعاتهم وغيابهم عن خدمة ناسهم فانهم يشعرون بالحاجة للتعويض عن ذلك بخطاب غرائزي يلزمهم باهداف غير واقعية ويقعون في ازمة التراجع عنها و هذا يخلق احباط لدى جمهورهم .
وان البعض منهم نبرة صوته اعلى من حجمه الشعبي حتى في وسط طائفته وان عمدتهم الاساسية في عملهم السياسي هو نقد الاخريين دون تقديم رؤية واضحة هذا الاداء الغير واقعي يضيق الافق باتجاه الحل ويصعب المهمة ولا يساعد على التفاهم والحوار. اما موضوع الحرب الاهلية ليس لديهم القدرة على فعلها ولكن اعلامهم وخطاباتهم التحريضية توفر الاجواء لحرب اهلية يستفيد من الاعداء.
_ فضح البروباغندا الاعلامية لحكومة الكيان الصهيوني، بتصوير المعركة في الضفة بأنها مع ايران، والتذكير بمعادلة الاغتيالات على الساحة اللبنانية، جاء بنبرة حازمة ومختصرة.. اولا ما هي دلالات لجوء العدو الى استحضار ايران في معركته مع الشعب الفلسطيني؟ وهل باتت المواجهة فعلا حربا بين المحاور في كل الساحات في المنطقة؟
الكيان الاسرائيلي يلجأ دائما إلى تصوير الفلسطينين بأنهم ينفذون أجندة ايرانية وأجندة خارجية، الصحيح ان محور المقاومة لديه اهداف مشتركة يسعى لتحقيقها وهي تحرير الاراضي العربية، وان سبب ذلك تبريرالعجز الاسرائيلي في مواجهة المقاومة الفلسطينية خاصة في الضفة واراضي 1948، وايجاد ربط نزاع دائم مع محور المقاومة و على رأسهم ايران.
اما بخصوص حرب المحاور ان محور المقاومة لديه نقاط قوة أصبح يتمتع بها , و ابرزها وحدة الساحات و ان تهديده بالاغتيال هو محاولة منه لتغيير قواعد الاشتباك و ضرب مبدأ وحدة الساحات و هذا غير مسموح به.
_ كيف تقيمون النصيحة التي قدمها السيد للغزاة المحتلين، والنتيجة التي انتهى اليها بأن نهاية هذا الصراع المرير لا تكون الا برحيلهم عن الارض المحتلة؟وماذ تعني اشارته الى ان هذه النهاية لن تحتاج الى اجيال اي انها باتت قريبة؟ هل هذه حرب نفسية ام قراءة لسيرورة التاريخ؟
من يتابع مراكز القرار في الولايات المتحدة الامريكية في مقاربتهم للصراع الاسرائيلي مع محور المقاومة يجد انه اصبح لديهم قناعة مطلقة بأن اسرائيل لم تعد كيان قوي بل هي جيش قوي بدأ يضعف. و كذلك من يراقب عمليات المقاومة الفلسطينية في الداخل ووتيرة ارتفاعها يجد العجز الاسرائيلي في مواجهتها بالرغم من انه حشد اكثر من نصف جيشه لمواجهتها في الداخل فكيف اذا فتحت عليه جميع الجبهات.
و كذلك من يتبع معادلة خيمة مقابل أهداف يصعب التنازل عنها بنظر الاسرائلي يرى أن صورة اسرائيل تضعف و زوالها لا يحتاج الى وقت كثير. وسوف ياتي يوما يندمون على مجيئهم وسوف يجدون ان افضل حل لهم ان يرحلوا حيث اتوا.
_ مجلس الامن أعور، وتعديلات القرار 1701 تحول قوات اليونيفيل جواسيس لخدمة العدو!! فما هي اسباب القلق من هذه التعديلات التي يريدها "الاسرائيلي"؟ وما أهمية الاشارة الى ان افشال هذه الاهداف لن يكون باستخدام السلاح؟ الا يعلم الاميركي ان مثل هذا القرار سيبقى حبرا على ورق؟!
اداء مجلس الامن في موضوع المعركة مع الكيان الاسرائيلي ليس جديد دائما يغلب وجهة النظر الاسرائيلية، اما اسباب القلق هو المحافظة على سيادة و حرية لبنان و هذا مبدأ تسعى اليه كل الدول. وان اللبنانيون لديهم استعداد لتبديد هذا القلق بالطرق التي يرونها مناسبة ولم يراهنوا على قرارات تمنع او تسمح وان النصوص لن تكون عائق امام إرادة الشعوب.
_ سماحة السيد نصر الله تحدث بألم عما يحدث في سوريا، فلماذا تنجح الة التضليل الاميركية مرة اخرى في جر البعض الى معارك وهمية لتدمير سوريا؟ واذا كان الحصار هو شكل الحرب الجديدة التي يريد الاميركي ان يخنق بها شعوبنا ويسقط الانظمة!! فلماذا لا تكون المواجهة معه مباشرة ؟
الامريكي يبدّل حضوره المباشر في بعض الساحات بحصار مالي اقتصادي ينعكس سلبا على حاجات الناس و معيشتها ويضغط عليها في قراراتها السيادية .
و يراهن على قاعدة من يجوع و يتألم يحمل المسؤولية للجهة الراعية له دون الخوص بالاسباب الحقيقية للازمة الاقتصادية مع الضخ الاعلامي التضليلي
اما موضوع المواجهة المباشرة فهذا القرار ملك الدولة السورية و لا يمكن لاحد ان يشخص عنها في التوقيت او الاسلوب.
_ الى اي حد برأيكم تسهم خطابات ومواقف السيد حسن نصر الله في ايضاح الصورة للرأي العام وتعضيد الروح المعنوية لبيئة المقاومة؟ وما هي الاسس التي تجعل من خطاب اعلامي صاروخا دقيقا كما وصفه الاعلام في كيان الاحتلال ؟
ان خطابات سماحة السيد تبث الروح المعنوية بشكل كبير لجمهور المقاومة. وهذا ابرز عامل من عوامل الانتصار في المعركة الاعلامية والحرب النفسية.
وان صدق و شفافية و قوة الخطاب وتصديق المجتمع "الاسرائيلي" له يجعل من الاصابات التي يريدها سماحته محققة ودقيقة.
/انتهى/