أكد المتخصص بالشؤون الصينية الدكتور "جاد رعد" خلال حوار معه عن زيارة الرئيس السوري إلى الصين، أن أمريكا "بالغت في تضخيم صورتها واستعراض عضلات دولاراتها حتى جاء فعل المقاومة الحقيقي ليظهر ان اصحاب الأرض هم اسيادها". لافتاً إلى أن مشروع الممر الأمريكي على الأرجح لن يتحقق.

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: عقد الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الصيني شي جين بينغ، اليوم الجمعة، لقاء قمة في مدينة خانجو الصينية، خلال زيارة يجريها الأسد للصين، بدعوة من الرئيس الصيني، وتم بحضور الرئيسين توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي السوري _ الصيني، إضافة إلى توقيع ثلاث وثائق تعاونية أخرى.

وقال شي في مقطع فيديو خلال الاجتماع بثه التلفزيون المركزي الصيني: "اليوم سنعلن بشكل مشترك عن إقامة شراكة استراتيجية، مما سيصبح معلما هاما في تاريخ العلاقات بين البلدين".

وأشار الرئيس الصيني إلى أن سوريا كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع الصين الجديدة، كما أنها كانت واحدة من الدول التي طرحت مشروع قرار لاستعادة الصين مقعدها في الأمم المتحدة.

ونوّه الأسد بأهمية الزيارة: "هذه الزيارة مهمة بتوقيتها وظروفها حيث يتشكل اليوم عالم متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار، ومن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد".

وتم بحضور الرئيسين توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي السوري _ الصيني، إضافة إلى توقيع ثلاث وثائق للتعاون بين سورية والصين وهي: اتفاق تعاون اقتصادي بين البلدين، مذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، مذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.

ولأهمية هذه الزيارة ومخرجاتها أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الباحث المتخصص بالشؤون الصينية ومدير مركز الصين بالعربية الفصحى، الدكتو "جاد رعد" وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

كيف تقرأون زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الصين، هذه الزيارة التي أتت بدعوة من الرئيس الصيني الذي لم يأبه للعقوبات الأميركية على سورية ضاربا بعرض الحائط قانون قيصر الجائر، وهو أيضا ساهم بالعديد من المشاريع النمائية في سوريا ؟

دعوة الرئيس السوري الى الصين حتما لا تتقيد بأي نوع من المؤثرات الغربية الاحادية التي لا تعترف بها الصين. هذه الدعوة اولا ليست متعلقة بسورية كحالة خاصة، اذ ان بكين شهدت مؤخرا زيارات عدة رؤساء ولكن ما يميز هذه الزيارة هو الاوضاع الخاصة في سوريا وهي اكثر حاجة للانفتاح على الصين التي بدورها ترى في دمشق حليف استراتيجي.

قرأنا في الصحف أن وفدا كبيرا من الاقتصاديين ورجال الأعمال يرافقون الرئيس الأسد إلى الصين، برأيكم هل سيكون هناك استثمارات صينية في سوريا تخصص لها ميزانية كبيرة لإعادة الاعمار ؟

الاستثمارات الصينية يجب التمييز فيها ما بين قطاع خاص وقطاع عام. تنوي الحكومة الصينية العمل على اعادة اعمار كل انواع البنى التحتية التي هدمتها الحرب وهذه مشاريع بين دولتين عبر الحكومتين حصرا، لكن استثمارات القطاع الخاص فهي ما زالت تسير بوتيرة أقل سرعة من القطاع الحكومي العام لان لها اشكالية مختلفة ومخاوف اكبر. لذا نستطيع القول ان مشاريع القطاع العام بدأت كتابة نصوصها والامر ليس مثله على صعيد القطاع الخاص حيث قرب عمليات توقيع واعلان المشاريع.

تهتم الحكومة الصينية مثلا بالاعلان منذ الان عن عقود شراء النفط السوري ولوكانت حاليا في منطقة تحتلها جيوش اميركية في حين القطاع الخاص لن يعلن عن توقيع مشاريع وعقود في ظروف مماثلة.

تسعى واشنطن لقطع الطريق على المشروع الصيني (الحزام والطريق) ودول الشرق الاوسط في غالبيتها تدور في الفلك الامريكي، ماعدا إيران وسورية، فاي دور منتظر لطهران ودمشق في منع التوغل الامريكي في منطقة الشرق الأوسط، وكيف تستطيع الصين الاستثمار في دور الدولتين المقاومتين للسياسة الامريكية التي لا تقيم وزنا لحلفتىها ولا لأتباعها ؟

اعلنت الولايات المتحدة الاميركية عن ممرها من الهند الى حيفا ثم اوروبا وهو مشروع على الارجح لن يتحقق يوما لكن هذا يظهر حدة وشراسة واقع التحالفات ورسم الخريطة لكل طرف. وبالتالي يتكفل الحلفاء من كل جهة بالمؤازرة في كل التفاصيل وكلما دعت الحاجة. يتواجه الممر الاميركي من حيفا مع مبادرة حزام وطريق من الساحل السوري وخط سكك الحديد التي تعبر في ايران.

بالغت الولايات المتحدة الاميركية في تضخيم صورتها واستعراض عضلات دولاراتها حتى جاء فعل المقاومة الحقيقي ليظهر ان اصحاب الأرض هم اسيادها مهما طال الحصار على ايران ومهما كثر عدد المتآمرين على سوريا ومهما حاول الاعلام شيطنة حزب الله.

خلال العقود الاخيرة، اصبحت صورة الحق انصع، وسندات الخزينة الاميركية تتخلص منها الصين كما اليابان لتنضم اليهم المملكة السعودية، مما يعكس صورة الواقع على الارض من السيف الى القلم وما بينهما من حسابات مالية اقتصادية.

/انتهى/